رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حسام فتحي يكتب : روح المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

 

وجدت نفسي في الفترة الأخيرة مشدوداً لقراءة كل ما كتبه الباحثون وعلماء الاجتماع عن الشخصية المصرية، سماتها الأساسية ومزاياها وعيوبها، وردود أفعالها.

في محاولة يائسة لاستيعاب ما يحدث في الشارع المصري بعد الثورة من ظواهر تستعصي على الفهم والاستيعاب والتحليل والتوقع: التحرش - الفساد - العدوانية - اللامبالاة - غياب المنطق - التبجح - البلطجة - الوصولية - الإقصاء للآخر.. وغيرها.
و«الشخصية» في تعريفها الدارج، وبعيداً عن التعريفات العلمية المتباينة لعلماء النفس والاجتماع هي: مجموعة الصفات الشخصية التي تشكل القدرة على التأثير في الغير، وبالتالي تخلق الانطباع عن «الشخص» لدى المتعاملين معه، ولا شك أن تكوين هذه الشخصية تدخل فيه مجموعة متداخلة من العوامل الوراثية والبيئية، والثقافية والاجتماعية، ومعايير السلوك السائدة في المجتمع بعاداته وتقاليده، ومستوى الذكاء والخبرات المتراكمة.
استمتعت بسيل المعلومات الغزيرة، والتحليلات المنطقية، والوصف الدقيق التي امتلأت بها دراسات وكتب علماء اجلاء وباحثين أفاضل أمثال د. جمال حمدان، ود. حامد عمار ود. حسن الساعاتي، ود. سامية الساعاتي، ود. خليل فاضل ود. السيد ياسين وعبدالعزيز الرفاعي ونعمات أحمد فؤاد.. وغيرهم ممن غاصوا في أعماق الشخصية المصرية ووصفوا أهم سماتها الإيجابية والسلبية.
وتبصرت بأمور كثيرة ربما توضح ولو جزءاً يسيراً من «اللغز» الذي يمثله الشارع المصري لي الآن، ووجدت ايضا العديد من المفردات «المربكة».. المتناقضة.. المزعجة!
أهم ما وجدته في اغلب الكتابات والدراسات والابحاث هو احتواء شخصية المصري على «أمور كثيرة وعكسها» في الوقت نفسه!!، فالمصري «ابن نكته» يلجأ للنكات للترويح عن النفس والنقد، بما فيه نقد الذات، وفي نفس الوقت مشبع بالحزن و«النكد» والميل الى الاستمتاع بالشجن في الاغاني والمواويل.
ومن أكثر الصفات التي اجمع عليها الباحثون: التدين – السلبية - المحافظة - الواقعية - الاعتدال - التسامح – الارتباط بالاسرة - التمسك بالارض - الخوف من المغامرة – عدم الرغبة في التغيير - الصبر - التقوقع – رفض العمل الجماعي – الطاعة – الكرم.
وعندما سرحت قليلاً في محاولة لتطبيق هذه الخصائص، وجدت أن

أغلبها اختلف وتداخل في تضارب وارتباك واضحين.
فـ«التدين» أوصل الإخوان للحكم… لكنه لم يمنع ظاهرة التحرش!.. والاستيلاء على ممتلكات الغير!
و«السلبية» تتفاقم، على الرغم من كون «الثورة» فعلاً جماعياً قام على المشاركة!
و«الاعتدال» و«الوسطية» تحولا إلى تطرف وإقصاء، والتمسك بالأرض والاستقرار، تبدل موجات مخيفة من الرغبة في «الهجرة» وترك البلد، وحتى العمل في «إسرائيل»!
وعدم الرغبة في التغيير أصبحت حالة عامة من عدم «القناعة» والثورة على «المحافظة» التي اشتهرنا بها بين الشعوب. ولم تصمد فكرة «الكرم» كثيراً أمام زيادة معدل الفقر، وغياب الرضا «بالقسمة والنصيب»!
وأخيراً – تحول تمسك المصريين بمصريتهم إلى سعي حثيث نحو تملك «جواز سفر» آخر، وخصوصاً لدول نسب سياساتها علناً.. ونسعى لجنسيتها سراً.. وأمريكا خير مثال؟!
ماذا حدث لمصر؟.. وماذا جرى للمصريين؟ ومتى سنستعيد سمات «المصري» التي «التصقت» بنا: الشهامة - الجدعنة - الايثار - النخوة - المرح - حب الوطن - التسامح - حب الخير للآخر - التواضع - سرعة البديهة - انقاذ الملهوف - قوة التحمل - الذكاء..
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (سورة الرعد).
هل سينجح الرئيس مرسي او أي رئيس قادم في إعادة «روح المصريين» الى شعب مصر؟ هذا ما أدعو الله به ليل نهار.. فادعوا معي أن يحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية