رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محسن الهاجري يكتب :"عيد المسلمين"

بوابة الوفد الإلكترونية

ها قد مضت أفضل أيام العام.. أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة حيث تتعاظم الأجور وتتوزع الحسنات ويتسابق المسلمون لطلب المغفرة والرضوان من ربهم، فمنهم من شدّ رحاله إلى بيت الله الحرام في رحلة إيمانية مشحونة بالطاعة ومليئة بالعمل والصالح، يسرعون الخطى إلى المشاعر المقدّسة يرجون عفو ربهم عنهم في يوم عرفة حيث يكافئهم المولى الغفور الرحيم بمكافأة عظيمة.. فيعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم أنقياء أتقياء يطير بهم الإيمان عالياً ويحلّق بهم بعيداً حيث "الجنّة" فيستشعرون ريح قربها ويستشعرون لهيب بعدها، فهنيئاً لمن غسلته هذه العشر من الخطايا والذنوب.. حاجّاً أو مقيماً ملتمساً عفو ربه وقد اغرورقت عيناه بالدموع أن حرمه الله حج بيته هذا العام وراجياً ألا يحرمه في الأعوام القادمة.

ها قد مضى عيد الأضحى المبارك وقد قدّم المسلمون أضاحيهم راجين طلب المغفرة مع كل دفقة دم من أضاحيهم التي يستنّون فيها بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبأبيهم إبراهيم عليه السلام الذي كان أمة لوحده وأعظم مثال للتضحية في سبيل الله تبارك وتعالى، وهاهم كذلك إخوتنا في الشام يضحّون بأنفسهم يومياً منذ اندلاع الثورة السورية المباركة ضد طاغية الشام وجبابرة الأرض من أمثاله ومن على شاكلته في إيران وروسيا والصين، يقاومون أسلحتهم وصواريخهم وطائراتهم ودباباتهم بصدور عارية تحمل قلوباً مؤمنة بقضاء الله وقدره ومستسلمة لما ابتلاهم الله به من قتل وتعذيب وتشريد ومرض وجوع وبرد وقسوة حياة تملؤها المصائب والمحن، وهم يعانون كذلك فقد الأحباب وتخاذل الأصحاب ونسيان الأمة الإسلامية لهم وتخاذل حكّام المسلمين عن نصرتهم إلا من رحم ربي ممن عاونهم على استحياء ونصرهم في الخفاء خشية دراية العالم بتلك المعونة والنصرة فيُتهم بالإرهاب وغيرها من كلمات الباطل التي أريد بها باطل أكبر منه، بينما وعلى النقيض من ذلك نرى أعداء الأمة الإسلامية في إيران وروسيا والصين يجاهرون العداء للمسلمين دون خجل ولا حياء ولا خوف من الله تبارك وتعالى المنتقم الجبّار.

كيف نحتفل بالعيد ومازالت أرض فلسطين والشام التي بارك الله فيها ومن حولها ببركة وجود المسجد الأقصى المبارك فيها.. مازالت رهينة الاحتلال الصهيوني الغاصب والمجوسي الحاقد البغيض، فلا فرق أبداً بين جنود الاحتلال الصهيوني في فلسطين وبين جنود الاحتلال التابعين لجيش المجرم بشار الأسد أو جنود الاحتلال من الحرس الجمهوري الإيراني أو جنود الاحتلال من حزب الشيطان اللبناني الجنسية والإيراني الأصل والانتماء، وخيراً فعل الشيخ يوسف القرضاوي في آخر خطبة له قبل عيد الأضحى المبارك عندما طلب من كافة المسلمين أن يوحدوا الدعاء على الإيرانيين والروس وأعوانهم ممن قتلوا إخوتنا في سوريا، بل ووصف إيران بأنها عدوة للأمة الإسلامية ووصف روسيا بالوصف نفسه، وجميعنا يعلم

بأن المجرمة الأولى في معركة سوريا هي "إيران" التي أسهمت بشكل رئيسي في نشر حقدها الطائفي في أرض الشام بعد أن نشرته على أرضها ثم على أرض لبنان ثم على أرض العراق والآن تنشره بكل ما أوتيت من قوة في سوريا لكي تقيم الإمبراطورية الفارسية المجوسية على أنقاض دولة الإسلام بقتلها للمسلمين من أهل السنة ممن يعترضون طريق هذه الجيوش والوحوش التي لا تعرف الإسلام ولم تشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بل شهدت بالكفر والشرك والضلال والفساد في الأرض.

إن عيد المسلمين الحقيقي هو بتحرير أرض المسلمين كافة من الظلم الداخلي والخارجي الواقع بها ومن الكفر والشرك الذي ينشره هؤلاء المشركون الجدد في أرض فارس وأمثالهم أو الكفر والشرك الذي ينشره الصليبيون الجدد من الأمريكان وأمثالهم أو الكفر والشرك الذي ينشره الملحدون والوثنيون والبوذيون من الروس والصينيين والهندوس وأمثالهم، وبتحرير أرض المسلمين من المنافقين الذين يعيشون بين المسلمين وهم يحملون انتماءً لأعداء الإسلام ممن يكيدون ويمكرون ويخونون الأمة من داخلها، فالعيد الحقيقي يكون بسعادتنا بالخلاص منهم ومن شرورهم وبنشر العدل والحرية في أرض المسلمين فلا يسرق الفقير لأنه يرى الأغنياء يسرقون فيزدادون غنى بينما يزيد فقراً، ولا يخون الخائن وهو يرى الخونة يخونون فيزدادون قرباً، ولا يظلم القاضي وهو يرى الحاكم يحكم بشرع الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حينها فقط يعيش المسلمون فرحة وسعادة غامرة يشعر بها الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي، فهل سنشهد هذا العيد قريباً أم أننا يجب أن نضحي أكثر بأموالنا وأنفسنا وكل ما نملك في سبيل تحرير الشام وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين حتى نحظى بشرف "خير أمة أخرجت للناس" وحتى ننشر دين الله في العالمين.