رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فرحان العقيل يكتب :حسب المناظرة النهائية هل خضع أوباما للعرب فعلاً؟

بوابة الوفد الإلكترونية

كنت أخمن أن صورة لأسامة بن لادن مقتولاً ستكون في جيب الجاكت الذي ارتداه الرئيس باراك أوباما أثناء المناظرة التلفزيونية النهائية التي قابل فيها منافسه على كرسي البيت الأبيض الرئاسي للفترة المقبلة ميت رومني في مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا. فليس ثمة حدث أقوى يمكن أن يغازل به الرئيس أوباما شعب الولايات المتحدة للاستمرار في كرسي الرئاسة لأربع سنوات قادمة سوى تلك الرصاصات الثمينة في جسد زعيم القاعدة والتي أنهت أرق الأمريكيين وربما أشفت بعض غليلهم جراء الخوف المزمن من تهديدات القاعدة وحادثة سبتمبر 11 الكبيرة. عموماً أوباما من موقعه هو خير من يخاطب العقلية الأمريكية حيث نأى

بالحديث المباشر عن الواقعة واسترسل طويلاً في الأحداث الآنية مابين إيران وسوريا ربما لاعتبار أن المناظرة عرف تقليدي في سباق الرئاسة اعتادته الأمة الأمريكية للتعرف على دواخل الشخصية القادمة للبيت الأبيض. ورغم أن الفترة الرئاسية الثانية يظفر بها غالباً الرئيس المنتهية ولايته كفرصة للاستمرار في أداء برامجه الانتخابية. وأظهرت نتائج استطلاع الرأي العام أن هناك ميولاً نحو هذا الاتجاه وفقاً لنتائج الرأي بعد المناظرة التي حصدت 53 في المائة لصالح أوباما وكذلك أسوة بأسلاف الرئيس مثل ترومان وأيزنهاور وريغان وغيرهم. ورغم أن الند الجديد لأوباما وحزبه حرصوا على إضعاف الخصم بعرض صور قريبة من محل المناظرة تبين خنوع الرئيس أوباما للعرب كدليل أيضاً أمام الناخب أن أوباما أضعف شخصية أمريكا أمام العالم أجمع والعرب تحديداً على حساب الحليف الأول والمدلل في المنطقة إسرائيل. لذلك كانت ردود أوباما وجملة معطياته كما هو منافسه في المناظرة يسترعيان جميعا الود اليهودي في أطروحات المناظرة ولذلك لم تكن صورة ابن لادن ذات أهمية قصوى آنذاك طالما أن الحديث أخذ جانب المجرى المؤثر في سير الانتخابات المقبلة. إذ تظل ورقة اللوبي اليهودي هي المحفز نحو الفوز وهو ما دفع بالرئيس أوباما إلى توجيه دفة الحديث نحو متانة العلاقة مع الحليف الأقوى والأهم في الشرق الأوسط ملمحاً إلى جهوده نحو السلام وجائزة نوبل التي نالها بهذا الخصوص في العام 2009م قبل أن يمضي سنته الرئاسية الأولى وإنهائه للمهمات العسكرية في غزو العراق. وكذلك أطروحاته الاقتصادية التي تستهدف إنعاش الاقتصاد الأمريكي إثر الأزمة المالية العالمية التي تزامنت مع بداية توليه الرئاسة. كما أن الشعب الأمريكي وثقافته الرأسمالية الصرفة تقدر له هذا الجانب فالمواطن الأمريكي وفق مفهومه لا يمانع الانتقال من شرق الولايات المتحدة إلى غربها لمجرد زيادة دولار واحد في مكتسبه المالي حيث يبحث الناخب الأمريكي بعيداً عن السياسة الخارجية

إلى ما يعزز وضع اقتصادات بلاده وزيادة مكتسب الفرد بتخفيف الضرائب المدفوعة وخفض حجم البطالة بين أفراد المجتمع هناك وهي غالباً ما تمرر من خلالها الكثير من المواقف السياسية الأمريكية. فضمان القوة الاقتصادية للولايات المتحدة تحقق لها الهيمنة والنفوذ العالمي الكبير تحقيقاً لجملة خيالات وشعارات تستحوذ على الاهتمام الفردي مقرونة بالكثير من المعتقدات العقدية بيد أن البوابة الكبرى نحو تحقيق ذلك لا تكتمل إلا بدعم إسرائيل واعتبارها الورقة الأهم دائماً في يد أي مرشح قادم. وهذا ما ركز عليه أوباما ومنافسه معاً في تلك المناظرة التي لم تكن سوى جلسة انطباع لكسب ميول الناخب وهو أيضاً ما يجعل منطقتنا العربية وصراعاتها التاريخية والجديدة ضمن الربيع العربي والمكتسب الإسرائيلي منها هو المحك وهو ما لا يمكن التصريح به علانية في مناظرة كتلك إذ يبقى في الأكمة الكثير مما يقال داخلياً بين المرشحين وأحزابهم. فالدوائر العربية المتابعة للرئاسة الأمريكية ومرشحيها لا تعول على القادم الكثير في حلحلة الأوضاع هنا طالما ظلت المصالح اليهودية هي المحرك في السياسات الخارجية الأمريكية مهما زج العرب الكثير من المصالح والتنازلات. لذا ورغم حظوظ الرئيس أوباما القوية في فترة رئاسية ثانية وما قدمه من مشاريع في العلاقات العربية الأمريكية حسب خطاباته في تركيا ومصر فلن تحقق القضية العربية مزيداً من التقدم بشأن قيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة بل إن غيوم المنطقة وتنازعاتها وانشغالاتها بالثورات المحلية قد تعطل أمد الحلول وتزيد من حالات التأزم. فلوحة خنوع أوباما للعرب التي استخدمها منافسه دون سواها من اللوحات والصور قد تخدم أوباما للوصول مرة ثانية لكرسي الرئاسة باستقراء الناخب الأمريكي جيداً لحالة الفوضى العربية.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية