عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العزب الطيب الطاهر يكتب:الحوار في المحروسة هو الحل

العزب الطيب الطاهر
العزب الطيب الطاهر

ثمة أزمة حقيقية في المحروسة ناتجة عن غياب الثقة بين النخب السياسية سواء التي دخلت منطقة الحكم أو التي مازالت تمارس المعارضة وهو ما يهدد مسار النظام السياسي ويجعله - في حال تطبيق مبدأ المغالبة الذي تسعى بعض القوى إلى انتهاجه – مهددا في بنيته التحتية على نحو يبعده عن التوافق الوطني وهو الشرط الضروري لنجاح أي نظام خاصة في المراحل التي تعقب التحولات الكبرى والفاصلة كثورة الخامس والعشرين من يناير.

والشاهد أن ما يجري في مصر هو أشبه بحوار الطرشان فكل طرف يخاطب نفسه ويسعى في الآن ذاته إلى إقصاء الآخر وتهميشه والتشكيك في قدراته وولاءاته الوطنية وباتت ألوان الخصومة والاستعداء هي السائدة في المشهد السياسي الذي كان يتطلع الجميع إلى أن يكون قادرا على احتواء كل الفصائل والتيارات والتوجهات التي يموج بها على أساس المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات.
ومنذ فوز فصائل تيار الإسلام السياسي بالسلطة سواء عبر الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية بدا أن هناك نوعا من الفرز بين ما هو إسلامي وغير إسلامي خاصة من قبل دوائر بعينها داخل جماعة الإخوان المسلمين وداخل الجماعة السلفية بتجلياتها المتعددة وهو أمر أقلق القوى الأخرى التي شهدت بدورها نوعا من الاستقطاب الحاد ضد التيار الإسلامي بأجنحته المختلفة والذي أخذ يشعر بنوع من الزهو يبرزه في عمليات استعراض قوة في غير مناسبة وغير واقعة.
وينطوي هذا التقسيم على قدر كبير من المخاطر على ما يمكن وصفه بالنواة الصلبة للمجتمع المصري والذي هو بالأساس مسلم ويجل الدين خاصة أن البعض يحاول أن يضفي على الفعل السياسي وهو المتغير بطبيعته نوعا من القداسة الدينية التي تجرده من سمته الأساسية وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على الأولويات التي يتعين بلورتها بوضوح حتى يمكن لثورة الخامس والعشرين من يناير أن تسعى إلى تحقيقها بعيدا عن الشطط سواء أكان ذا صيغة دينية أو غير دينية وذلك يستوجب بالضرورة البحث في القواسم الوطنية المشتركة التي تقود إلى صياغة الحلول الناجعة للمشكلات الملحة والجوهرية والبدء في رسم ملامح وتجليات المحروسة بما يعيد الاعتبار إلى استقلالية قرارها الوطني وحضورها الإقليمي والدولي وبناء أنموذج للتنمية يقوم على العدالة الاجتماعية والصعود بجميع فئات المجتمع باتجاه التقدم.
والخطوة الأولى في هذا الاتجاه تتجلى في بدء حوار وطني جامع بمشاركة كافة القوى دون منهجية الإقصاء واستنادا إلى حق الجميع في المشاركة في صياغة مصر الجديدة التي بدأت خطوتها الأولى فور سقوط نظام مبارك لكنها لم تنجح في غزل باقي الخطوات بعد بالرغم مما تحقق من تحولات نوعية من قبيل انتخاب الرئيس وفق محددات الاقتراع السري المباشر وحدوث حالة من سيولة الحرية السياسية هي مطلوبة في المرحلة الأولى لكنها في حاجة إلى ضبط وإحكام بالتأكيد في العديد من المناحي خاصة على الصعيد الأمني والاقتصادي والاجتماعي على نحو يمنع من التحول إلى الفوضى والتي عاشت المحروسة – ومازالت - بعضا من تجلياتها السلبية.
ولاشك أن الرئيس محمد مرسي أدرك الحاجة إلى هذا الحوار وهو ما بدأه أمس الأول – السبت – بسلسلة من اللقاءات مع رموز وقادة القوى السياسية وذلك تمهيدا لعقد مؤتمر أو لقاء موسع لضبط البوصلة في الاتجاه الصحيح حتى لا ينحرف إلى حالة من القطيعة ومن ثم توسيع دائرة الاحتقان التي تقود – لا قدر الله – إلى نوع من الاشتباك اللفظي الذي بدوره يقود إلى اشتباك من النوع الخطير.
ولكن ثمة من يرى - ومنهم الباحث المصري المتخصص في القضايا الإستراتيجية والسياسية علاء بيومي - أن هذا النوع من الحوار هو أشبه بالمهمة المستحيلة للأسباب التالية:
أولا: غياب مجلس الشعب: فالحوار أقل من الشراكة السياسية، والشراكة السياسية في الديمقراطية تأتي من خلال الانتخابات والمؤسسات التنفيذية والتشريعية،

