رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. مغازي البدراوي يكتب :"تمرد" شباب مصر ضد «الإخوان»

بوابة الوفد الإلكترونية

إبداع جديد من إبداعات شباب الثورة المصرية، حملة "تمرد"، هذه الحملة التي استطاعت في عشرة أيام، جمع أكثر من مليونين من توقيعات المواطنين المصريين الرافضين لحكم جماعة الإخوان وسياساتهم التي الفاشلة التي تجر مصر للهاوية.

هذه الحملة بالقطع أمر غير عادي، وأكثر أهمية من العديد من الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها مصر ضد حكم الإخوان، فالمواطن عندما يضع توقيعه على ورقة يعرضها عليه شخص عابر لا يعرفه شخصياً، فهذا يعني أن الملايين من الشعب المصري قد فاض بهم الكيل، وأنهم على استعداد لفعل أي شيء من أجل إخراج بلدهم من المأزق الذي يعيشه.

حملة "تمرد" يقودها شباب الثورة، هذا الشباب الذي يشكل بالنسبة لجماعة الإخوان "الخطر الأكبر"، فهو الذي خرج يوم 25 يناير عام 2011 ضد النظام السابق مطالباً بالتغيير، ولم يكن معه أحد، لا أحزاب ولا جماعات إخوانية ولا سلفية ولا غيرها، بل الجميع ظل بعيداً يتابع من خلال التلفاز المشهد في ميدان التحرير، ويتوقع للشباب الفشل.

وعندما بدا الوضع جاداً ويتطور بشكل ملحوظ، سارع الجميع إلى ركوب الموجة والنزول للشارع بجوار الشباب، ولم يتأخر عن الحشد سوى جماعة الإخوان المسلمين، الذين ظلوا حريصين لآخر لحظة على التواصل مع النظام الحاكم، ولم ينزلوا للشارع إلا بعد أن تيقنوا أن الأمر لا رجعة فيه.

وليس غريباً أن يكون الشباب هم المستهدفون الآن من قِبل نظام الإخوان الحاكم، حيث نرى حملات اعتقال للشباب ومحاكمتهم والزج بهم في السجون، بهدف كسر شوكتهم، ذلك أنهم هم الثورة الحقيقية التي لم ولن تخمد، وهم الأقدر على الحشد والتنظيم والعمل الجماعي

واسع النطاق على مستوى مصر كلها.

وذلك بوسائلهم الخاصة التي فاجأت الجميع في ثورة 25 يناير، هذه الوسائل التي لا تعرفها جماعة الإخوان المسلمين، ولا تستطيع استيعابها بعقلياتها المتحجرة القادمة من السجون وكهوف الظلام، ولا تستطيع الأحزاب والقوى السياسية التقليدية الموجودة على الساحة، استيعاب أساليب وطرق الشباب الثوري الجديد، لأنها اعتادت العمل السياسي التقليدي، الذي يدار من أعلى في المكاتب، بدون قواعد شعبية حقيقية، أما الشباب الثوري الذي هو في الواقع صاحب القضية.

والذي يتحمل الجزء الأكبر من المعاناة في المجتمع، هذا الشباب المطلع على أحدث وسائل التواصل الاجتماعي، قد اختار أساليبه الحديثة في العمل السياسي، ويدير نضاله من القواعد ومن الشوارع، وليس من المكاتب، ولا من خلف الميكروفونات ولا من الفضائيات.

هذا الشباب الذي أبدع الثورة وأشكالها المختلفة من المليونيات إلى العصيان المدني إلى حملة "تمرد"، هو الذي تخشاه جماعة الإخوان وغيرها، لأنه هو الذي يملك الميدان، وهو الذي قدم التضحيات والشهداء، وهو الذي تصعب مساومته أو إقناعه بالعدول عن الاستمرار في ثورته.

نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية