رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد القديدي يكتب:يا كاسر الحصار يا حاضن الأحرار

أحمد القديدي
أحمد القديدي

يوم الثلاثاء 23 أكتوبر سيبقى منارة في تاريخ العرب والمسلمين، لأنه يوم تجرأ فيه زعيم عربي مسلم على إخضاع العالم للحق: حق الشعوب العربية المسلمة في أن تكون حرة وأن تؤدي أمانة المقاومة ضد الطاغوت وأن تستقل بقرارها عن طغيان الأمم القوية الظالمة العاتية. إنها معجزة سياسية وحضارية تحققها قطر على أيدي أميرها وقائد مسيرتها الشيخ حمد حفظه الله.

كل هذه المعاني الجليلة عشناها ونحن نتابع مباشرة زيارة صاحب السمو أمير قطر لفلسطين الثائرة من خلال بوابتها التي كانت ممنوعة بالقهر والجور: بوابة غزة العزة. لا أريد أن أعيد ما قاله المناضل إسماعيل هنية باسم شعبه الفدائي فهو قد وفى وكفى ولكن أريد أن أعطي لهذا الحدث أبعاده الجيوستراتيجية الكبيرة التي ربما غابت عن الأذهان.
إن الإقدام على فك الحصار وتحطيم الجدار حول شعب فلسطين هو عمل سياسي جبار سيكتبه المستقبل بحروف من ذهب لأنه يدشن عهدا جديدا من رفع التحديات، هذه التحديات التي طالما تغنى بها القادة العرب والمسلمون ولكن لم يحققوا منها شيئا ولم يغيروا من باطلها شيئا حتى جاء كاسر الحصار وحاضن الأحرار ومؤيد الثوار أمير قطر المفدى ليعطي للتحدي معنى ويجسد حلم الأجيال فيكتسح السدود ويتجاوز العقبات ويصنع تاريخا جديدا للعرب والمسلمين بعد أن هبت رياح الربيع العربي على أغلب مجتمعات العرب والمسلمين مبشرة بالصبح القريب.
التهاني والتبريكات من قلب رجل مثلي احتضنه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سنة 1990 حين كان الشيخ بيض الله وجهه وليا لعهد قطر وكنت أنا مجرد مثقف وطني تونسي معارض ملاحق من أنتربول في كل مطارات الدنيا مشرد في أرض الله لم تعترف بكفاحي سوى الدولة الفرنسية التي ضمنت لي ولعيالي حق اللجوء السياسي. فكان أن تشرفت في ديسمبر 1990 بزيارة الدوحة التي أعرف فيها منذ السبعينيات العبادلة الثلاثة رحمهم الله تعالى (بن محمود والأنصاري والسبيعي) وكانت الكويت سنة 1990 ما تزال تحت الغزو الصدامي لا العراقي حاشا العراق وكانت لي مع صديق العمر رئيس حكومة تونس المضطهد أنذاك محمد مزالي رحمه الله جولة في قطر وضيافة من سمو ولي عهدها الشيخ حمد الذي سألني بمروءته المعروفة: ماذا تعمل في فرنسا يا دكتور؟ فقلت له يا سمو الشيخ أنا عاطل ونعيش من راتب زوجتي هناك وهي صيدلانية. فقال لي تعال يادكتور ودرس في

جامعة قطر فقلت له إني ملاحق من نظام تونس ومطلوب في أنتربول فلعل وجودي في الدوحة يحرج حكومتكم، فقال حفظه الله: إنك ضيفي وهذا وطن من لا وطن له. وبالفعل بدأت رحلتي القطرية وكنت من مؤسسي قسم الإعلام بالجامعة سنة 1996 وفي نفس العام واكبت تأسيس قناة الجزيرة وكنت المعلق فيها مباشرة على الأحداث التي هزت العالم يوم 11 سبتمبر 2001 ثم شاركت في إنشاء عديد المنظمات في المجتمع المدني القطري الرائد بتشجيع من سمو الشيخة موزا رعاها الله وأخلصت لأجيال الشباب القطري من بنين وبنات الذين تخرجوا على يدي وعلى أيدي الزملاء الأفاضل في مجال الإعلام وشرعت أكتب على صفحات الشرق الغراء منذ 1990 إلى يوم الناس هذا بإصرار وثبات ساعدني فيه رؤساء تحرير كرام تعاقبوا على الشرق أخرهم ابني الفاضل جابر الحرمي بعد عبد اللطيف آل محمود وعبد العزيز آل محمود وأحمد عبد الملك وبعد عميدهم جميعا صديقي الكبير محمد ناصر العثمان الذي شاركني في منفاي بكلماته الطيبة جزاه الله عني ألف خير.
فصاحب السمو هو الذي أواني وأكرمني كما أكرم عددا لا يحصى من المناضلين والأحرار وهو اليوم يتوج هذا السلوك الأخلاقي العظيم بكسر الحصار عن شعب فلسطين بشجاعة نادرة وهمة عالية ومروءة سامية. فالله معك يا كاسر الحصار وحاضن الأحرار ووفق الله وطنك ورعى مساعيك ومساعي سمو ولي عهدك وسمو الشيخة موزا إلى ما فيه خير هذا الوطن وخير العرب والمسلمين. اللهم جاز المحسنين واجعلهم منارة للطيبين وانصرهم بنصرك يا رب العالمين
نقلا عن صحيفة الحياة