رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فايز رشيد يكتب : كل هذا الانتصار الغربي لـ ”الإخوان”

بوابة الوفد الإلكترونية

أوباما يبدي أسفه لاعتقال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع . الاتحاد الأوروبي يعلن وقف تصدير الأجهزة العسكرية والأمنية إلى مصر .

من ناحية أخرى، مبعوث وراء مبعوث من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وكلهم يحاولون مقابلة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في مكان اعتقاله، الذي قابلته مندوبة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون . كما حاول بعدها وزير الخارجية الألماني ذلك . أما المندوبون الأمريكيون فحدّث ولا حرج، ومعظمهم قابل القيادة الإخوانية . من ناحية أخرى تهديد وراء تهديد تطلقه هذه الدول، من قطع المساعدات عن مصر وإعادة تقييم العلاقات معها وصولاً إلى التهديد بعدم استكمال صفقات السلاح الموقعة والمتفق عليها مع الجيش المصري .

الولايات المتحدة والدول الغربية تدرك تماماً، أن اعتصامات الإخوان في ميداني رابعة والنهضة لم تكن سلمية، فهم أعدّوا الاستحكامات وأكياس الرمل على الطرق الموصلة إلى الميادين، وجن جنونهم بعد عزل مندوبهم في قصر الاتحادية، فلجأوا فوراً إلى الأسلحة بمختلف أنواعها، وقاموا بعمليات إرهابية ضد مكاتب الشرطة ومواقع الجيش والمؤسسات المدنية المصرية في القاهرة وبقية المحافظات المصرية، قاموا بإحراق الكنائس وأماكن العبادة للأقباط (والغريب أن أحداً في الغرب لم ينتصر لهم بينما في السابق إذا جُرح قبطي تقوم الدنيا ولا تقعد)! . هذا غيض من فيض العمليات الإرهابية للإخوان وحلفائهم من التنظيمات السلفية التكفيرية، على الجيش المصري في مصر وفي سيناء، ففي كل يوم تذهب ضحايا عديدة من الجيش نتيجة هذه العمليات، كان من أبرزها، قتل بدم بارد 26 من مكلفي الشرطة بعد انتهاء مدة خدمتهم وهم في طريقهم إلى بيوتهم . عدا الضحايا الكثر في المدن المصرية .

لقد شددت القيادة الإخوانية على لسان قادتها من المرشد العام محمد بديع إلى القيادات الأخرى على سلمية الاعتصامات، واعتبرها بديع كما جاء على لسانه في خطابه المشهور غداة عزل مرسي في ميدان رابعة “بأن هذه السلمية هي أقوى من عسكرتها”! إن هذا هو النفاق بكل مظاهره وأشكاله . ليس مهماً عند الإخوان تمزيق الجيش المصري وإضعافه وشرذمته، فليس مطلوباً منه في عرفهم مقاتلة “إسرائيل”، ولا مانع أن تحل الفوضى في مصر، وأن يجري تقسيمها، فهذا أقل ما يسعون إليه . لقد اتضحت بالكامل صورة الإخوان وجنونهم وعشقهم لتسلم السلطة، وهم الذين كانوا يجاهرون بالتعفف عن تسلمها . لقد أصبحت المعادلة بالنسبة إليهم، “إما أن يتسلموا السلطة في مصر وإلا فليكن الطوفان ولتذهب مصر إلى الجحيم”! هذه هي الأنانية في أبشع صورها . إن مخططاً يجري في مصر ويقوده الإخوان عناوينه الرئيسة، العمل على تمزيق الجيش المصري، وتخريب مصر، الوطن، والدور العربي والإفريقي والإقليمي والدولي، والعودة إلى السلطة عن طريق القوة، والقوة وحدها .

