عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني يكتب :شفرة الإخوان؟

نواف بن مبارك بن
نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني

لقد احتدم النقاش في الأسابيع الماضية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول دور جماعة الإخوان المسلمين -في مصر ودول أخرى-، وفكرهم «السياسي» في عالم ما بعد الربيع العربي، و»سيطرتهم»

كما يرى البعض على الحكم في جمهورية مصر الشقيقة، وبدأ هذا «النقاش» يأخذ منحنى قبيحاً باتخاذ البعض سبل التخوين كأداة للنقاش، وهو شيء لا يمكن قبوله من أي طرف كان.
وهنا أستغرب تهويل البعض لما يحدث في المنطقة من قبل الإخوان أو غيرهم بأنها «خطة» سرية للسيطرة على العالم العربي، خطة أقرب إلى الرواية من الواقع ككتاب «شفرة دافينشي» للكاتب الأميركي دان براون المليء بالأسرار، وكأننا في الوطن العربي «مغفلون» لا نعلم بما يدور حولنا من أحداث، أو أننا «ناقصو» الأهلية لا يمكننا التفريق بين الصواب والخطأ، أو بالقطري الفصيح «ينقص علينا» بكل سهولة ويسر، فهل تؤمن «أنت» أيها القارئ العزيز بأنك تعيش في فيلم سينمائي يسمى «شفرة الإخوان»، شفرة تجبرك على فعل ما لا تريد وتسلب إرادتك «كالسحر»؟ بالطبع لا، ولكن بعض الحكومات ووسائل الإعلام تحاول أن تقنعك بذلك.
وفي النهاية توجد حقائق سياسية في الوطن العربي في ظل ربيعه «الطويل»، وتوجد تيارات سياسية ومعتقدات دينية تختلف من منطقة إلى أخرى أو من شخص إلى آخر، وعندما تتم مخالفة «القانون» من قبل أي من هذه الجماعات أو أصحاب تلك المعتقدات ستتم محاسبتهم وفقاً للقانون، ولكن التخويف والتخوين لغرض إسكات تيار سياسي أو فكر عقائدي يخالف مبادئ الديمقراطية والقانون ويتسبب في إثارة القلاقل.
من المستغرب وبعد التعامل مع «بعبع» القاعدة والإرهاب لسنين طويلة أن يراد لنا اليوم أن نلتفت نحو الإخوان المسلمين وسياساتهم دون غيرهم وبمحض «الصدفة» بعد زوال نظام مبارك كالخطر الأكبر في الشرق الأوسط، لدرجة جرجرة من لم ينتموا في حياتهم إلى الجماعة بل ويختلفون معها اختلافاً عقائدياً وسياسياً إلى صفوف الإخوان عنوة لوضعهم ضمن «سلة» الخطر الجديدة.
نعم أنا مع الإخوان المسلمين في ممارسة حقوقهم السياسية، مع ضرورة احترام قوانين البلاد التي هم فيها وتحمل «عواقب» أي مخالفة تبدر منهم في ظل تلك القوانين، وفيما عدا ذلك فيجب أن

يكون لهم ولغيرهم حرية التعبير عن آرائهم، نعم أنا مع الإخوان المسلمين في نشر فكرهم عبر وسائل الإعلام وفي الجامعات تحت الشروط «سابقة الذكر» وتحت مظلة «القانون ولا شيء غير القانون»، نعم أنا مع الإخوان المسلمين في مصر إذا كانت هذه هي إرادة الشعب المصري، ونعم أنا مع «رحيلهم» إذا كانت هذه هي إرادة الشعب أيضاً.
ولكنني «ضد» ما يحدث اليوم من تخوين ومن ضغط إعلامي من قبل بعض «أطفال» الإعلام، أو من تعدي البعض على القوانين والدساتير التي أتت من إرادة الشعوب، أو «تضخيم» ما يحدث من خلاف في الرأي بإجراءات منع سفر أو احتجازات قسرية مخالفة للقانون والنظام العام، يجب علينا جميعاً في الوطن العربي أن «نهدأ قليلاً»، و»نأخذ نفساً عميقاً» ونتأمل تصرفاتنا وتبعات تلك التصرفات على أمننا القومي ونسيجنا الاجتماعي قبل التحدث أو التصرف بطريقة قد نندم عليها فيما بعد.

الرأي الأخير...
لكل دولة إجراءاتها وأنا من المؤيدين وبشدة لعدم تدخل «الغريب» في شؤون الغير، فقرارات تلك الدول في أيدي شعوبها، ولا يمكن قبول تطفل أي طرف أجنبي على ما هو شأن داخلي، ولكنني لا أؤمن أيضاً بأن كل رأي هو تدخل في الشأن الداخلي لدولة ما، «فحق» التعليق و»واجب» النصح هما من أساسيات ديننا وتطلعاتنا نحو ديمقراطية أفضل في وطننا العربي.
(من يمنعون حرية الآخرين لا يستحقون حريتهم).
إلى اللقاء في رأي آخر
ن صحيف العرب القطرية