ومن خلال قواعد واضحة جدا، فالدستور يحدد من يحصل على من ومتى وكيف.
وللأسف ليس لدينا دستور ولا برلمان ولا قوى سياسية راضية بمواقعها الحالية.
ثانيا: رفض الشراكة: بعض قوى المعارضة كالتيار الشعبي وحزب الدستور ترفض الشراكة السياسية وفقا للنظام الحالي من خلال التعيين في رئاسة مرسي، فالتيار الشعبي يرفض الشراكة وينتظر الانتخابات المقبلة، وحزب الدستور يريد إعادة انتخاب الجمعية التأسيسية، وهي مواقف مشروعة تماما، ولكنها صعبة.
وفي غياب البرلمان والدستور والشراكة في الرئاسة والحكومة ستظل المعارضة - كما يقول علاء - خارج السلطة وتزداد حالة الاستقطاب التي يغذيها الجميع من خلال ممارسات وخطابات سياسية محتقنة.
ثالثا: الحوار آلية ضعيفة فأهم منه هو الشراكة في السلطة من خلال آليات واضحة وللأسف فإنه دون إعداد جيد يضمن إدراك الأطراف السياسية والمجتمع لمقتضيات الحوار والتزاماته سوف يظل الحوار آلية ضعيفة، وربما يزيد من المشاكل، فسوف يأتي قادة المعارضة بمطالب كبيرة إلى الحوار، وقد يخرجون شاعرين بالإحباط لو لم يتم تنفيذ بعض مطالبهم، ويظل الحوار في ظل غياب المؤسسات قضية ذاتية يصعب تقييم مدى نجاحها دون التزامات واضحة.
رابعا: المدة الزمنية والسياق: فالحوار يتم بعد أربعة أشهر من تولي الحكم، وفي ظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وحالة استقطاب شديدة، ويتناول قضايا محورية مثل الدستور، والذي يطالب أحد التيارات بإعادة انتخاب الجمعية التي تكتبه، كما أن الفترة الزمنية المتاحة للتوافق قصيرة للغاية، ونحن مازلنا نعيش فترة انتقالية صعبة.
هل يعني ذلك أن مرسي أخطأ في الدعوة للحوار؟ يتساءل علاء ثم يجيب على الفور: بالعكس، نحن نعتقد أنه تأخر، وأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة المتبقية في الظروف الراهنة، ولكنها آلية صعبة للغاية للأسباب المشروحة آنفا وبالتالي فإن الأمر يتطلب وفق تأكيده ترتيبا سياسيا وإعلاميا مكثفا لتوضيح محتوى الحوار وأهدافه وأسلوبه، وربما تغيير لغة الخطاب السياسي والإعلامي من قبل الأطراف المختلفة، وقد يتطلب الأمر أكثر من لقاء واحد أو لقاءين، فقد نحتاج إلى مبادرة أكبر للحوار مع التيارات المعارضة الرئيسية، يعني إطلاق شيء أشبه بآلية للحوار الدائم بين تيارات القادة الكبار الذين سوف يجتمعون مع مرسي هذا الأسبوع بالإضافة لقادة التيار السلفي لضمان نقاش أكبر عدد من القضايا من الآن وحتى انتخاب مجلس الشعب القادم.
السطر الأخير:
لأنك مسافرة
ممزقة دفاتري
أصاب العطب سطورها
العتمة تشاغلني
بعدما غاب ضوؤك عن أقماري
أيا سيدة النوارس والبحار
الوجع لا يليق بمن يعشق عينيك
وتغزلين له عسجد القصائد
فليس في المدينة إلا ياقوتك
وعناقيدك الممتدة في الفصول
ليس إلا أنت فاكهة الأزمنة
خلاصة الحقول
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية