عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب:قطوع ومَرَق

جهاد الخازن
جهاد الخازن

يقولون في لبنان «قطوع ومَرَق» عندما ينجو الإنسان من كارثة وشيكة، واحتمال فوز ميت رومني بالرئاسة الأميركية كان ذلك «القطوع» الخرافي، وخسارته تعني أنه «مَرَق»، أي زال.

فوز رومني كان سيعني عودة إدارة جورج بوش الإبن، أي عودة المحافظين الجدد، ورومني كان سيقوم بمهمة حصان طروادة لهم كبوش قبله، والكلمات الأخيرة وجدتها في عنوان تحليل أميركي عن الموضوع.
خلال حملة الإنتخابات الأميركية تجمع لي من دون طلب حوالى مئة خبر وتحقيق وتقرير وتحليل عن المحافظين الجدد حول رومني، وبعد الإنتخابات راجعت المادة واحتفظت بحوالى 20 موضوعاً إذا مرَّ بمكتبي قارئ مهتم أعطيه نسخاً عنها.
ميت رومني رجل أعمال ذكي، وحتماً أذكى من جورج بوش لأنه لا يمكن أن يكون أغبى، إلا أنه جاهل في السياسة الخارجية فنصيبه منها كان صداقته الشخصية مع بنيامين نتانياهو، وتأييد اسرائيل على حساب مصالح أميركا. وهو في تصريحاته خلال حملة الإنتخابات فضح نفسه فما فهمت من مجموع كلامه أنه يريد «تغيير النظام» في سورية وايران. وكان بوش أطلق هذه العبارة، فخسر الحرب في العراق بين 2003 و2006 أمام مقاومة وطنية وإرهاب هائل، وخسر معها الحرب في أفغانستان وعلى الإرهاب، ونكب الإقتصاد الاميركي حتى اليوم.
رومني بدا جاهلاً بكل هذا وهو يصرِّح بأنه يريد في سورية حكومة جديدة من ناس يتحملون المسؤولية. وكان أبلغ «فوكس نيوز» في مقابلة معه أنه إذا أصبح رئيساً فسيعد خياراً عسكرياً ضد ايران. وهكذا فهو رأى في حرب أهلية في سورية تحصد العشرات كل يوم «فرصة»، لأن سورية طريق ايران الى البحر، فهو لا يعرف أن ايران لها شواطئ بحرية، وإنما يعتقد أن سقوط النظام السوري سيساعد على سقوط النظام في ايران ومنع السلاح عن حزب الله.
بكلام آخر كان رومني يكرر سياسات معروفة للمحافظين الجدد نكبت أميركا حتى اليوم ومع ذلك فقد أحاط حملته بهم فكان بينهم دان سينور، الناطق باسم التحالف في العراق وله كتاب عن اسرائيل يستشهد به رومني بين حين وآخر، وجون بولتون سفير بوش لدى الأمم المتحدة الذي رفض الكونغرس نفسه تعيينه، فعينه الرئيس خلال عطلة الكونغرس، وإيليوت أبرامز الذي بدأت فضائحه السياسية في أميركا اللاتينية والذي أيَّد الحرب على العراق ولا يزال يطالب بحرب على سورية وايران.
دوف زاخايم، أحد أبرز مستشاري رومني في السياسة الخارجية من صقور المحافظين الجدد دعاة الحروب، وهو من الوقاحة أن ينكر ذلك (وأترجم باختصار نقلاً عنه): كذبة

مفضلة للنشطين العاملين لأوباما أن جماعة من المحافظين الجدد المتشنجين الذين عملوا لجورج بوش يتحفزون لقصف ايران وإقحام اميركا في حرب أخرى في الشرق الأوسط. لا أحد من دعاة الحرب على العراق، أكرر لا أحد، ينصح الحاكم رومني...
هذه وقاحة ليكودية لأن مجرمي الحرب الذين ينكر زاخايم وجودهم موجودون بكثرة وعلناً، ولأنه واحد منهم فهو أيضاً أيَّد الحرب على العراق لأسباب ملفقة عمداً.
بل أن رومني أغضب مستشاريه من المحافظين الجدد وهو يميل الى الإعتدال أملاً بكسب الناخيبن، وهاجمه بعضهم بحدة، ووجد آخرون له الأعذار. وقالت تينا براون، رئيسة تحرير «نيوزويك» و»ديلي بيست»، أن جون بولتون كان سيرمي نفسه من النافذة وهو يسمع رومني «يعتدل» في مناظرته الثالثة مع أوباما. وأقول ليته فعل، وليت النافذة كانت في الطابق 38 من مقر الأمم المتحدة في نيويورك الذي قال بولتون يوماً أنه لن يخسر شيئاً إذا فقد عشرة من طوابقه. بولتون الآن يريد أن يحاكم محمود أحمدي نجاد أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وأقبل بشرط واحد هو أن يسبقه مجرمو الحرب في حكومة اسرائيل ومن المحافظين الجدد أمثال بولتون.
باراك أوباما قال أن خصمه الجمهوري مصاب بمرض «رومنيزيا»، في لعب بالكلام على فقدان الذاكرة، وهو يراه يكرر سياسة الرئيس المعلنة ويدعي الإعتدال.
خبراء سجلوا أسماء 24 مستشاراً لرومني في الشؤون الخارجية، ووجدوا أن 17 منهم عملوا مع جورج بوش، ما يعني أن العالم كان سيواجه عودة المتطرفين دعاة الحروب الخارجية خدمة لاسرائيل، أي كارثة لا يعرف سوى ربنا كيف تنتهي أو متى تنتهي، إلا أنه «قطوع ومَرَق.» وأكمل غداً.
نقلا عن صحيفة الحياة