رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي سالم يكتب: الميزان له كفتان فقط

بوابة الوفد الإلكترونية

«في التفاوض لا تستطيع أن تصل إلى أبعد مما تستطيع مدافعك الوصول إليه»، أي أن قوتك الذاتية بعيدا عن الكلمات والأوهام والتهاويم هي ما يحدد قدرتك على النجاح في التفاوض.

وأخطر وأهم عملية تفاوض حدثت في العصر الحديث هي عملية التفاوض المصرية - الإسرائيلية، بإشراف الرئيس الأميركي جيمي كارتر، التي انتهت بحصول السادات على كامل الأرض المصرية، التي كانت تحتلها القوات الإسرائيلية. فهل تنطبق هذه القاعدة على هذه المفاوضات؟ هل كانت مدفعية السادات قادرة على الوصول إلى أرض أبعد مما كانت تسيطر عليه قواته داخل سيناء بالفعل؟
الواقع أن السادات اكتشف أن مدفعيته الوحيدة القادرة على الوصول إلى هدفه، هي السلام؛ أن يعرض السلام وأن يطلب السلام أمام العالم كله بكل ما يملك من وضوح وقوة وثبات فتحقق له ما أراد. المدفعية إذن هي كل وسيلة تصل بك إلى هدفك؛ فماذا كان الهدف إذن من التفاوض مع الجماعة المحمول على أجنحة الوساطات من داخل المنطقة وخارجها؟ هل كان خروج جماعة الإخوان الآمن من الأماكن التي يحتلونها بكامل رغبتهم وإرادتهم، والتي يضغطون بها على أعصاب المصريين في كل لحظة، أم أن الهدف في حقيقة الأمر هو الدخول الآمن للمصريين إلى حياتهم اليومية كسائر عباد الله من غير أن يفسد عليهم أحد حياتهم؟
النتيجة الوحيدة لعمليات التفاوض الدائرة الآن، التي تنكر كل الجهات الحكومية حدوثها أو وجودها، هي الفشل والمزيد من إحساس الناس بالغضب واليأس والخيبة. وفي ذلك، النصر كل النصر للخصم الذي يسعده شيء واحد، هو أن يخدعك لأن الخديعة في حد ذاتها في تصوره وفهمه هي بذاتها الانتصار. إنه إحساس طفولي

قديم عجزت الأنا (Ego) عن التخلص منه، إنها تلك اللحظة التي يقول لك فيها «هيه.. ضحكت عليك».
الخوف من خسائر المعركة يعني أن لا تخوضها؛ فالبديل الوحيد لذلك هو أن تخسر معركتك وتؤخذ أسيرا أنت وأهلك جميعا. كما أن الحديث عن خسائر معركة ما قبل أن تبدأ، ستكون نتيجته الوحيدة الخوف الذي يؤدي إلى الهزيمة. وفي مثل هذا النوع من المعارك لا بد أن تكسبها في قلوب أعدائك أولا؛ أن تدفعهم لإدراك أنه لا شيء على الأرض قادر على منعك من محاربتهم، وأنك قادر على هزيمتهم بسهولة، واحترس من النفاق، لا تأتِ بكتاب قواعد الاشتباك من على رفوف مكتبات الغرب الديمقراطي، فليست لديك اعتصامات ولا معتصمون ولا مظاهرات ولا متظاهرون، لديك عدوان ومعتدون. انظر جيدا إلى الميزان، لديك كفتان فقط؛ الجماعة التي تحتل الميادين وتفسد حياة البشر وتهددهم في كل مكان.. في كفة، والشعب المصري كله في الكفة الأخرى. ولا بد أن تحارب من أجل رجحان كفة منهما. لا توجد في موازين الشعوب والتاريخ كفة ثالثة.
نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط