رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هالة الخولى تكتب :ثورة الشباب في مصر تحرز تقدما

بوابة الوفد الإلكترونية

تقترب الذكرى الثانية للثورة المصرية، التي لم تحقق أهدافها حتى الآن، فبحلول الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي يكون قد مضى عامان كاملان على اندلاع تلك الثورة الباسلة التي كانت تطالب بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية من ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية القاهرة.

من الصعوبة بمكان أن نطلق على الخامس والعشرين من يناير القادم اسم «ذكرى»، وحتى لو افترضنا ذلك، فإنها لن تكون ذكرى سعيدة، حتى الآن على الأقل. وإذا ما نظرنا إلى الماضي، فيتعين علينا أن نعترف بأن التاريخ سوف يذكر أن مصر شهدت ثورة غير متوقعة ومرنة بشكل مذهل، ثورة نجحت في إسقاط «شجرة» النظام القديم الهش في 18 يوما فقط. وبغض النظر عن الوضع الذي أصبحنا عليه الآن، فلا يمكن أن ننكر هذا الإنجاز الذي هز مصر وأظهر صورا لتغييرات كبرى. ومع ذلك، لم يتم اقتلاع جذور هذه الشجرة من الأرض حتى تفسح المجال أمام أشجار جديدة لتنمو وتورق.
وكان واضحا للعيان أن البلاد تمر بمرحلة تعلم عقب هذه الثورة، وأصبح هناك مقاومة شرسة ودموية لمحاولات الالتفاف على إحداث تغيير حقيقي، تارة باسم الاستقرار، وتارة أخرى باسم الدين، ولكن الشيء الواضح وضوح الشمس هو أن النظام القديم قد ضرب جذوره العميقة في المجتمع المصري ويحاول جاهدا وأد أي حياة جديدة في مهدها. ومع اكتساب النظام الجديد لمزيد من القوة والفهم، هناك أمر واحد يحفز طاقته، وهو تبني رؤية لتحقيق مطالب الثورة المتمثلة في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. ولا يجب أن نقلل من تأثير العامين الماضيين على الجميع، ولا سيما كبار السن الذين تأثروا بصورة أكبر من الشباب. إن التحولات والتغييرات التي طرأت على دوائر السلطة وتبادل الأدوار ومحاولات الوصول إلى الأغلبية الصامتة خلال العامين الماضيين واضحة للعيان وموثقة بحيث يمكن للجميع رؤيتها. وفي الوقت نفسه، ما زال 85 مليون مصري يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة، في حين تعتقد الأقلية التي تتمتع بمميزات كبيرة بأنها قادرة على الحفاظ على نفس المستوى المعيشي الجيد، بينما يحاول البعض القفز من السفينة.
في الواقع، يعيش معظم المصريين حياة صعبة منذ فترة طويلة، وتتحمل الغالبية العظمى الظروف المعيشية المتدهورة منذ عقود، وتكافح أجيال من المصريين من أجل الحصول على

قوت يومها في ظل بيئة مليئة بالخوف والذل والقهر الشديد، وبات الأطفال شهودا على هذه الحالة من البؤس، وهو ما أثار غضب المصريين وأشعل رغبتهم لتحسين أوضاعهم.
لسنا بحاجة إلى قدر كبير من الخيال حتى نفهم هذه الطاقة الهائلة والتصميم الشديد من جانب الشباب، فالشباب في أي ظروف مختلفة يعد هو الطاقة المحركة لتنمية أي مجتمع بشري، وهو الذي ينجح بفضل إبداعه وحيويته ومعرفته التراكمية في أن يدفع البشرية نحو آفاق جديدة لم تكن معروفة من قبل. وفي النموذج المصري، يمثل الشباب نحو 40 في المائة من إجمالي عدد السكان. قد يكون هؤلاء الشباب غير مسلحين بتعليم جيد للغاية أو يتمتعون بحالة صحية واقتصادية جيدة، ولكن الشيء المؤكد هو أنهم جميعا يشعرون بالغضب، هذا الغضب الذي أشعل المعارضة وأعطاهم هذه الطاقة الهائلة لكي يطالبوا بحياة أفضل، وجعلهم أكثر إيمانا بكفاحهم من أجل التغيير، وألهب خيالهم للعيش بصورة أكثر إنسانية.
وبدأ هذا الغضب يقل شيئا فشيئا بسبب الأمل الذي سيطر على هؤلاء الشباب وبسبب خيالهم الجامح وعدم نسيانهم للثمن الذي دفعوه وإصرارهم الشديد على تحقيق أهدافهم، التي ما زالوا مستعدين للموت من أجلها. ربما لا يكون هؤلاء الشباب المصريون في السلطة وما زالوا بحاجة إلى تطوير مهاراتهم وشحذ أدواتهم الجديدة، ولكن الشيء المؤكد هو أن الوقت ما زال أمامهم. ربما لم نشاهدهم على سطح الأحداث حتى الآن، لأنهم مشغولون ببناء مستقبلهم وحتى يكون عام 2013 أكثر سعادة.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط