عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريف عبدالغني يكتب:في ذكرى ميلاد الزعيم: عار حفيد عبدالناصر؟!

شريف عبدالغني
شريف عبدالغني

مرت الثلاثاء الماضي الذكرى 95 لميلاد الزعيم جمال عبدالناصر. هو الرجل الذي يمكن أن تختلف حوله، لكن لا تختلف عليه.

رغم حملات التشويه الدنيئة التي طالت سيرته ومسيرته، لكنه يبقى الأب الحنون بأولاده والأخ الرحيم بأشقائه والرجل الشهم «الفاجومي» القادر على أن ينطق بكلمة «لا» التي هي شرف الإنسان وقدس الأقداس. إنه الحصان البري الجامح الذي لم يعتل ظهره فارس ولا استعمار. حتى معارضي ناصر من الكُتاب والمثقفين الذي مات ومعظمهم في معتقلاته، لم يكرهونه وظلوا على تقديرهم له. هناك من لم يستوعب أن معارضة هؤلاء للزعيم لم تكن إلا حبا له وفيه باعتباره حلمهم في وطن نظيف يليق بمكانة مصر، ورغبة منهم في بقاء ثوبه مطهرا من الدنس والخطايا. اتهم البعض أسماء في قامة وقيمة محمود أمين العالم ومحمود السعدني وصلاح عيسى وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودي بأنهم مرضى نفسيون كونهم اكتووا بنيران معتقلات العهد الناصري، ولم يفقدوا حبهم للرجل». جاء عبدالناصر ليكون تحدينا.. ويكون كبرياءنا ويكون غضبنا.. وربما لهذا السبب أحببناه، وصبرنا على كثير من المكاره في عهده. ولأن حلمنا كان أعمق من حبنا، فقد عارضناه وخاصمناه.. لكننا لم نكرهه يوما حتى ونحن في زنازين عهده»، هكذا كتب صلاح عيسى، مضيفا: «عواطفي تجاهه لم تفتر رغم كل شيء. وحين مات -وأنا في زنازينه- بكيته بدموع لم أشعر بطعمها مرة أخرى، إلا حين ماتت أمي!».
كل إنجازات عبدالناصر أهالوا عليها التراب، لكن الإساءات من «الأغراب» للزعيم يمكن تحملها ومعرفة دوافعها. أما لو جاءت الطعنة من داخل البيت فإنها تكون أشد وأقسى على نفوس المحبين للرجل الرمز. جاءت ذكرى ميلاد الزعيم والكثير من الجدل يثار حول أسرته وبعض الحاملين للوائه.
ما زال الدور الذي لعبه صهره أشرف مروان غامضا. كلام كثير ومعلومات متضاربة حول علاقته بإسرائيل، التي احتفت به صحفها بأنه «عميل مخلص للدولة العبرية»، فضلا عن التقارير العديدة التي تحدثت عن صفقات سلاح قام بها هنا وهناك لتتفجر بحيرات من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول وفاة الرجل المثيرة في لندن.. هل انتحر أم نحر؟
ابنته الكبرى الدكتورة هدى، ساندت علنا خلال انتخابات الرئاسة الماضية الفريق أحمد شفيق. وما أدراك ما أحمد شفيق. وقفت بجانب أحد كبار أركان نظام مبارك ورئيس وزرائه الذي أتى به لوأد الثورة، ضد رجل وطني شريف هو الدكتور محمد مرسى. صحيح أنه يختلف أيديولوجيا وفكريا عن عبدالناصر لكنه يحمل الكثير من نزاهته وشفافيته وطهارة يده. ما زالت الابنة أسيرة صراع الوالد مع «الإخوان»، مع أن الظروف اختلفت وأجواء الخمسينيات والستينيات ليست كما هي.
الابن الأصغر عبدالحكيم، لم يساند شفيق، لكنه يلف ويدور هذه الأيام مع الجبهة التي تتحالف مع فلول المخلوع وناهبي الوطن لحرق مصر بهدف إفشال الرئيس الشرعي المنتخب.
أما الكارثة فاسمها «جمال مروان» إنه الحفيد الذي يحمل للأسف اسم الزعيم. ما يفعله ويقدمه هذا الرجل في قنواته التلفزيونية يمثل أكبر إساءة لاسم جمال. لو كان عبدالناصر حيا هل كان سيرضى أن تذيع قنوات حفيده إعلانات ترويجية لها تتضمن كل هذا الانحطاط.. هل كان سيصمت على ظهور رجل داعر في شكل منتج سينمائي ويقوم مساعده بدور «القواد» له، ويأتي له بالفتيات، قبل أن ينطلق صوت المذيع الجهوري بأن قناة نجل الزعيم تذيع «أفلام عربي.. أم الأجنبي»، ومعروف طبعا عند عامة المصريين اللفظ الخادش للحياء الذي يفترض وضعه مكان النقط. هل كان سيشاهد تلك الفتاة التي تصرخ

