رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب:(إنهم يقتلون المسلمين)

جهاد الخازن
جهاد الخازن

الرئيس باراك حسين أوباما يقتل المسلمين أو يسمح لاستخباراته بقتلهم. كل مسلح أو إرهابي يُستهدف بطائرات من دون طيار يُقتل معه مدنيون، بمن فيهم أطفال، والعالم كله باستثناء المسلمين المستهدفين بالقتل، يثور احتجاجاً على انتزاع الرئيس الأميركي لنفسه حق قتل الناس من دون قرار قضائي، ومع مخالفة صريحة للدستور الأميركي يرتكبها أستاذ جامعي سابق اختصاصه الدستور الأميركي.

أمامي عشرات الاخبار والتقارير والدراسات من المصادر التي أتوكأ عليها في طلب المعلومات، وهي تجمع اليمين واليسار، وجماعات حقوق الانسان في الغرب تحديداً، والكل يدين استخدام الطائرات من دون طيار في غارات تقتل من المدنيين أضعاف من تقتل من المشتبه بهم، وأكرر «مشتبه بهم» فالتهمة ليست ثابتة على أحد، والرئيس الأميركي يوافق على القتل على الشبهة مخالفاً القانون.
الطرف الوحيد الذي لا يثور لقتل المسلمين هم المسلمون، فالميديا في البلدان العربية والمسلمة تتناول الموضوع على استحياء، وإذا اهتمت يوماً فهي تهمل أياماً، والقتل مستمر، والمدنيون هم الضحايا قبل الارهابيين المزعومين.
الإرهابيون من القاعدة يستحقون القتل، إلا أنني لا أتحدث عنهم وإنما عن مدنيين ابرياء من باكستان وافغانستان وحتى اليمن وشرق افريقيا، وربما غداً غرب افريقيا الى الجنوب من المغرب العربي.
هذا ما يحدث ولا يحرك ضمائر المسلمين، وأختار أمثلة:
- «نيويورك تايمز»، في عدد مختصر يصدر مع «الاوبزرفر» الليبرالية يوم الاحد، كان عنوان المانشيت فيه «صفقة طائرات بلا طيارات ختمت بالدم.» الموضوع يتحدث عن صفقة بين وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) وعسكر باكستان تعود الى سنة 2004 وأترجم حرفياً ان «سي آي ايه نظمت مئات الغارات التي قتلت باكستانيين وعرباً، مسلحين ومدنيين معاً». أقول ان الغالبية مدنيون.
- «الاندبندنت» المعتدلة نشرت تفاصيل عن وثائق رسمية أميركية سرية حصلت عليها مجموعة صحف ماكلاتشي الاميركية ونشرتها، وهي تظهر ان ادارة اوباما تستهدف بالطائرات من دون طيار مسلحين مشتبه بهم لا يمثلون أي خطر على الولايات المتحدة.
- كتاب جديد عنوانه «اسلوب السكين» من تأليف مارك مازيتي، وهو مراسل مشهور لـ «نيويورك تايمز» فاز يوماً بجائزة بوليتزر، يسجل أمثلة كثيرة على موافقة الرئيس اوباما على قتل ناس من دون تهم ثابتة عليهم بناء على إلحاح جواسيس سي آي ايه.
- «شيكاغو تريبيون»، في مقال كتبه

وليام فاف من باريس، تقول ان القوات المسلحة الاميركية ليست شرطياً ولا تملك الولايات المتحدة تفويضاً لمطاردة المتطرفين والجهاديين والمتعصبين دينياً.
- موقع الكتروني أميركي لدعاة السلام يتهم الرئيس بمخالفة التعديل الخامس للدستور الاميركي الذي يضمن دور القضاء (Due process)، أي حق المواطن في محاكمة عادلة أمام محلفين وحماية حقه في الحياة والحرية والملكية الشخصية، كما يضمن حماية الدستور له. والموقع يعود الى خطاب السيناتور راند بول الشهر الماضي عندما اتهم اوباما بقتل أميركيين من دون الحصول على موافقة قضائية.
المشكلة ليست أبداً قتل أميركيين بل قتل مسلمين، خصوصاً مدنيين ابرياء، وخصوصا مرة اخرى اطفال، وينتصر العالم كله للضحايا ويسكت المسلمون.
الرئيس الاميركي قد يأمر بقتل اميركي أو اثنين أو عشرة، الا ان الضحايا المدنيين بالالوف، وهؤلاء جميعاً من العرب والمسلمين.
هل يريد القارئ مزيداً؟ هناك في معتقل غوانتنامو اضراب عن الطعام للسجناء الذين صدرت قرارات قضائية بالافراج عنهم قبل سنوات، ومع ذلك لا يزالون معتقلين. هؤلاء كلهم مسلمون أيضاً. وكان الرئيس أوباما وعد في مطلع ولايته الأولى بإغلاق المعتقل ولم يفعل. والمحامي البريطاني بن امرسون الذي قاد تحقيقاً للأمم المتحدة في استخدام الطائرات بلا طيار قرر ان ضحاياها من نوع ضحايا ارهاب القاعدة.
اين المسلمون؟ لماذا لا ينتصرون للمدنيين والاطفال؟ هم يقتلون بعضهم بعضاً في العراق وسورية وحتى جنوب غرب افريقيا. كنا تعلمنا ان «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولكن هذا كان في زمان سابق أفضل.
نقلا عن صحيفة الحياة