رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خالد القشطينى يكتب :ما أدراك ما يوم الجمعة

بوابة الوفد الإلكترونية

مما أعطى الغربيون الغلبة علينا اعتمادنا على الحروف والكلمات واعتمادهم على الأرقام والإحصائيات. كنا نحن الذين وضعوا الأرقام والحساب في سومر وبابل قبل خمسة آلاف سنة واكتشفنا علم الجبر واللوغاريتمات قبل ألف سنة، ولكننا تخلينا عن كل ذلك التراث وتركناه للغربيين. ورحنا نسوق الكلام جزافا وخرافيا.

وكان مما أثار في نفسي شيئا من روح الظرف والعجب أخيرا أن نشرت الكلية الملكية للجراحين في بريطانيا أرقاما تقول، إن من تجري عليهم عمليات جراحية يوم الجمعة في المستشفيات البريطانية يموتون بنسبة أكبر من 44 في المائة ممن تجري عليهم نفس هذه العمليات يوم الاثنين. وأعطونا الرقم المخيف.. 27582 فقيدا. تنفست الصعداء وقلت الحمد لله. أجروا لي عملية القلب يوم الاثنين، وإلا لما عشت لأكتب هذه السطور.
درسوا الأرقام وحللوها. تبين أن يوم الجمعة تليه عطلة نهاية الأسبوع (الويك إند - السبت والأحد). وفي هذين اليومين يقل عدد العاملين من أطباء وممرضين فتنخفض نسبة العناية الطبية فيموت الناس. الدرس واضح. إذا شئت المعالجة في الغرب فلا تراجع الطبيب ولا تجري أي معالجة يوم الجمعة فتموت.
بالإضافة لعمليات يوم الجمعة، توجد في الغرب أيضا سيارات يوم الجمعة. إنها السيارة التي تشتريها جديدة، ولكنك تعاني منها مشكلات مستمرة. يقولون لك، أوه! هذي سيارة يوم جمعة! يا بختي الأسود. السر هنا هو أن العمال يتسلمون أسبوعيتهم في هذا اليوم فيذهبون في الاستراحة للحانة ويشربون ويعودون سكارى للعمل. ولا يعنيهم من شغلهم ذلك اليوم غير تمرير الوقت وإنهاء النهار ليعودوا للحانة. ينجزون كل عملهم عشوائيا بما يترك شتى العيوب في السيارة. إنها سيارة يوم جمعة. احذر من شرائها! ولكن كيف تميز بين سيارة الجمعة وسيارة الاثنين أو الثلاثاء؟ لا

سبيل لك غير أن تذهب للمصنع في نهاية يوم الاثنين وتنتظر حتى تخرج سيارة من خط الإنتاج. اركض وراءها وقل: أبغي هذي السيارة! ادفع وتسلمها وقل على بركة الله!
نحن مبتلون بعلة الكسل. والغربيون مبتلون بعلة الإدمان على العمل (workholism) حالما ينصرم يوم الجمعة يأتي «الويك إند» ويتوقف العمل.. يتعرضون للكآبة ومشاعر الوحدة التي تودي بالكثير منهم إلى الانتحار أو الانهيار العصبي. إنها انتحارات يوم الجمعة.
مثلما هناك عمليات يوم الجمعة وسيارات يوم الجمعة وانتحارات يوم الجمعة، هناك أيضا زوجات يوم الجمعة. تكون المرأة الغربية قد قضت أيام الأسبوع مجهدة في العمل والسهر والقهر فتقبل بك. تتزوجها على أنها بكر فتكتشف أنها ثيب وتقضي حياتك معها في مشاكسات مستمرة. إنها زوجة يوم جمعة! ابتعد عنها واختر لنفسك زوجة يوم اثنين. تكون عندئذ قد استجمت واستراحت خلال «الويك إند» فتتزوجها وعقلها برأسها. ليس لديّ أرقام أو إحصائيات في ذلك. ولكنك تعرف يا سيدي أنني ابن عرب وأسوق الكلام جزافا. وعلى أي حال فهو أكثر منطقا وعقلانية مما تسمعه على بعض المنابر والفضائيات العربية في هذه الأيام.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط