عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مارلين سلوم تكتب:"ذات" حدوتة مصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يمكنك إلا أن تحبها، ببراءتها وبساطتها، وبذكائها المختبئ خلف خجلها . إنها “بنت اسمها ذات”، تلك الدراما التي أثبتت منذ الحلقة الأولى أنها تسير في اتجاه آخر لا يشبه الخط الدرامي الذي يسلكه الآخرون . فيبدو أن مريم نعوم وكاملة أبو ذكري قد عرفتا كيف تشكلان ثنائياً ناجحاً ليأتي مسلسل “ذات”  بعد ولادة عسيرة وتأخر عرضه  بهذا الإتقان والدقة .

نيللي كريم هي “ذات”، لكنها ليست البطلة الوحيدة في هذا المسلسل، كما أن “ذات” ليست الشخصية التي يدور في فلكها العمل طوال الوقت، بل هي كالحسناء الجميلة التي تروي لك “حدوتة” مصر منذ الثورة في ،52 وتأخذك من خلال حياتها وأفكارها ومحيطها إلى كل ما كان يحصل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في بلدها . وليست مصادفة أن تكون “ذات” مولودة يوم 23 يوليو، لكن من ذكاء الكاتبة أن تكون الفتاة غير ثورية ولا تفهم في السياسة، وحتى يوم دخولها الجامعة استغربت ما رأته من تحركات للطلبة وتظاهرات خافت أن تشارك فيها . هي ابنة أسرة محافظة، ككل الأسر المصرية في ذلك الوقت، لكن “ذات” لا تحمل في شخصيتها روح التمرد، بل تميل إلى الانكسار والرضوخ . إنما لاستسلامها حدود، فخطها الأحمر كرامتها، عندها تغضب وتثور .

شخصية تشبه البلد، وبلد يعيش الحاضر بتداعيات الماضي، وهو ما ينكشف في كل حلقة من المسلسل، الذي سيواصل أحداثه وكأنه يقلب صفحات التاريخ ويتوقف عند أبرز المحطات وصولاً إلى يومنا هذا . وليس بالسهل على كاتب أن يجمع نحو 60 عاماً في 30 حلقة، وأن يبدع

في التفاصيل، مثل ردود فعل الناس على معاهدة السلام وخطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات في الكنيست، والسيناريو مشغول بحرفية حيث يشعر المشاهد بأن أفراد أسرة “ذات” يتحدثون بلسانه ويعبرون عن رأيه المعارض أو المؤيد، وأن الحوار نفسه يدور اليوم داخل البيوت .

كاملة أبو ذكري أبدعت أيضاً في انشغالها بكل التفاصيل من ديكور وملابس وشعر ومشاهد داخلية وخارجية، والتلفزيون القديم، كما أجادت الخلط بين المشاهد القديمة والحديثة . والأهم أنها تأخذنا إلى عمق الشخصيات فيلمس المشاهد مشاعرهم ويتفاعل معهم، مثلما حصل لحظة نقل والد “ذات” إلى المستشفى وطلبه رؤية وحيده حسن الذي يعيش في أمريكا، ثم وفاته، ولحظة عودة حسن المتأخرة .

باسم سمرة يتميز ولا يقل عن نيللي كريم بطولة ونجومية في العمل، فكل ما فيه مختلف، مشيته، “ثقل دمه”، طريقة كلامه . . وقد يكون دور “ذات” من أهم ما لعبت نيللي في حياتها المهنية، وقد أدت مشهد “ليلة الدخلة” ولقائها صديقتها في اليوم التالي ببراعة توحي بمدى “البراءة” .  
نقلا عن صحيفة الخليج