سمير عطاالله يكتب : حارس اللغة يفتح النوافذ
شعرت بالندم على المشاركة في ندوة حول «مذبحة اللغة» خلال منتدى الإعلام العربي في دبي.. ليس بعد النزول عن المنبر، وإنما ونحن لا نزال نواجه جمهورا من المعنيين بأحوال اللغة وما تتعرض له من تهجين وتعابير أجنبية ومصطلحات حديثة. وسبب الندم أن الندوة بدأت بمداخلة من الأستاذ فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة في مصر.
لم يترك لنا - أو على الأقل لي - الكثير مما يمكن قوله. وفيما كررت الدعوة إلى الحفاظ عليها، قال صاحب «لغتنا الجميلة» إنها لغة عبقرية حصانتها في نفسها، وما من خوف عليها من أحد، ففي التنزيل وردت كلمات غير عربية الجذور، كـ«القلم» و«الصراط»، كسابقة تدلنا على رحابة اللغة. ودافع دفاعا جميلا عن الصحافة، وقال إنها في القرنين الماضيين أضافت مئات التعابير الجديدة التي لا يمكن لنا العثور عليها عند الجاحظ أو الأصفهاني.. فالنبع واحد، لكن لكل عصر تعابيره. وقال إن الناس لا تحاسب في الأخطاء إلا الإعلاميين، ولا تقرب السياسيين أو الأكاديميين أو المهنيين الآخرين، وما يرتكبون من أخطاء.. حتى العامية دافع عنها؛ هو اللغوي المتطلع، ما دامت لغة منطوقة لا مكتوبة.. وهي أيضا تنهل من النبع الأم.
كنت أتوقع من فاروق شوشة موقفا مغايرا تماما كواحد من مشاهير الحرس، لكنه اختار أن يدلنا على طريق جديد في إغناء اللغة. وكنت قد اقترحت إقامة مجموعة خاصة تتولى تنظيم وتحديد الإضافات المقبولة، لكنه قال إن المجامع اللغوية تعمل على ذلك في كفاءة لا تناقش.
أضيف السنة إلى «رجل العام» التي نالها الأستاذ حمدي قنديل، وإلى «عمود العام» التي ذهبت إلى الأستاذ حازم صاغية، «التكريم الخاص» الذي أعطي للأستاذ خلفان الرومي، أحد رواد الحركة الإعلامية في الإمارات. وقد تسلمت الجائزة عنه ابنته فأدركنا أن الرجل الطيب متعب، وإلا لما تغيب عن أي ملتقى فيه إعلام.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط