رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب: (مقال يستحق الترجمة)

جهاد الخازن
جهاد الخازن

الظلام يخيم على العالم العربي. الهدر والموت والدمار سِمة المعركة لحياة أفضل. العالم الخارجي يتنافس على النفوذ وتصفية الحسابات.

التظاهرات السلمية التي أطلقت هذا الاتجاه والقيم الرفيعة التي أوحت به، تصبح ذكريات بعيدة. الانتخابات مناسبات احتفالية تخلو من رؤية سياسية. البرنامج المستمر الوحيد هو ديني يستوحي من الماضي. هناك تنافس على السلطة من دون قواعد واضحة أو قيم أو هدف. هو لن يتوقف بتغيير النظام. التاريخ لا يتقدم بل ينحرف على الجانب.
ما سبق ليس لي، وإنما هو ترجمتي للفقرة الأولى من مقال بعنوان «هذه ليست ثورة» كتبه حسين آغا من كلية سانت انطوني في جامعة اوكسفورد، وروبرت مالي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجموعة الأزمات الدولية. الكاتبان لعبا دوراً مهماً في عملية السلام في التسعينات، والمقال نشرته مجلة «نيويورك ريفيو اوف بوكس» في عدد الثامن من الشهر الجاري.
المقال طويل، وأتفق مع 90 في المئة من الأفكار التي يطرحها، وسأختار اليوم ترجمة بعضها. وهكذا:
الإخوان المسلمون الذين اعتبرهم الغرب أمس متطرفين خطرين، يرحِّب بهم الآن ويعتبرهم منطقيين وعمليين، والسلفيون التقليديون الذين كانوا يعانون حساسية تجاه كل أشكال السياسة يتحمسون الآن للمنافسة في الانتخابات. التحالفات هشة وأنظمة دينية تؤيد علمانيين، وأنظمة قمعية تروج للديموقراطية. الولايات المتحدة متحالفة مع العراق، المتحالف مع إيران، التي تؤيد النظام السوري، الذي تريد الولايات المتحدة المساعدة على إسقاطه... مع أن هذا النظام يقمع الإسلاميين.
ايران عارضت الأنظمة العربية وتقرّبت من الإسلاميين أملاً في إيجاد أرضية مشتركة معهم، ولكن فور تسلم الإسلاميين السلطة أخذوا يطمئنون أعداءهم السابقين ويبتعدون عن ايران (أعرف من أصحاب العلاقة أنه كان هناك تعاون بين عناصر مسلحة من الإخوان المسلمين المصريين وايران بعد الثورة الإسلامية هناك سنة 1989).
في لعبة الكراسي الموسيقية يلعب السلفيون في مصر دور الإخوان المسلمين السابق، ويلعب الإخوان الدور الذي لعبه يوماً نظام مبارك. في فلسطين الجهاد الإسلامي هي حماس الجديدة، وتطلق صواريخ لإحراج حكام غزة، وحماس هي فتح الجديدة وتدعي أنها حركة مقاومة وتقمع الذين يتجرأون على المقاومة.
في سورية، تأخذ الحرب يوماً بعد يوم شكل صراع طائفي قبيح، والبلاد أصبحت مسرحاً

لحروب الآخرين. المعارضة تضم خليطاً من الإخوان المسلمين والسلفيين والمعارضين السلميين والمتطرفين المسلحين والأكراد والجنود الفارين، والنظام والمعارضة لا يتورعان عن ارتكاب أي شيء في طلبهما البائس تحقيق انتصار. المعركة في سورية هي معركة العراق، فالدول العربية السنّية لم تقبل خسارة بغداد للشيعة وللصفويين الإيرانيين، وتسلُّم السنّة الحكم في سورية سيُحسّن حظوظ السنّة في العراق.
وإذا سقطت سورية فقد يتبعها الأردن، والأنظمة الضعيفة، مثل لبنان، تأتي بعد ذلك، حيث الإسلاميون والسلفيون يؤيدون المعارضة السورية، فهم أقرب إليها منهم إلى المسيحيين والشيعة اللبنانيين.
الإخوان المسلمون مسيطرون. الرئيس المصري المُنتَخَب منهم. هم يسيطرون على غزة ويحكمون في تونس. وقد كسبوا في المغرب، وحان الموعد في سورية. الحرب العالمية الأولى أطلقت الاستعمار الأوروبي وأوقفت أربعة قرون من الإسلام العثماني، والقرن الماضي شهد صعود القومية العربية العلمانية، التي رآها بعضهم غريبة عن المنطقة ومستورَدَة من الغرب. الإسلاميون الآن يعتقدون أنهم صححوا التاريخ وأحيوا عهد «مسلمون من دون حدود».
العهد الإسلامي يكمل من حيث توقفت الإمبراطورية العثمانية... هل كان الماضي شذوذاً على الاتجاه الإسلامي العربي؟ أو هل اليقظة الإسلامية شيء عابر؟
أتوقف هنا لأقول إن المقال يستحق الترجمة بشكل كامل والنشر في بلادنا. والكاتبان خبيران حقيقيان في موضوعهما، ويجمعان بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية المباشرة، كما أن وسيلة النشر هي أكثر المطبوعات صدقية وموضوعية في حقل اهتمامها، وهو أساساً عرض الكتب والمقالات السياسية.


نقلا عن صحيفة الحياة