رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير الحجاوي يكتب :جدران الموت في القصير

بوابة الوفد الإلكترونية

تتعرض القصير لإبادة جماعية يشارك فيها العالم كله، فالعرب وأمريكا والغرب وتركيا مشغولون بمؤتمر "أصدقاء سوريا" في عمان، وهم ليسوا بأصدقاء، ويشهد الله أنهم شر من الأعداء، ومن كان هؤلاء أصدقاءه فما  حاجته إلى الأعداء إذن.

وفي الوقت الذي يتآمر فيه "أصدقاء سوريا" على الشعب السوري، نجد أن "الأصدقاء الحقيقيين للأسد" يقدمون له دعما حقيقيا على الأرض بالرجال والسلاح والعتاد والمال والدعم الدبلوماسي والغطاء السياسي، فأصدقاء الأسد ونظامه الإرهابي هم أصدقاء حقيقيون، أما أصدقاء سوريا فهم أصدقاء مزيفون وأفاقون وخداعون.
هل يعقل أن يشن نظام الأسد ومليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وعصابات المالكي وبدر العراقية هذا الهجوم الكاسح على مدينة القصير ويحاصروا 42 ألفا من سكانها في الوقت الذي يبحث عن حل سياسي من مجرم ونظام قاتل، ولا يجد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكثر من دعوة بشار الأسد إلى التعهد بالالتزام بإحلال السلام في سوريا، ويتحدث فيه الجميع عن حل سياسي في الوقت الذي تطحن فيه الآلة العسكرية لحزب الله وقوات الأسد مدينة القصير والمدن السورية الأخرى.
التحركات التي يقوم بها ما يسمى "أصدقاء سوريا" ليست أكثر من عبث قاتل، يزيد من حصيلة القتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين والمهجرين، وهي تحركات تهدف إلى إنقاذ نظام الأسد الإرهابي من السقوط ضمن معادلة " نظام لا يهزم وثورة لا تنتصر" وهي المعادلة "الأمريكية – الإسرائيلية" منذ اليوم الأول للثورة السورية الإستراتيجية التي تنفذها أمريكا وروسيا على الصعيد السياسي وتنفذها إيران وحزب الله عسكريا، مما أدى إلى عدم سقوط نظام الأسد حتى الآن.
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الرئيسي وأحيانا الحصري للكيان الإسرائيلي الذي "يصلي قادته لعدم سقوط الأسد" فإنها تعمل من أجل المصالح الإسرائيلية والأمريكية ولا يهمها حتى لو قتل الشعب السوري كله ولهذا لا يجب الركون أبدا للموقف الأمريكي، ويجب عدم إضاعة الوقت بحثا عن السراب الآتي من الغرب، لأن ذلك لا يعني سوى المزيد من الدم.
المعركة الآن واضحة، بل أوضح من أي وقت مضى، ولعل ما يجري القصير كشف المخطط كله، وظهرت التحالفات الحقيقية حيث الاصطفاف "العلوي الشيعي" في مواجهة الشعب السوري المسلم، وهي معادلة تكشف أن "الأصدقاء الحقيقيين" لنظام الأسد الإرهابي يقاتلون ويشاركون فعالية وقوة واستماتة، في حين يترك الشعب السوري وحيدا في مواجهة هذا العدوان المتعدد الرؤوس وكان العرب قد قالوا للشعب السوري: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، وهم

بذلك يخرجون أنفسهم من معادلة صناعة مستقبل المنطقة ومستقبلهم ويتركون سوريا والعالم العربي بين أيدي أمريكا وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وكأن سوريا ليست جزءا من الوطن العربي.
هل يرى العرب المشهد في سوريا والقصير وهل يدركون أي مصير ينتظرهم إذا هزم الثوار في سوريا والقصير لا سمح الله؟ سيصبح العرب كالأيتام على موائد اللئام، وهو لعمري في القياس عجيب، أعجز العرب أن يكونوا مثل "القبائل العربية" في ذي قار، التي أذاقوا فيها الفرس هزيمة لا يزالون يتجرعونها، وكسروا شوكة الإمبراطورية الفارسية، ولا أتحدث عن القادسية التي نقلت هذه الإمبراطورية إلى مثواها الأخير، فجعلتهم ينقمون على العرب حتى آخر الدهر.
بوصلة الثورة السورية واضحة كالشمس، وهي تؤشر إلى مستقبل الأمة العربية المرتبط بانتصار الثورة السورية والشعب السوري، في معركته ضد النظام العلوي البعثي الطائفي وحلفائه الشيعة من إيران وحزب الله، الذين يثأرون من سوريا كلها ويهدمون حجرا حجرا تنفيذا لخرافاتهم وأساطيرهم وأحقادهم، هذه البوصلة تشير إلى أن مصير الأمة العربية معلق بالقتال في سوريا، ومصير الإسلام معلق بما يجري في بلاد الشام، فهي بيضة الإسلام وركنه الشديد، ومن السذاجة الاعتقاد أن أي حل سياسي يمكن أن يسوي المسألة هناك، فالحل في سوريا عسكري قتالي، فالقصير تنتظر المدد من الرجال والسلاح ولا تنتظر حلولا سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكما طال الأمد كلما زاد الوضع سوءا وكلما زاد عدد الشهداء والجرحى وكلما زادت القبور وجدران الموت .. من العار ترك القصير  وسوريا تقاتلان وحدهما دفاعا عن أمة لا تدافع عن نفسها وشرفها.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية