رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبدالزهرة الركابي يكتب:واشنطن وأنقرة من التحالف إلى المطالب

عبدالزهرة الركابي
عبدالزهرة الركابي

سبق للولايات المتحدة وتركيا أن وقعتا العام 2006 وثيقة “الرؤية المشتركة«، والحوار المؤسساتي لدفع الشراكة الاستراتيجية التركية  الأمريكية إلى الأمام.

وتعبر الوثيقة عن التحالف والثقة المتبادلة ووحدة الرؤية بين البلدين، كما أنها تعكس سعيهما إلى تحقيق أهدافهما الإقليمية والعالمية والحفاظ على مصالحهما في المنطقة والعالم، على النحو الذي يتم فيه التنسيق والتشاور والتعاون، وكذلك تضمنت الوثيقة الترويج للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط الموسع .

وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في المنطقة، بدت العلاقات التحالفية بين أمريكا وتركيا، عرضة إلى أكثر من علامة استفهام، خصوصاً في تفاصيل المواقف من الأحداث في سوريا، وكذلك بالنسبة إلى الموقف من حزب العمال الكردي التركي الذي كثّف عملياته العسكرية في الآونة الأخيرة ضد الجيش التركي، إضافة إلى موقف تركيا العملي من حركة ( طالبان ) الأفغانية، وقد أوردت وسائل الإعلام التركية جوانب ومواقف معقدة في سجل العلاقات بما يخص المطالبات الأمريكية والتركية على حد سواء، وهي مطالبات تعكس تبايناً في بعض المواقف التي دخلت أنقرة في فلكها ومعمعتها . وتتمثل المطالب الأمريكية في دعوة أنقرة إلى أن تحارب حركة “طالبان”في أفغانستان، وأن تضع حداً لوجود “القاعدة”في سوريا، بعدما تحولت الأراضي التركية إلى مراكز انطلاق لوجستياً لهذا التنظيم الإرهابي إلى داخل الأراضي السورية، حسبما ذكرته صحيفة “يني شفق”الموالية لحزب “العدالة والتنمية”الإسلامي الذي يتزعمه أردوغان، وعلى هذا المنحى تساءلت صحيفة “ميللييت”التركية، عما إذا كانت تركيا قد تحولت إلى باكستان أخرى لجهة أنها باتت قاعدة لتمرير السلاح والمسلحين إلى سوريا، ولتجمع المسلحين من جنسيات مختلفة .  

تأتي المطالب الأمريكية رداً على اقتراح  رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل على نظيره الأمريكي مارتن ديمبسي، والمتضمن تعاوناً استخبارياً بشأن حزب العمال الكردستاني، حيث باتت بعض مناطق الحدود الجنوبية الشرقية تحت سيطرته عملياً أو هي خارج السيطرة التركية، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء التركي أردوغان وخلال مقابلة مع القناة السابعة التركية الخاصة، يعلن عن وجود إمكانية للتفاوض مع الحزب المذكور عندما قال، “إذا أُتيحت لنا مفاوضات تسوية أمر ما فلنفعل، وإذا تعين أن يكون ذلك في أوسلو، فإلى أوسلو«، في إشارة إلى مفاوضات دارت بين أنقرة وقيادة الحزب العمال الكردستاني في أوسلو بين العامين 2009 و،2011 حيث التقى مسؤولون في أجهزة الاستخبارات التركية وقياديين في هذا الحزب في العام 2011 من أجل التوصل إلى سلام تفاوضي لكن الحوار أخفق . 

من الواضح أن أمريكا تحاول أن تبني تفاهمها أو حتى تحالفها مع تركيا على مبدأ المقايضة أو المقابل، وربما تكون تركيا هي الأخرى تسير على هذا المبدأ، وإلا بماذا نفسر نشر منظومة

الدرع الصاروخية في الأراضي التركية؟ وكذلك وجود القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا، ومنها قاعدة (إنجيرليك) حتى لو كانت الأخيرة عضواً في حلف الناتو ؟ كما لا ننسى في هذا السياق التحالف الاستراتيجي بين أنقرة وتل أبيب، وعلى ذكر هذا التحالف، فقد نقلت صحيفة معاريف “الإسرائيلية”أخيراً عن قناة “أولوسال تي في”التركية، ما قيل إنه شريط مسجل لمكالمات أجراها باللغة العبرية عملاء موساد في ما بينهم في الجانب السوري من الحدود مع تركيا، وقالت القناة إن هذا الشريط سجّل عبر جهاز الاتصال في أحد المساجد في قرية “كوزلاتشاط”التركية القريبة من الحدود .

ولا يخفى على المراقبين التعاون المستمر بين تركيا و”إسرائيل”على الرغم من زوبعة مقتل ركاب سفينة السلام “مرمرة”الذين جلهم من الأتراك، وعلى الرغم أيضاً من إصرار “إسرائيل”على عدم تقديم اعتذار إلى تركيا على هذه الجريمة التي ارتكبتها في وضح النهار، ووفقاً لما ذكرته صحيفة “الصنداي تايمز”البريطانية، فإن هناك قاعدة لجهاز “الموساد”في شرقي تركيا، حيث تقوم برصد ومراقبة العراق وسوريا وإيران .

إلى جانب ذلك، هناك صفقات أسلحة بمئات ملايين الدولارات بين الجيشين التركي و”الإسرائيلي”والشركات العسكرية التي تعمل لمصلحتهما في كل من البلدين، وسوف تقوم “إسرائيل«، بموجب إحدى الصفقات، بتجديد الدبابات التركية في مصانع قائمة على الأراضي التركية وبمشاركة قوى عاملة محلية بقيمة 66 مليون دولار، وهناك صفقات أخرى لتحديث الطائرات بقيمة 400 مليون دولار . يبقى القول، إن تركيا في العهد الأردوغاني وحزبها الإسلامي الحاكم، لم تخرج فيها مسيرات وتظاهرات تندد بالفيلم الأمريكي المسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أسوة بالدول العربية والإسلامية، الأمر الذي حدا بالرئيس الأمريكي أوباما إلى تقديم الشكر هاتفياً إلى أردوغان على هذا الموقف .
نقلا عن صحيفة الخليج