رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

. . محمد عبيد يكتب : والآن الجيش المصري

بوابة الوفد الإلكترونية

جملة من الأحداث المتسارعة التي تمر بها مصر حالياً، تتمركز حول الجيش المصري، ودوره كحامٍ لسيادة البلاد وأمنها، وتاريخه ومؤسسته العريقة التي لم تقع في عدد كبير من الفخاخ التي نصبت لها منذ انطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير ،2011 والهدف من ذلك حرف المسار وتوريط الجيش في ما لا يمكن أن يكون خيراً للبلاد وأهلها .

لم تبدأ الحكاية منذ زمن طويل، بل قريباً، عندما حاولت الرئاسة المصرية ومن خلفها حزب “الإخوان المسلمين” الآخذ بالسيطرة المتسارعة على جميع مفاصل الدولة، الدخول على خط القوات المسلّحة المصرية، لعل هؤلاء توقعوا أن يجدوا الجيش الذي حمى مصر وقت الثورة، ولم يتورط في دم الأبرياء والثوار، لقمة سائغة، وسينضم إلى السلطات التي استباحها “الإخوان” ورئيس نظامهم في وضح النهار، لكن النتيجة لم تكن على قدر التوقعات وأحلام اليقظة التي غرق فيها مخططو الجماعة .

ليس ببعيد اليوم الذي أعلن فيه خطف الجنود وعناصر الشرطة في صحراء سيناء، والأقرب من ذلك، يوم أفرج عنهم بطريقة تفتح المجال واسعاً أمام مئات علامات الاستفهام والاستهجان، من قبيل كيف تمت العملية من دون عمل، ومن دون قبض على الجناة الذين لا يهددون حياة الأفراد وحسب، بل سيادة مصر في الدرجة الأولى، وأمن إحدى أهم المناطق فيها .

في مصر، تثور كثير من الأسئلة عن خلفيات عملية الخطف، وتدور أسئلة أكثر عن مناخ العلاقة بين مؤسستي الرئاسة والقوات المسلحة اللتين مُثلتا على أعلى مستوى في استقبال الجنود بعد إطلاق سراحهم، وتدور التساؤلات في فلك البحث عن أزمة مكتومة بين المؤسستين، وما إذا كان الجيش راضياً عن سلسلة التدخلات في شؤونه، إلى غير تلك من الأسئلة .

تحذيرات تنطلق من هنا وهناك من مغبة جر الجيش المصري إلى شرك التدخل في السياسة، وفي تلك التحذيرات وجاهة وأهمية كبرى، لكونها تكشف الحرص على الدولة المصرية، من خلال محافظة آخر ما تبقى من مؤسساتها على استقلاليته في القرار والقيادة، فالمؤسسة العسكرية لا بد أن تحافظ على هذا الحياد الإيجابي، وألا تقع فريسة لمن يحاولون الهيمنة على مصر إلى الأبد، وممن يسعون إلى إضافة الجيش إلى “مزرعة” السلطات العامة التي حولوها إلى ملكية خاصة .

الجيش المصري لن ينجر إلى المربع القاتل، ولن يتدخل في السياسة، ولن يقع فريسة تأييد طرف على آخر، فلدى هذه المؤسسة تراث طويل من التجارب، ولديها أيضاً تجربة قريبة جداً، تمثلت في الدور الذي لعبته في حماية مصر وأهلها إبان الثورة، لكن ذلك لا يمنع من توجيه المزيد من التحذيرات، والتنبيه من خطر ما يمكن أن يجره هذا العمل على البلاد .

جماعة “الإخوان المسلمين” مصرّة على إدخال مصر في أتون الفرز القائم على سطوة الأغلبية، وعلى المصريين أن يتنبهوا جيداً إلى هذا، وأن يحاربوه بالوسائل السلمية والسياسية فقط .

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية