رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كامل يوسف يكتب :الطريق إلى 30 يونيو

بوابة الوفد الإلكترونية

كل من يتابع المشهد السياسي المصري الآن، ولو من بعيد، لا بد أن يدرك أن مصر تمضي مسرعة إلى يوم تاريخي، يتوقف عليه الكثير، ويعد منعطفاً فاصلاً في الصراع السياسي الذي تشهده البلاد، ذلك أن الثلاثين من يونيو هو الموعد الذي حددته حركة «تمرد» لاحتشاد كل من وقعوا استماراتها، الداعية إلى سحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي وتركه السلطة في الذكرى السنوية الأولى لاستلامه لها. في المقابل، فإن جماعة الإخوان المسلمين تبادر إلى حركة محمومة على مستويات متعددة.

المستوى الأول، والذي يبدو بالغ الوضوح، هو التحرك السياسي الذي يستهدف تفكيك قوى المعارضة، وأبرز تجليات هذا التحرك لقاء خيرت الشاطر القيادي في جماعة الإخوان مع عمرو موسى، عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، وهو اللقاء الذي أحاطته ضجة إعلامية لم تشهدها مصر منذ سنوات، والذي انتهى بتكريس الخلاف بين الجانبين.

وعلى الأرض، نشهد نشاطاً مذهلاً للأجهزة الأمنية المكلفة بحماية الرئيس المصري، بما في ذلك إغلاق 14 شارعاً محيطاً بقصر الاتحادية قبل أسبوع من موعد المظاهرات، ونشر الدبابات وراء بوابات القصر الخمس، فضلاً عن تحصينه بالجدران الخرسانية والأسلاك الشائكة. ولم يعد سراً أن ميليشيات الجماعة تستعد لصدام مع القوى المعارضة، تبدو نتائجه الدموية واضحة للعيان من الآن.

لكن كثيراً من المراقبين يتوقفون عند سؤال جوهري: ماذا بعد الثلاثين من يونيو؟

خطورة هذا السؤال تنبع من أنه لا أحد في مصر لديه رؤية واضحة لتحرك سياسي له معناه، انطلاقاً من الثلاثين من يونيو.

قوى السلطة تبعث إشارات عديدة إلى أنها ستمضي في الصدام إلى نهايته، لأنها لا ترى في مطالب حركة تمرد إلا خروجاً على الشرعية. وجوهر هذا الموقف عدمي حتى

النهاية، لأنه يرفض أي شكل من الحوار مع المعارضة.

في المقابل، فإن المعارضة تطرح تصورات مختلفة، فهناك من يتحدث عن إمكانية إجراء استفتاء على استمرار مرسي في الرئاسة من عدمه، ويرد جناح آخر من المعارضة بأن هذه الدعوة ليست إلا شقاً لصفوفها.

وهناك من يتصور مخرجاً واحداً هو انتخابات رئاسية مبكرة، وهو مخرج ترفضه مؤسسة الرئاسة شكلاً وموضوعاً، باعتباره من منظورها غير مبرر وغير مطروح أصلاً. وبينما تمضي خطى الزمن مسرعة مقتربة من الثلاثين من يونيو، يزداد الاستقطاب بين القوى السياسية، وتتسع النطاقات المحتملة للصدام الدموي.

ربما كان المشهد الأقرب إلى إمكانية التحقق، هو أن الثلاثين من يونيو سيأتي ليحمل معه صداماً كالصدامات العديدة التي شهدناها في العامين الماضيين، لكنه أوسع نطاقاً، وأكثر احتداماً.

وهناك من لا يتردد في وضع علامات استفهام حول موقف الجيش المصري، وما إذا كان سيتحرك لحسم الموقف. ويتساءل: هل يكون الجيش عنصر الحسم في هذا اليوم التاريخي؟

هذا الاحتمال يبدو مستبعداً، في حين تنفتح احتمالات المزيد من الصراع والتمزق، ربما لأن لحظة التبلور النهائية لم تأت بعد.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية