صلاح الدين سلطان يكتب:بين أحداث 11 سبتمبر الأمريكية ونتائجها
مر على أحداث 11 سبتمبر بأمريكا 11 عاما، ولا تزال النتائج عكس ما خُطط لها ليرتدَّ السحر على الساحر، والمكر على الماكر؛ وذلك وفق منهج الله تعالى الذي قال: "وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ" (فاطر: من الآية43)، وقد عشت أحداث سبتمبر في مدينة ديترويت- ولاية ميتشجان.
ورأيت في اللحظات الأولى الهلع والفزع والخوف والجزع على الجميع، وقلت: إن هذا عام الفيل بالنسبة لأمريكا، حيث صار التأريخ لها قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر، ورأيت أن هذا بداية السقوط لأمريكا، لأن الظلم عاقبته دوما هي الخراب في القوانين الربانية، كما قال تعالى: "وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا" (الكهف:59)، وذلك لأن الحدث حصل في وقت الذروة من دخول الموظفين، وتغيَّب الكثير من اليهود، والراجح أن سقوط المبنى الحديدي كله لم يتم بضربة طائرتين في الأدوار العليا، وإنما صاحَبَه ضرب سفلي بقنابل جعلت المبنيين حطاما، ثم سرعة الإزالة لكل الأنقاض على الفور لإخفاء الأدلة الجنائية، وتولَّى الإعلام قرار الاتهام، وحُجب القضاء الأمريكي أن يدخل للتحقيق النزيه في حدث هو الأخطر في تاريخ أمريكا المعاصر بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب فيتنام، مع توافق ضرب البنتاجون وما صدر من رؤى أمريكية من خبراء من الداخل، ومنها فيلم " 9/11 فهرينهايت" الذي أثار غبارا كثيفا على البيت الأبيض كله برئاسة جورج بوش الابن، هذا فضلا عن الخبراء من العالم في الطيران والجرائم الذين أكدُّوا أنها صنعة داخلية من أجل السيطرة على العالم من خلال شماعة الإرهاب، وقد يكون هناك توظيف محدود لبعض الأغرار من المتسرعين المسلمين، وذلك في الخطوات الأخيرة من الجريمة مما لا يقدر عليها إلا من عنده عقيدة حب الشهادة، ويستفاد منها في السيطرة على العالم الإسلامي كله، وتم استبعاد القضاء لأن التجربة السابقة في أحداث "أوكلاهوما" التي اتهم فيها بوش الأب الجماعة الإسلامية البلالية، ولما أحيلت للقضاء قرر أن الفاعل الحقيقي أمريكي مسيحي أبيض، ولم نخالف قيَمَنا وأخلاقنا باتهام كل المسيحيين أو كل البيض بأنهم إرهابيون، والحق الذي يجب أن نعيَه من خلال معايشتي وتعاملي مع الشعب الأمريكي أنه طيب فعلا، وأشفق عليه من شياطين الحكومة التي تديرها عصابات الصهاينة والمتصهينين والنفعيين الذين يمصون دماء الشعب الذي يكدح كي يجني كبار التجار الأشرار المكاسب بالمليارات، ويدعمون الحملات الانتخابية بسخاء كي ينهشوا من ورائها البلايين، ويفتحون أبواق الإعلام ليجعلوا "من الفسيخ شرباط"، و"من القط أسدا"، و"من الحبة قبة"، و"من النور ظلاما"، ومن هنا أرى أن بأمريكا ضلعين هما: الاقتصاد والإعلام، وهذان يصنعان الضلع الثالث من المثلث وهو السياسة، فالسياسة منتَج وليست منتِجا، وهكذا لعبت السياسة الأمريكية مع العصابات القذرة لعبة 11 سبتمبر كي تُدخل على الشعب الأمريكي الرعب من الإسلام وأهله، ثم تجيِّش الشعب والعالم ضده عن طريق غثاء الإعلام، وليس عدل الأحكام من القضاء، وبالتالي عززت أمريكا نفوذها وقواعدها العسكرية في أوروبا وجنوب وشمال شرق آسيا، ومنافذ البحار والمحيطات، واحتلت أفغانستان، وظلت عشر سنوات تطارد أسامة بن لادن حتى قتلته دون الإمساك به ومحاكمته، بل تسفَّلت وتنزَّلت وتدنَّست بإلقاء جثته في البحر، ولا تزال تحتل أفغانستان، وفعلت بهم ما لم يفعله الروس، حيث نشروا الفساد وساندوا حكومة الاستبداد بقيادة رجل الأمريكان "كرزاي" ودخلوا في تدليس جديد على الشعب والعالم في غزو العراق، وكنا نعقد اللقاءات مع القيادات الأمريكية ونسيِّر المسيرات ونحرك المسلمين والعرب والأمريكان ضد ضرب العراق، لكن شيعة أمريكا ورجال الدولة كانوا يخططون لما آل إليه العراق الآن، حيث قُتل بالسلاح ما يزيد على المليون، وسجن المالكي رجل إيران والأمريكان ما يزيد على المليون عراقي، وما حدث في سجن أبي غريب وغيرهما تشيب له الرؤوس، حتى وصل الأمر إلى هتك أعراض بالجملة، وقام الجنود الأمريكان باغتصاب بناتنا العراقيات العفيفات حتى الموت ثم أكملوا فجورهم بعد الموت، وخلفوا
والله لقد قلت من أول يوم من أحداث سبتمبر: لقد أضرت بالمسلمين وستكون فتحا للإسلام، وأرى صدق ما توقعته يتحقق اليوم بفضل الله تعالى، فلنثق في الله لا في غيره، ولنعمل لإحياء مشروع الحضارة الإسلامية العربية الإنسانية كي تتراجع حضارة الحقارة في القتل والعنف، والجنس والمخدرات، التي خلَّفت أوسع مساحة من الفقر والجهل والمرض، وتلك مسؤوليتنا أن نصنع حضارة تكون رحمة للعالمين، وليس فقط للمسلمين.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية