رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بركات شلاتوة يكتب :الأسرى والدور المصري

بوابة الوفد الإلكترونية

الموت الذي بات يتهدد حياة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني يتطلب وقفة جادة فلسطينياً وعربياً ودولياً، فضلاً عن تحرك حقيقي للمنظمات الحقوقية الدولية، بهدف إجبار “إسرائيل” على وقف تعنتها وإطلاق سراحهم فوراً، وتحميلها مسؤولية أي مكروه قد يصيبهم .

وينتظر من القيادة المصرية التي رعت صفقة التبادل الأخيرة بين حركة “حماس” والكيان الصهيوني، واتفاق فك الإضراب الأخير، الذي أشرف عليه رئيس المخابرات المصرية الحالي رأفت شحاتة، التدخّل بقوة لدى الكيان الصهيوني للسير في اتجاه الإفراج عن المضربين بشكل أساسي كون اثنين منهم أعيد اعتقالهما بعد أن تم تحريرهما بموجب صفقة التبادل .

من هنا فإن على القيادة المصرية أن تتحرك الآن وسريعاً لدى “إسرائيل” أولاً والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي ثانياً لحمل “إسرائيل” على الإفراج عن الأسرى المضربين أيمن الشراونة وسامر العيساوي وطارق قعدان وجعفر عز الدين، وإلزامها بتطبيق اتفاقي التبادل وفك الإضراب العام عن الطعام، بحيث تفرج عن كل من تم اعتقالهم بعد الصفقة بغض النظر عن الذرائع والأكاذيب التي أعيد اعتقالهم على أساسها، إضافة إلى التطبيق الشامل لاتفاق الأسرى بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري، والإفراج عن جميع المعتقلين تحت هذا البند، ووقف سياسة العزل التي ما زالت تمارس بشكل ممنهج، حتى مع المضربين عن الطعام . هذه المطالب ليست من ضرب الخيال أو الفانتازيا، لأن النظام المصري الجديد قادر على تحقيق ذلك، بالنظر إلى العلاقات المتينة التي تربطه بالإدارة الامريكية، حليفة “إسرائيل”، فضلاً عن العلاقات التي ما زالت قائمة مع الكيان الصهيوني، الذي يسعى إلى إرضاء القيادة المصرية الجديدة لرفع مستوى التعاون وتحقيق أهداف “إسرائيل” المعلنة وغير المعلنة من علاقتها مع النظام الجديد في مصر .

أضف إلى ذلك أن القاهرة تحتجز “إسرائيليين” متهمين بالتجسس وخرق الحدود، وباستطاعتها أن تقوم بعملية تبادل لهؤلاء بالأسرى المصريين لدى الاحتلال وفي معيتهم يتم الإفراج عن الأسرى المضربين وأصحاب الحالات الإنسانية والأحكام العالية، حيث قامت إدارة الرئيس محمد مرسي بعملية مماثلة العام

الماضي أفرج بموجبها عن عشرات السجناء المصريين من المهرّبين والمتسللين وأصحاب السوابق .

هذا على الجانب المصري . أما على الجانب الفلسطيني فإن التحركات حتى الآن لم تصل إلى الحد المأمول بالنظر إلى حجم المأساة التي يعيشها الأسرى بعامة وخصوصاً المضربين منهم، كونهم باتوا معلقين بين الحياة والموت، حيث يبيت الفلسطينيون ويصحون على أخبارهم والأيدي على القلوب خوفاً من وقوع الكارثة، وذلك بالرغم من حالة التضامن التي اقتصرت على “أضعف الإيمان” .

فبعد 209 أيام من إضراب الشراونة عن الطعام فمن المنتظر تحرك فلسطيني رسمي وشعبي فاعل على المستويات كافة، لا يقتصر على “رسالة” إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أو اجتماع مع ممثل للأمم المتحدة في المنطقة، بل يجب تبني حملة محلية وإقليمية ودولية تضع في اعتبارها تدويل قضية الأسرى وتحويلها إلى قضية رأي عام دولي .

يبدأ ذلك بتحريك الشارع الفلسطيني وتجنيده لخدمة هذه القضية من خلال تظاهرات واعتصامات ومهرجانات تضامن، وتجنيد الفضاءات الإعلامية في الصحف والإذاعات والفضائيات الفلسطينية والعربية لخدمة هذه القضية، ومن ثم شن حملة دبلوماسية عالمية لكسب الرأي العام الدولي لصالح القضية وإثارتها في المحافل العربية والدولية، تبدأ بقمة وزارية عربية وتنتهي في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أن تضطر “إسرائيل” للرضوخ والامتثال .
نقلا عن صحيفة الخليج