عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسام فتحي يكتب : عصيان

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما تقرأ منشور الإخوان الداعي للنزول في 8/30 وتجده يقول:

.. لما المساجد تتحرق ويتمنع فيها الأذان
.. لما المصاحف تتحرق ومفيش حرمة للقرآن
.. لما الشباب يتشردوا ومفيش كرامة للإنسان
.. لما الجثث يفحموها وجثة الميت تتهان
.. لما يقتلوا في رابعة 6 آلاف شهيد وكل اللي فيها اتصاب
.. لما يحذفوا مواد الشريعة من الدستور
.. لما البلد تخرب وتخسر وبكرة مش هتلاقي لقمة عيش
.. لما الجيش يضاعف «مرتباتهم» في أول أغسطس ويأخروا زيادة علاوة الموظفين والمعاشات وينزلوها النص (!!!!)
مستني إيه.. قاعد ساكت ليه؟؟؟؟
ثم للأسف الشديد ينسب المنشور 3 عبارات «كاذبة» لثلاثة أشخاص تحت عنوان «وهُم قالوا»:
-1 وزير الخارجية: مرسي كان عايز يحكم الإسلام فكان لازم طرده!!!
-2 تواضروس: الإسلام انتهى من مصر بلا رجوع!!!
-3 صباحي: مفيش حاجة اسمها قرآن في الحياة!!!

أيها السادة.. إذا كانت هذه هي الإجابة عن السؤال الذي هو عنوان المنشور الإخواني «ليه 8/30؟».
فالإجابة لأي إنسان عاقل هي أن ما سبق هو كذب صريح، وقائله كذاب أشر للأسف، لا يستحق النزول لتأييده أما توجيه الدعوة لثوار 25 يناير لتأييد دعوات «الإخوان» للنزول في 8/30، فيكفي هذا الرد البليغ الذي كتبته سيدة مصرية «محجبة» على لافتة رفعتها في الشارع أثناء مرور إحدى مسيرات الإخوان تقول اللافتة: عزيزي الإخواني: إن «الثائر» الذي تحاول الاتصال به ربما يكون:
-1 مقتولاً.. لم يحاسَب قاتلوه.
-2 مسجوناً.. دافع عنك ولم تدافع عنه.
-3 مدهوساً.. لم تأخذ حقه من داهسيه.
-4 أو نازلة بعباية بكباسين سبق وطُعنت في شرفها!
أعتقد أن الدعوة للنزول في 8/30، وما كشفته من حجم حقيقي للإخوان في الشارع المصري، حتى أن قناة «الجزيرة» اضطرت لاستخدام أفلام قديمة بدلاً من البث الحي، هذه الدعوة يجب أن تكون آخر الدعوات للنزول إلى الشارع، واستمرار حرق إطارات السيارات ووقوع قتلى وجرحى من أبناء الشعب المصري.
وإذا استمرت قيادة مؤيدي عودة الرئيس محمد مرسي المعروفة بـ«التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» في دعوتها لقيام أعضائها بالعصيان المدني، فلا بد أولاً أن نفهم ويفهموا معنى العصيان المدني «السلمي»، حتى لا يتحول إلى ما تحولت إليه المظاهرات «السلمية» من إحراق إطارات وهجوم على الأقسام، وقذف بالحجارة، وسقوط قتلى وجرحى.
فالعصيان المدني بتعريفه المختصر هو: عمل سلمي مدني بموجبه يتوقف المشاركون فيه عن كافة أشكال التعامل مع السلطات القائمة واجهزتها ومؤسساتها ودوائرها ومسؤوليها.
وفيه يتم الامتناع عن التقاضي في المحاكم أو اللجوء لأقسام الشرطة ودفع الرسوم والضرائب وفواتير الكهرباء والماء،

وليس من حق السلطات قطع هذه الخدمات عن الممتنعين بشكل جماعي، كأن تقطعها عن مدينة او قرية بكاملها، ويتوقف موظفو الحكومة عن التجاوب مع المواطنين بإبطاء العمل، ثم إيقافه تماما، عدا عن الاعمال الضرورية كالصحة والمرور والمطافئ والارصاد والمطارات وتفريغ السفن ونقل السلع الاساسية كالغذاء والوقود.
وأهم شروطه امتناع «العاصون» مدنيا عن استخدام العنف بأي شكل حتى اذا استفزتهم الشرطة!!، وألا يحاول «العاصون» منع موظف من اداء عمله او تعطيل مصلحة حكومية او خاصة او مرفق من مرافق الدولة، فإذا حدث اي شيء من ذلك يدخل في نطاق «التخريب».. ويخرج عن قواعد العصيان المدني.
ولأن العصيان المدني حق دستوري من الحقوق الاساسية، ورغم ان ظروف مصر لا تحتمله، ورغم ان الوطنية تأباه تماما، فإنني أؤيد حق «الاخوان» في ممارسته، وأدعو الله ان يفهموه ويلتزموا بشروطه، وهي فرصة حقيقية ليعرف المصريون ويعرفوا هم اشياء عديدة منها: حجم فصيل الاخوان ومؤيديهم الحقيقي، ومدى تأثيرهم في المجتمع، ومدى التزامهم بالنظام والقانون.. واخيرا مدى حبهم لمصر التي هي ليست ابدا كما قال مرشدهم «ما الوطن الا حفنة من تراب عفن»!!.. ولا هي «طز في مصر..». وانما «مصر» في قلوب المصريين الحقيقيين شيء مختلف تماما لا يعرفه الاخوان الذين يحلمون بخلافة اسلامية تضم العالم كله، دون ان يأخذوا بشيء من اسباب تحقيقها، وسيقنعهم مرشدهم بالاكتفاء باقتطاع «سيناء» من احضان مصر، واعلانها امارة اسلامية مؤقتة، تكون نواة للخلافة الكبرى، بينما نسبة الامية في عالمنا الاسلامي تتجاوز الـ%50!. ولا حول ولا قوة الا بالله.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية