عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عماد الدين اديب :رسالة للمسؤولين: لا تتدخلوا!

بوابة الوفد الإلكترونية

في الأنظمة الديمقراطية المحترمة دائما يثار السؤال حول حق التدخل المسموح به للحكومة القائمة في شؤون الحياة اليومية.

هنا يبرز السؤال: هل كونك مسؤولا يعطيك سلطة استثنائية في أن تفعل أو تصدر قرارا ليس لغيرك - غير المسؤول - أن يفعله؟
هذا السؤال طرح نفسه بقوة على المجتمع ووسائل الإعلام البريطانية حينما تدخل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مسألة رياضية أثارت الرأي العام. وتبدأ القصة حينما أوقف اتحاد الكرة البريطاني لويس سواريز لاعب كرة القدم في نادي ليفربول الشهير 3 مباريات بعدما عضّ لاعب نادي تشيلسي إيفانوفيتش. وقد أثار هذا القرار أنصار نادي ليفربول الذين اعتبروا أن العقوبة قاسية بينما اعتبرها أنصار نادي تشيلسي أنها مخففة! هنا تدخل رئيس الوزراء كاميرون لدى اتحاد كرة القدم البريطاني لرفع العقوبة ضد سواريز من الإيقاف 3 مباريات إلى 10 مباريات! قد يكون كاميرون قد كسب محبة واحترام نادي تشيلسي الشهير الذي ينافس منذ سنوات على بطولات الدوري والكأس البريطانية، لكنه بالتأكيد أثار أكبر قدر من الجدل السياسي والغضب عليه لاستخدامه نفوذا سياسيا في مسألة غير سياسية من المفروض أن سلطة الثواب والعقاب فيها تقديرية تابعة لجهة غير سياسية.
لا يحق للسياسي أن يستخدم نفوذه إلا في الخير؛ بمعنى جمع تبرعات «ليست له» ولكن للصالح العام، أو دعوة الناس للعمل التطوعي، أو مقاومة شرور الإدمان أو تضامن المجتمع في زمن الكوارث الطبيعية.
ولكن أن يوظف سلطان مقعد الحكم من أجل شؤون انتخابية أو أمور شعبوية أو شخصية فهي أمور أصبح

المجتمع العالمي المؤمن بالديمقراطية يرفضها رفضا تاما. لا تستخدم سلطانك إلا فيما يدخل في اختصاصك، أما سوء استخدام حق السلطة والحكم فهو بداية النهاية لأي حاكم في أي نظام يحترم شعبه. وبدأت الصحف في بريطانيا تطرح السؤال حول حجم المصلحة الشخصية أو الاستفادة الذاتية الذي يمكن أن يعود على رئيس الوزراء كاميرون من هذا التدخل المفاجئ في شؤون سلطات اتحاد كرة القدم البريطاني. من هنا أصبح العالم حساسا من أي كارثة هاتفية من مسؤول للتوصية على ملف أو قضية أو شخص ما، وأصبح مذعورا من تدخل رئيس أي حكومة لرسو مناقصة أو مزايدة على شركة بعينها أو تلزيم شركة مقاولات بمشروع بعينه. على المسؤول في دولة تحترم نفسها أن يترك للسلطات المحلية المسؤولة أن تصنع قرارها الإداري في الثواب والعقاب وفي المنح أو المنع بناء على قواعد القانون وحسب لوائحها المنظمة. التدخل السياسي في الحياة اليومية بشكل استثنائي خطر كبير على صاحبه وأمر مرفوض من المجتمع.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط