رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد عرار يكتب:هذا هو الاحتلال

أمجد عرار
أمجد عرار

كما كان متوقعاً تماماً وكما خبرنا سلوكها وعقلية قادتها، تعجز “إسرائيل” عن إسكات صواريخ المقاومة في غزة فتلجأ للانتقام من كل شيء في غزة، أحياء وجمادات، بشراً، شجراً، حجراً، لا يهم ما دام موجوداً فوق هذه الأرض التي تعلّم الدنيا كيف يكون الذود عن الكرامة.

قال قائل: غريب أن “إسرائيل” لم ترتكب مجازر في غزة كما في عدوان ،2008 يبدو أنها تلاحق بطاريات إطلاق الصواريخ والمقاتلين بشكل رئيسي، ومن الطبيعي أن يسقط شهداء وجرحى من المدنيين في بقعة هي الأكثر كثافة سكانية في العالم . قلت: لا داعي للتعجّل فالعدوان في أوّله والقادم أخطر . “إسرائيل” تتحدى طبيعتها وتركّز على من يقاتلها لفترة قصيرة، لا تريد تأليب العالم عليها قبل أن تجد نفسها مضطرة للتوصّل إلى تهدئة أو هدنة من دون أن يقدّم قادتها للتجمّع الاستيطاني الكولونيالي ما يسمح بإجراء انتخابات أساسها صناديق الشهداء الفلسطينيين، قبل صناديق الاقتراع .

سلوك “إسرائيل” بدءاً من اليوم الخامس للعدوان إيذان بالتعبير عن طبيعتها وتبرير نفسها ككيان لا يستطيع أن يخرج من ثوبه العنصري . طياروها، ملقمو مدافعها، بحّارو زوارقها الحربية، كلّهم أغمضوا عيونهم وبدأوا بنشر الموت العشوائي في غزة . البوادر كانت في الليلة التي سبقت وبرز فيها استهداف واضح لوسائل الإعلام كي تطفئ عدسات التصوير وترهب الإعلاميين فيختبئ البعض ويهرب البعض الآخر أو ينشغل في البحث عبثاً عن مكان آمن، ثم ترتكب المجزرة تلو المجزرة ولا يرى العالم سوى ما تصوّره “إسرائيل”، ولا يسمع سوى روايتها المعتادة من مجرم يلبس دائماً ثوب الضحية .

هكذا تريد للمشهد أن يعود، أن تنقلب ثنائية المجرم والضحية، ولدى الصهيونية من وسائل الكذب والتضليل والمنافقين، عندها وعندنا، ما يكفي في سبيل تزييف الرواية وقلب الحقيقة رأساً على عقب . باراك أوباما يجنّد هاتفه لمصلحة التزييف والتضليل والعدوان، يأمر تابعيه من قادة الغرب: لا تكفّوا عن ترديد عبارة حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، ولا يسمع منه رئيس مصر سوى الضغط على جمهورية غزة العظمى كي تنهي حصارها ل “إسرائيل” وتوقف “العنف” . هو رأى الصواريخ التي تدافع عن غزة

بداية الحرب، ولم ير أو يسمع عن اغتيال أحمد الجعبري وما تبعه من غارات على كل غزة .

أليست هذه هي الظروف المعيارية والنموذجية لطيار “إسرائيلي” رضع العنصرية وتكونت كريات دمه من الحقد الأسود والإجرام كي يسقط جحيم ذخيرته على عائلة الدلو في حي التفاح فيقتل أفرادها العشرة جميعاً، أباً وأماً وأطفالاً؟ لو سئل عن شعوره إزاء الأشلاء الممزقة للأطفال سيقول كما قال معلمه عامي أيالون بعد قتل ستة عشر طفلاً في غزة ولم يشعر سوى باهتزاز طفيف في جناح الطائرة . هؤلاء يفشلون في منع الصواريخ من الرد على العدوان وخلق توازن للردع، فيلجأون لقتل النساء والأطفال . إيهود باراك قال في اليوم الأول، تماماً كما في عدوان تموز على لبنان عام ،2006 إن طيرانه قضى على كل منصات الصواريخ في غزة، وأصابها بالشلل التام، فكيف تجرؤ المقاومة على تكذيبه بعشرات الصواريخ التي سقطت ليس في المستوطنات القريبة من القطاع فحسب، بل في “تل أبيب” وما بعدها في “هرتسليا”؟ بعد “الشلل التام”، جاء رد الصواريخ أكثر كثافة وأبعد مدى . هذا كفيل بتحريك الجنون المتأصل في عقلية الصهاينة .

عائلة الدلو بداية المجزرة الجديدة، لكن أهل غزة أهل للصمود والمقاومة وتسطير المآثر . هم لا ينتظرون شيئاً من جامعة العرب التي تفرق ولا تجمع، لا يتوقّعون طعاماً أو سلاحاً من هؤلاء، لأن لهم الله والمقاومة .
نقلا عن صحيفة الخليج