معروف تماماً، أن الإخوان المسلمين جاءوا إلى السلطة في مصر وتونس وغيرهما مما يسمى ببلدان الربيع العربي، بعد اتفاقات ومباحثات عديدة أجروها في واشنطن . كانوا حريصين على إرضاء السيد الأمريكي . وفي انتخابات الرئاسة التي فاز فيها مرسي بما يزيد قليلاً على الخمسين في المئة، لم يأت مرسي بأصوات الإخوان فقط وإنما أيضاً بأصوات القوى الوطنية القومية والوطنية الديمقراطية والقوى اليسارية، وذلك لمنع وصول شفيق إلى الرئاسة . معلوم أيضاً، أن الإخوان التحقوا بثورة 25 يناير 2011 بعد ثلاثة أسابيع من بدئها وقاموا وحدهم من بين كل القوى المصرية بخوض مباحثات مع ممثل مبارك عمر سليمان . تنكروا لكل الوعود التي كانوا قد قطعوها على أنفسهم بعدم السيطرة على السلطة بل بمشاركة كل الآخرين . بعد فوز مرسي بدأوا في أخونة الدولة وكل مناصبها . أوصلوا أغلبية المصريين إلى ما تحت خط الفقر . تسببوا بأزمات سياسية اقتصادية اجتماعية، ازداد العجز في الميزانية، تفشت البطالة بين المصريين وانحسر دور مصر القومي العربي، والوطني الإفريقي والدولي . في أيامهم صَغُر حجم مصر ووزنها، وفي سنة حكمهم المشؤومة حاولوا

مراراً مغازلة العدو الصهيوني، فشمعون بيريز في عرف مرسي صديق عزيز، والكيان بلد صديق ولا مانع من عقد الصفقات مع “إسرائيل” . هذا غيض من فيض (بركات ونِعَم) الإخوان المسلمين في سنة حكمهم التي كان لزاماً على المصريين أن يرفضوا تجديدها وأن يقوموا بإزالتهم وعزلهم عن السلطة .

الملايين من المصريين (والذين يتجازون الثلاثين مليوناً وفقاً للإحصاءات) الذين خرجوا إلى الميادين استجابة لنداء الجيش من أجل تفويضه للقضاء على الإرهاب في كل أنحاء مصر، هم الدليل الأوثق على أن أغلبية المصريين ترفض حكم الإخوان جملة وتفصيلاً . لقد تبين كذب ادعاء الإخوان بالحرص على مصر، فعملياً ومما يمارسونه حالياً، هو إلى فكفكة وحدتها والعودة بها عشرات السنين إلى الوراء . نعم مصر تواجه مخططاً إرهابياً فاشياً يقوده الإخوان المسلمون . نعم إنهم يمارسون دوراً تخريبياً على صعيد الوطن العربي من خلال تضييع الدور المصري عربياً .

أما بالنسبة لهذا التباكي الغربي على ما يجري في مصر، واتهام الجيش (في الكثير من البيانات الصادرة) بممارسة المذابح ضد الإخوان، فهو محض كذب، فالغرب لم يكن في يوم من الأيام حريصاً على الديمقراطية في الوطن العربي ولا على حقوق الإنسان العربي، والدليل على صحة ما نقول، المذابح المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني تجاه الفلسطينيين والعرب وكل أشكال العدوان التي تقترفها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية (لبنان وغيره)، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، ورغم ذلك لم نسمع بياناً أصدرته إحدى الدول الغربية أو الولايات المتحدة يدين هذه المجازر ويدعو إلى معاقبة “إسرائيل”! أما جرائم الحرب التي ارتكبتها “إسرائيل” وقادتها السياسيون والعسكريون التي رفعت قضايا بشأنها في محاكم بعض الدول الغربية، من بعض المنظمات المدنية المختصة (قانونية وغيرها) الفلسطينية والعربية وبعض الدولية، فأوروبا تعمل على تغيير قوانينها من أجل ألا تطول القوانين الجديدة القادة “الإسرائيليين”!

ندرك تماماً الحرص الأمريكي - الغربي على إبقاء الإخوان في السلطة، تنفيذاً للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، فقد أثبت الإخوان في سنة حكمهم في مصر وتونس وغيرهما أنهم التلميذ النجيب المنفذ للسياسات الغربية، وأنهم حريصون على المعاهدات الموقعة مع الدولة الصهيونية، فهم مع التطبيع وليسوا مع تجريمه (تصريح رئيس حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي)، وطالبوا بعودة اليهود المصريين وتعويضهم (عصام العريان)، واتهموا عبد الناصر بالاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجيرهم قصراً إلى دولة الكيان الصهيوني، وحاولوا شطب التراث العربي القومي المصري وإنجازات الزعيم الخالد، وكل ذلك لمصلحة المشروع العالمي لتنظيم ومخطط الإخوان المسلمين . نعم كفى الغرب نفاقاً وحرصاً على أصدقائه الإخوان في مصر وغيرها من الدول العربية .