في الإعلان «منك لله يا جمال يا مروان» لأنه اختار فتاة غيرها في الحملة الإعلانية التي يظهر فيها الداعر، ليأتي كذلك صوت المذيع الذي يؤكد أن قناة الحفيد «تتحدى قلة الأدب».
عند وفاة أشرف مروان -والد جمال- أوقفت القناة لمدة يومين بث الفيديو كليبات الخليعة والإعلانات الداعرة لتذيع آيات من القرآن الكريم، وقتها كان ينتابك شعور أن هناك سرادق عزاء مقام داخل «كباريه»، قبل أن تعود القناة في اليوم الثالث إلى قواعدها سالمة بعرض أحدث ما أنتجته الأمة من لحوم فتيات الأغاني.
كل هذا كوم وما فعله الرجل مع أم أولاده كوم آخر. مؤخرا وعلى رؤوس الأشهاد، أذاعت قنوات المذكور إعلانا لم يشهد العالم العربي، وربما كل دول المعمورة، مثيلا له يقول نصه: «إنه في يوم الخميس التاسع والعشرون من محرم سنة 1434 هجرية الموافق 13 من ديسمبر سنة 2012، طلق السيد جمال محمد أشرف أبوالوفا مروان المدعوة جيلان محمود محمد حنفي سهمود طلقة غيابية أولى رجعية بعد الدخول والخلوة الشرعية. وتم إعلان المطلقة على يد محضر على عنوانها بموجب وثيقة طلاق رقم 97847 ومقيدة بسجل الأحوال المدنية تحت رقم 499، وتم العرض على المطلقة مبلغ 5043 جنيها مصريا قيمة مؤخر الصداق، بواقع جنيه مصري في اليوم عن كل يوم اعتبارا من تاريخ الزواج وحتى تاريخ الطلاق، وقد قام المحضر بإيداعها في خزانة المحكمة». ثم تظهر على الشاشة وثيقة الطلاق مترافقة مع صوت يقول «انتي طالق يا جيلان سهمود». ويتابع: «طلاق عربي... أم الأجنبي»!!
هذا هو الإعلان الكارثة، الذي لا يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل. قد يكون الرجل أحمق التفكير، لكن أن يصل إلى إهانة أم أولاده الأربعة على الملأ، وكسر نفسها بتأكيده أن كل يوم زواج معها قيمته جنيه واحد، دون أدنى حفاظ على كرامتها وكرامته وكرامة أطفال أبرياء أكبرهم لا يتعدى 12 سنة، فإنه يكون بهذا الفعل تخطى تصرفات الهمج. أما جريمة تلك الزوجة المسكينة أنها طلبت منه الطلاق بعد كثرة خياناته لها، وآخرها فضيحة الطفل غير الشرعي من المطربة اللبنانية الناشئة قمر.
ما فعله صاحب قنوات الرقص والمشاهد الخليعة، سيظل عارا يلاحقه، هذا لو كان يشعر بخجل الرجال. صحيح يخلق من ظهر جمال عبدالناصر.. جمال مروان!!
نقلا عن صحيفة العرب القطرية