رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير الحجاوي يكتب:فقاعات الأسد القاتلة

سمير الحجاوي
سمير الحجاوي

يمكن القول إن بشار الأسد زعيم النظام البعثي في سوريا "خارج التغطية الزمانية"، ويسكن بلدا غير سوريا، فالخطاب الممل الذي ألقاه في دار الأوبرا في دمشق يؤكد أن هذا الرجل معزول عن الواقع، وانه يعيش في فضاء لا علاقة له بما يجري على الأرض، ويجتر نفس اللغة الخشبيةٍ حتى بعد أن شارفت الثورة على إكمال عامها الثاني.

الأسد الغارق في الدماء لا يرى الثورة، ولا يسمع الشعب الذي يطالب بإسقاط نظامه فهو يعتبر ما يجري في سوريا " صراع بين الوطن وأعدائه، وبين الشعب والقتلة المجرمين، وبين المواطن وخبزه ومائه ودفئه ومن يحرمه من كل ذلك، وبين حالة الأمان وبث الخوف والذعر في النفوس"، وهي كلمات حق اريد بها باطل، فالشعب السوري يقاتل الأسد ومجرميه وزبانيته وشبيحته الذين يعيثون في الأرض فسادا ويهتفون " لأجل عيونك يا أسد شبيحة للأبد"، وإذا استخدمنا نفس الكلمات التي استخدمها في خطابه فإن فمجرمي نظامه "قتلوا المدنيين والأبرياء ليقتلوا النور والضياء.. واغتالوا الكفاءات والعقول ليعمموا جهلهم على عقولنا.. وخربوا البنية التحتية التي بنيت بأموال الشعب لتتغلغل المعاناة في حياتنا.. وحرموا الأطفال من مدارسهم ليخربوا مستقبل البلاد ويعبروا عن جاهليتهم.. وقطعوا الكهرباء والاتصالات وإمداد الوقود وتركوا الشيوخ والأطفال يقاسون برد الشتاء دون دواء تأكيداً على وحشيتهم، أما لصوصيتهم فتجلت في تخريب الصوامع وسرقة القمح والطحين ليتحول رغيف الخبز حلما وليجوع المواطن فهل هذا صراع على كرسي ومنصب..". وهذا الوصف ينطبق تماما على إرهابيي نظام الأسد، فهم يدمرون سوريا ويقتلون أبناءها ويحطمون مستقبلها وينتقمون من الشعب الذي يرفض حكمه" ويعتبرون هذا " الشعب من أعداء الله الذين يحشرون في النار يوم القيامة"،
هذا الطاغية الذي لا يرى إلا نفسه ولا يسمع سوى صدى صوته، يعتبر أن الحديث عن الثورة مجرد "فقاعة صابون" فيما يجري في سوريا حسب رايه "لا علاقة لها بالثورات" وأن من يقاتلون نظامه الدموي " حفنة من المجرمين والجواسيس"، يدعمهم "تكفيريون يعملون في الصفوف الخلفية عبر عمليات التفجير والقتل الجماعي".
هذا الخطاب البائس واليائس يذكرنا بخطابات معمر القذافي الذي كان يصر حتى اللحظة الأخيرة على الانتصار، وكانت النتيجة هي القبض عليه في ماسورة مجاري في نهاية تليق بطاغية، وهي ذات النهاية التي ينتظرها المجرم بشار الذي يعيش في حالة غيبوبة وغياب عن الوعي والواقع. فيلسوف العصر والزمان بشار الأسد قدم تحليلا بائسا لما يجري في سوريا:" في البداية أرادوها ثورة مزعومة.. فثار الشعب عليهم حارما إياهم من حاضنة شعبية أرادوا فرضها بالمال والإعلام والسلاح خفية وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثانية فأسقطوا أقنعة "السلمية" وكشفوا الغطاء عن السلاح الذي كانوا يستعملونه منذ البداية خفيةً فرفعوه علناً.. وبدؤوا بمحاولاتهم احتلال مدنٍ لينقضوا كالذئاب من خلالها على باقي المدن.. ضربوا بوحشية.. وكلما كانوا يضربون كان الشعب الكبير بوعيه وصموده ينبذهم ويكشف زيفهم.. فقرروا الانتقام من الشعب بنشر الإرهاب أينما حلوا وفي أي مكان ودون تمييز" ويزيد على ذلك بقوله:" نحن نقاتل هؤلاء "التكفيريين".وكثير منهم غير سوريين".
ويستعير الأسد مصطلحات إسرائيلية بالحديث عن عدم وجود شريك يتفاوض معه قائلا: " نحن لم نرفض يوماً الحل السياسي.. تبنيناه منذ اليوم الأول عبر دعامته الأساسية وهي الحوار.. ومددنا أيدينا لكل من

يحمل مشروعاً سياسياً وطنياً يدفع بسورية إلى الأمام.. لكن مع من نتحاور... مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب... مع عصابات تؤتمر من الخارج.. تتبع للغريب وأوامره.. أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص أدوارها"، ثم يقرر "لم نر شريكا خلال المرحلة الماضية.. وسنحاور من يلقي السلاح".
ثم يبدا على طريقة أستاذ فاشل بعرض أفكاره لحل "الأزمة" في سوريا على مراحل..مرحلة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة تشترط "وقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية..ثم عقد مؤتمر وطني للتوصل إلى ميثاق وطني يعرض على استفتاء ثم تشكل حكومة موسعة ثم يطرح الدستور على استفاء شعبي وتعتمد الحكومة الموسعة قانون انتخاب جديد تجري على أساسه انتخابات برلمانية جديدة ثم تشكل حكومة جديدة ثانية ويعقد مؤتمر عام للمصالحة وإصدار عفو عام وتعويض المواطنين المتضررين".
ويعود إلى عنجهيته بعد ذلك قائلا: "بالنسبة لمكافحة الإرهاب لن نتوقف طالما يوجد إرهابي واحد في سورية"، ويعلن أن تأييده المبادرات الخارجية لا يعني شرط أن يتوافق تفسيرها مع رؤيته، ويعتبر أن "المرحلة الانتقالية هي الانتقال من اللا استقرار إلى الاستقرار وأي تفسير آخر لا يعنينا" ويطالب بأن يكون هناك استفتاء شعبي على أي شي.
يبدو أن الأسد يعيش في "فضاء افتراضي" فهو يفترض أنه منتصر وانه قادر على فرض شروطه، وهو ينعت المعارضة بكل أوصاف الخيانة ثم يطلب التحاور معها، ويتحدث عن حل لا يتضمن رحيله ورحيل نظامه،ويطالب أن يكون نظامه شريكا في السلطة برئاسته" وغير ذلك فانه جاهز لحفلة الدم وتوريث "الأبناء والأحفاد دماء لأجيال وأجيال". ويتحدث عن كل ذلك ولا يرى دماء 100 ألف سوري قتلوا تفور دماؤهم غضبا.
من يفكر بحل سلمي مع الإرهابي بشار الأسد ونظامه الوحشي البربري مجنون وفاقد لعقله، فهذا الرجل ما زال يعيش في اوهام امتلاكه للسلطة رغم أصوات القذائف تدول أسوار حصنه في دمشق.. ولا حل معه ٍسوى مواصل القتال حتى الانتصار وقبر حزب البعث إلى الأبد وإسقاط نظام الأسد الطائفي الباطني وإنهاء مرحلة دامية من حكم أقلية ذبحت سوريا من الوريد إلى الوريد.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية