رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محمد أحمد عبد الهادي يكتب : دوافع اهتمام إسرائيل بإفريقيا

بوابة الوفد الإلكترونية

قال صاحبي: على الرغم من حصول اليهود على فلسطين، وقيام الدولة الإسرائيلية فيها عام 1948م، فإن إفريقيا ظلت في عقولهم، وذلك لأسباب ودوافع.

قلت ما هي هذه الأسباب والدوافع؟ قال الآتي:
1- تمثل إفريقيا البداية التي خلالها يستطيعون إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وذلك لوجود منابع النيل فيها الذي يمثل حلم إسرائيل.
2- حاجة إسرائيل للاعتراف بها دولة من قبيل الدول الإفريقية لكسب الشرعية السياسية والقانونية، وهذا ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي السابق "أبا إيبان".
3- عزل الدول العربية وتطويقها، إذ ترى إسرائيل أنها طوقتها بإيران وتركيا من جهة، وإفريقيا من جهة أخرى.
4- الحيلولة دون قيام تكتل "عربي-إفريقي" ضد إسرائيل وهذا ما أكده شكوموا فيري، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 1975م، قائلاً: "إن الأهداف التي كنا نتوخاها من وراء توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية هي كسب صداقة هذه الدول من أجل الخروج من العزلة السياسية، والحيلولة دون قيام معسكر إفريقي معاد يقف إلى جانب العرب في نضالهم السياسي ضد إسرائيل، وقد تبوأت القارة الإفريقية مكانة متقدمة في الاستراتيجية الإسرائيلية مقارنة ببقية القارات الأخرى، فأمريكا اللاتينية كانت في ذلك الوقت حكراً على النفوذ الأمريكي.
أما القارة الآسيوية، فقد كانت أشبه بالقارة المغلقة أمامها، لوجود دول وجماعات إسلامية كبيرة، وعليه فقد ظهرت إفريقيا بوصفها النموذج المناسب أمام صُنَّاع القرار الإسرائيلي، وكانت البداية الحقيقية للتحول الإسرائيلي نحو إفريقيا بعد مؤتمر باندونج 1955م، فعملت إسرائيل على وضع استراتيجية شاملة وطويلة المدى للتغلغل في القارة الإفريقية.
ومن ثم فالقارة الإفريقية مثلت أهمية بالغة بالنسبة للاستراتيجية الإسرائيلية، ويكفي هنا الإشارة إلى حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ابن جوريون في الكنيسيت الإسرائيلي عام 1960م، لتتضح لنا تلك الأهمية، حيث قال: "الصداقة الإسرائيلية – الإفريقية تهدف في حدها الأول إلى تحييد إفريقيا عن الصراع العربي الإسرائيلي، كما تهدف في أحسن حالاتها إلى ضمان مساندة إفريقية للمواقف الإسرائيلية".
وقد ساهمت كل من بريطانيا وفرنسا بدور كبير في تمهيد الطريق لهذا التغلغل الإسرائيلي في المستعمرات الإفريقية التي كانت

تحت سيطرة كل منهما، حيث قامت بريطانيا بجعل كل من تنجانيقا وسيراليون نقاط ارتكاز لإسرائيل في إفريقيا، وسمحتا لها بإقامة قنصليات فخرية في هذه المستعمرات قبل استقلالها، وتحولت هذه القنصليات إلى سفارات إسرائيلية بعد استقلال هذه المستعمرات.
أما فرنسا؛ فقد فتحت لإسرائيل حرية العمل في ميناء جيبوتي وميناء داكار في السنغال لدعم نشاطها، وسمحت لها بإقامة علاقة وثيقة مع مستعمراتها في غرب إفريقيا، كما حدث في ساحل العاج.
ومن جانب آخر، فقد عمل الاستعمار الغربي على تقديم دولة الكيان الصهيوني إلى الأفارقة بوصفها دولة تعاني من التمييز العنصري، تماما كالأفارقة الذين يعانون من التمييز بسبب لونهم، في حين عمل على إعاقة النشاط العربي وشوه صورة العرب بوصفهم أحفادا لتجار الرقيق في إفريقيا.
ومن جهة أخرى قامت إسرائيل بدعم العلاقات مع جماعات إفريقية بعينها، فقبيلة "الدينكا" في جنوب السودان وعددها نحو ثلاثة ملايين نسمة، تستخدمها إسرائيل في زرع الكراهية بين العرب وأفارقة بصورة تعوق السودان عن أداء دوره العربي والإسلامي.
ويمكن القول إن المخطط الصهيوني في القارة الإفريقية اعتمد على أربعة مداخل أساسية عند بدء تنفيذه وهي:
1- مرحلة الاعتراف باستقلال الدول الإفريقية.
2- إنشاء علاقات دبلوماسية كاملة مع هذه الدول.
3- التقدم بعروض لتقديم معونات مالية وفنية ومعها جيش من الخبراء.
4- عقد الاتفاقات الاقتصادية والثقافية مع الأقطار الإفريقية.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية