عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسين شبكشى يكتب : مرسي: أردوغان مقلد!

حسين شبكشى
حسين شبكشى

كان هناك متفائلون كثر من الذين حلموا ورغبوا وتوقعوا وأملوا في أن يكون حكم الرئيس المصري نقلة حقيقية في تاريخ الدولة بمصر،

لكن محمد مرسي (مرشح اللحظة الأخيرة الذي جاء بديلا للمرشح الأصلي خيرت الشاطر الذي لم يتم قبول ترشحه لأسباب تقنية وقانونية) كان مخيبا للآمال، وبدلا من أن يكون نموذجا مصغرا للمثال الأعلى المحتذى وهو رجب طيب أردوغان، كان نسخة مشوهة منه، فكان أردوغان مقلدا، أردوغان تايوانيا على أقل تقدير.
محمد مرسي أحاط نفسه بمتشددين لديهم نزعة «انتقامية» بحتة، وأحاط نفسه بشخصيات شديدة التطرف والتنطع، وأطلقت تصريحات مرعبة ومنفرة أفزعت المصريين ومحبي مصر، نظرا لكون هذه النبرة الحادة والمعاني الغليظة بعيدة تماما عن وسطية المصريين وتسامحهم، ولذلك رفض الناس حازم أبو إسماعيل الذي أهان المؤسسة العسكرية وسخر من الشعب المصري، وكذلك فعل صفوت حجازي بإهانته لمقام الأزهر الشريف وشيخه الجليل، وعاصم عبد الماجد الذي هدد كل من يعارض مرسي وشبه الاعتراض عليه بأنه حرب صليبية، ووجدي غنيم الرجل المليء بالحقد والكراهية والسموم في كلماته، ولم يتبرأ منهم محمد مرسي واستمر يعتبرهم من أنصاره والمدافعين عنه، ولذلك خشي المصريون من صمته على أقوالهم واعتبروا ذلك نوعا من التأييد لما قالوا والموافقة التامة عليه.
لم ينصت ويستمع محمد مرسي لملاحظات الأطراف الأخرى وفضل الاكتفاء بنصح «المنتقمين» في فريقه، وهم الذين أشاروا عليه بالإعلان الدستوري الذي ألغى فيه كل المواد الدستورية وجعله بمثابة فرعون ديكتاتور لا يحمي دستورا ولا يحترمه، فانقطعت شعرة الثقة المتبقية تماما. محمد مرسي جاء للرئاسة بفارق ضئيل جدا من الأصوات، وبعد ثورة مهمة أسقطت نظاما، وبالتالي الشعب لن يقبل إلا بنظام جديد يحتوي الجميع لا عشيرة الرئيس فقط، وبالتالي لم تكن لديه الصلاحيات «الشعبية» ولا «الترخيص العام» الذي يمنح من الشعب للرئيس في حالة حصوله على أصوات عريضة في الانتخابات تكون بمثابة تصريح لإحداث

تعديلات جذرية، حيث إن محمد مرسي أخفق في ذلك أيضا. وفي علاقاته الخارجية لم ينجح، فأبعد دول الاعتدال بالخليج لأنه لم ينجح في أن يطمئنها، وصالح إيران وفتح ذراعيه لها وأعاد العلاقات الدبلوماسية معها، وتسامح طويلا مع نظام المجرم بشار الأسد. ولم ينجح مرسي في تحقيق أي إنجاز سياسي أو اقتصادي يحسب له في أكثر من عام في الحكم.
منذ اللحظات الأولى كانت هناك مخالفة للوعد، فـ«الإخوان المسلمون» قالوا إنهم غير راغبين في منصب الرئاسة وخالفوا ما وعدوا به ورشحوا أنفسهم للمنصب، وبعدها وعد الرئيس محمد مرسي باحترام الدستور، وهي مسألة لم يفعلها بل على العكس تماما «صادر» الدستور، وسفه القضاء والقضاة بشكل غير مسبوق.. كل ذلك وأكثر أوصل المسائل إلى نقاط اللاعودة، وكان الانفجار الكبير لشعب مصر في كل الشوارع وميادين المحافظات، حيث خرجوا بصوت واحد يقولون «نحن غير راضين عن نهجك في الحكم وعليك الرحيل»، وسرعان ما استقال خمسة وزراء من وزارة قنديل، وأخذ الجيش موقفا مستقلا في بيان تاريخي يبتعد فيه عن النظام ويميل للشعب، ويمنح الطرفين مهلة 48 ساعة أخيرة. مصر لا تزال تبحث عمن يحقق فيها الكرامة والأمان والديمقراطية، ومحمد مرسي فشل في ذلك تماما.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط