رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسام فتحي يكتب :صفعة «أبو جهل»

حسام فتحي
حسام فتحي

قال ابن إسحاق: فحُدثت عن أسماء بنت أبي بكر انها قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام،

فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم؛ فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: لا أدري والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشاً خبيثاً، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي».
الغريب يا سادة ان ابا جهل بعد ان صفع السيدة أسماء شعر بالخجل والخزي والعار، وهو الكافر، لكن هذا الفاسق الزنديق، شعر بأن صفعه لامرأة انتقاص لرجولته وكرامته فقال لمن حوله: «اكتموها عني حتى لا يقول الناس أن رجال قريش يصفعون النساء، أو أن العرب تصفع النساء في مقولة أخرى»..
.. وعندما صفعت الشرطية التونسية الشاب البوعزيزي وحرق نفسه، اشتعلت تونس كلها غضباً، وكانت الثورة.
أما هذا الشاب «الملتحي» الذي فرغ كل رجولته الناقصة في «كف» هوى به على وجه فتاة ضعيفة، تقف في الشارع امام مقر «الإرشاد» بالمقطم فلم يشعر بمرارة الخزي.. ولا وطأة العار.. ولا حتى حمرة الخجل.
ما حدث في «المقطم» هو سقوط كامل للأقنعة، وزوال لورقة «التوت» التي كانت تغطي عورات وسوءات عديدة، خدع بها الكثيرون، لكن لا يوجد مبرر ديني أو عقدي أو تشريعي أو أخلاقي أو إنساني واحد يبرر هذا المشهد الوحشي العنيف الذي لا يضاهيه إلا مشهد «ست البنات» التي تعرت أمام العالم في ميدان التحرير، ومسح بكرامتنا الأرض أمام العالم.
ألم يجد هذا «الملتحي» أي رادع من ضمير أو أخلاق أو دين أو شريعة أو اقتداء بأخلاق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أو الأولياء الصالحين والأئمة العظام؟ قبل أن «يفكر» في أن يهوي بكفه على وجه امرأة منافياً كل

قواعد النخوة والشهامة والرجولة.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
المهم.. ماذا بعد «موقعة المقطم»؟
هل سيمر الأمر كما مر غيره، وينساه الناس بعد أيام؟ أم هو الشرارة الأولى لفرض «الشرطة الشعبية» كأمر واقع لحراسة مقار الأحزاب السياسية، والجماعات الدينية، وبعدها الكنائس والأديرة، والبنوك والشركات بدعوى أن جهاز الشرطة لن يعود للقيام بواجبه، وحتى إن عاد فقد وقف أفراده في «موقعة المقطم» على الحياد؟
هل نحن فعلا في دولة؟.. وبها قانون وشرطة وحقوق للمواطن؟ حتى تقع معركة امتدت لأكثر من 15 ساعة حول مكتب إرشاد الجماعة، اضطرهم إلى الدفع بمئات من شباب الإخوان لإنهاء «قلة أدب» المتظاهرين وراسمي الجرافيتي على أرض الشارع بالشوم والعصي والخرطوش، وطال اعتداؤهم حتى الاعلاميين والصحافيين الذين كانوا يقومون بعملهم في تغطية الحدث،.. وتم كل ذلك في حضور و«بمشاهدة» مباشرة من أكثر من 300 ضابط وجندي من قوى الأمن المركزي؟
هل هي بداية حقيقية لفرض السيطرة على الشارع بالقوة؟ وبالرغم من كل تصاريح رفض كبار قيادات الداخلية والجيش؟
أم أن صفعة «أبو جهل» الحديث ستكون شرارة الحرب الأهلية التي ندعو جميعا لعدم وقوعها؟.. ربنا يستر.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
نقلا عن صحيفة الوطن