رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كامل يوسف يكتب :"تمرد" ونهاية النفق

بوابة الوفد الإلكترونية

على الرغم من تعدد التيارات والاتجاهات والحركات السياسية في مصر، في انعكاس مباشر لطبيعة المرحلة الراهنة وما تموج به من صراعات وتناقضات، إلا أنه لم يقدر للشارع السياسي المصري أن ينشغل بأي منها قدر انشغاله بحركة «تمرد».

الحركة تضم شباباً ينتمون إلى اتجاهات وتيارات متباينة، وقد استقطبوا الكثيرين في مختلف أرجاء مصر بفكرة بسيطة، ليست وليدة اليوم، وإنما هي تنتمي إلى تقاليد عريقة في صميم آليات عمل الحركة الوطنية المصرية، وتعود إلى البدايات المبكرة لحزب الوفد. شباب «تمرد» ينتشرون اليوم على امتداد مصر، داعين الناس إلى التوقيع على أوراق مطبوعة، تفيد بسحب الثقة من الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
أول ما يلفت النظر في هذا الملمح من الحياة السياسية في مصر، هو الحماس الشديد الذي قوبلت به الحركة، إلى حد تبارى الناس من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية والانتماءات السياسية في التوقيع على استمارات «تمرد»، بحيث يبدو أن ما ترمي إليه الحركة من توقيع 15 مليون استمارة، هدف قابل للتحقيق.
ويلفت النظر أيضا الانزعاج الشديد في دوائر جماعة الإخوان المسلمين، من النجاح الكبير الذي قوبلت به «تمرد» في الشارع السياسي وإخفاق محاولات التصدي لها.
من المهم أن نلاحظ أن الحماس الكبير لحركة «تمرد» معقله المدن، حيث لا يزال الريف المصري بعيداً عن التخلي عن طابعه المحافظ، أو هو على الأقل لم يتحمس كثيراً لـ«تمرد» حتى الآن.
ولكن السؤال المهم الذي يطرح على شباب الحركة هو: ما الذي ستفعلونه بهذه الاستمارات الموقعة حتى لو حققتم الرقم المستهدف من التوقيعات؟
قيادات الحركة تقول إنها ستمضي بهذه الاستمارات إلى المحكمة الدستورية العليا، للحصول على دعمها في المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي غضون ذلك يستمر الانتشار الهائل لاستمارات الحركة وجهود جمع التوقيعات عليها، وفي الوقت نفسه تتعدد محاولات التصدي لها بمختلف الطرق من جانب مناوئيها، وفي مقدمتهم قادة جماعة الإخوان المسلمين.
البعض لم يتردد في الدعوة إلى نزع الجنسية المصرية عن قادة الحركة، والبعض الآخر مضى في شيطنتهم إلى حد تشبيههم بـ«إبليس» في تمرده وخروجه على طاعة الله عز وجل، والبعض الثالث لجأ إلى الصدام بالقوة مع شباب الحركة، الذي يواصل العمل على الرغم من الحملات الممنهجة الموجهة ضد الحركة لتشويه صورتها في الشارع المصري.
أياً كان الأمر فإن «تمرد» تظل صورة مدهشة من صور القدرة على ممارسة الضغط السياسي على الرئاسة في مصر، وبغض النظر عن النتيجة التي ستصل إليها في نهاية المطاف، فإنها تؤكد أن الوعي السياسي في مصر عملاق انطلق من القمقم، ولا سبيل إلى إعادته إليه، لأن غياب الوعي لم يعد أمراً وارداً بحال.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية