رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زاهى حواس يكتب :المقابر الأثرية في قبضة الأهالي

بوابة الوفد الإلكترونية

التراث الأثري هو أعز ما نملك.. والحفاظ على الآثار في مصر يعني التمسك بالهوية المصرية؛ ولذلك كنا نتفاخر أمام العالم كله بأن المصريين هم أول شعوب الأرض التي تحافظ على تراثها.

وكنا في الماضي القريب عندما يتم الاعتداء على أي قطعة أرض أثرية نسارع جميعا بإصدار قرارات إزالة إدارية وتتم الإزالة الفورية لهذا الاعتداء.
ولكن ما يحدث اليوم شيء لا يصدقه عقل.. كيف أن الأهالي الذين يقيمون بجوار الآثار منذ مئات السنين هم الذين يعتدون الآن على الآثار؟ وكأن هذه الآثار ليست ملكا لهم، بل هم أول من يرتزقون منها ويعيشون من خيرها.. وما حدث في أسوان لا يمكن أن يحدث إلا في بلاد لا تعي قيمة التراث، ولكن أهالي أسوان الذين عاشوا وشاهدوا العالم كله يتفاخر بهم أثناء وبعد إنقاذ آثار أبو سمبل، وفيله ومعابد النوبة الأخرى، لا يمكن أن نصدق أن منهم اليوم من استغل الانفلات الأمني ويقوم بالحفر عن الآثار بمنطقة قبة الهواء، ويكتشفون مقابر رائعة ملونة ترجع إلى العصر الفرعوني.
هذه المنطقة دفن فيها حكام أسوان الذين حكموا هذا المكان خلال العصر الفرعوني، ومنهم الرحالة «حر خوف» الذي سافر إلى بلاد «بونت» في الجنوب وأحضر الخيرات لمصر، وأرسل خطابا للملك «بيبي الثاني» الذي حكم مصر وهو في سن الثامنة، وحكم ثمانين عاما وجلب الخراب لمصر في أواخر عصره، وبعده عاشت مصر في عصر اضطراب كما يحدث الآن، واستمر هذا الاضمحلال لمدة وصلت إلى مائة وخمسين عاما حتى جاء رجل صعيدي قوي استطاع توحيد البلاد، وعندما أرسل «حر خوف» محافظ أسوان خطابا

إلي «بيبى» يخبره عن الخيرات التي أحضرها من أفريقيا ومن ضمنها قزم صغير، لم يهتم الملك الطفل بخيرات مصر، وكل ما أثار انتباهه هو هذا القزم.
وعندما استطاع الأهالي الكشف عن هذه المقابر، لم يوقفهم أحد سواء من الأثريين أو الشرطة، وعلى رأي المثل المصري الشعبي «المال السايب يعلم السرقة».. وقام الأهالي بعد ذلك بعمل أبواب لهذه المقابر وأعلنوا الاستيلاء عليها، بل وعملوا تذاكر يدفع ثمنها من يريد زيارة هذه المقابر.
هل يعقل هذا؟.. أين الشباب؟
لا أتصور أن ما يحدث في أسوان يمكن أن يحدث في أي دولة.. إنني هنا أطالب المسؤول الأول عن الآثار أن يذهب إلى أسوان ويحاول ومعه كل الأثريين إيقاف هذا العبث والقبض على هؤلاء الخونة الذين يدمرون تراثهم وحضارتهم، وإذا لم يكن في استطاعتنا حماية الآثار يجب أن نعلن للعالم كله أننا غير قادرين.. وبالتالي تكون مهمة العالم المتحضر واليونسكو أن يحمي هذه الحضارة بدلا منا.
شيء لا يمكن أن نتصوره أن يستولي أهالي أسوان على هذه المقابر الجميلة الرائعة.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط