رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محيي الدين تيتاوي يكتب:المفاوضات..وساقية جحا!!

محيي الدين تيتاوي
محيي الدين تيتاوي

المفاوضات بين الحكومة السودانية وحكومة الجنوب في أديس.. تتقدم وفق الأجندة المخطط لها بعدم التوصل إلى (اتفاق) يأبى درجة من درجات القبول.

موقف الحكومة قول بألا اتفاق نهائي قبل حسم القضية الأمنية..والمشكلة الأمنية هي مشكلة الناتو أفغانستان..وحكومة الجنوب تريد أن تضغط على حكومة السودان التي منحتهم الجنوب كله بمنتهى السهولة حتى تتنازل عن المناطق التي اقتحمتها في الخارطة الجديدة التي تختلف عن الحدود المعروفة دولياً وتاريخياً بين الشمال والجنوب عندما كانا يشكلان دولة واحدة.. والحكومة ترفض اعتماد الخارطة الجديدة رغم اعتماد الاتحاد الإفريقي لها وتبنيه لها..وهذا ما يشككنا في نزاهة الاتحاد الإفريقي وقدرته على تجاوز الضغوط الغربية والترغيب الأمريكي بالمال ودوام الكراسي.. ولذا فإن الشعور عندي أننا نضيع وقتاً غالياً ونوقف عجلة التنمية بالانشغال بالمفاوضات والصرف على الوفود(الجاية والماشية) يجب أن نكون قد وعينا الدرس من اتفاقية السلام الشامل وتداعياتها.. يجب أن نتيقن أن المخطط الذي رسموه لنا هو تقسيم السودان وتفتيت وحدته وإضعافه وتحويله إلى زنجبار أخرى تحت ادعاءات الصهاينة والصليبيين.
الإدارة الأمريكية سواء أكانت ديمقراطية أم جمهورية محافظين أم ليبراليين هي قطار وضع على قضيب للسكة الحديد لا مجال للحيدة عنه.. وهو الوصول إلى نهاية القضيب.. بمعنى أن نخرج عن ديننا وأن نفقد هويتنا وأن نتحول إلى إنسان تائه.. لا يعرف من هو ومن أين أتى وإلى أين يساق.. هكذا تقول رؤيتي للقضية كلها.. ومن الأفضل أن نواجه هذه الحقيقة مباشرة وعاجلاً بدلاً من الانتظار والتداعي والموت قبل أن يأتينا الجزار بالساطور والفأس.. وألا ومنذ عام 1983 هل تغير الموقف الأمريكي تجاه السودان!؟ هل توقفت الحرب بالوكالة..هل رفعت العقوبات.. أين الإرهاب الذي رعاه السودان؟ بل أين الشريعة نفسها التي تطبق في السودان.. أين الجلد أين الرجم أين القطع.. أين الحدود الشرعية لا

شيء.. ولكن أمريكا تريد أن تقتلنا رعباً وجوعاً.
قبل أن تصلنا جيوشها وصواريخها.. نريد أن نفصل شرق السودان..ونريد أن نفصل دارفور بعد أن فصلت الجنوب لأنه يصعب كثيراً إعادة استعمار السودان وهو بكامل قوته.. إذاً لابد من تفتيت وحدته وتقليم أظافره وتبدي طاقاته وتفريق شمل شعبه حتى تسهل عملية القضاء على قوته الكامنة والاستيلاء على موارده.
ولكن إن استمر الاستهداف الأمريكي هكذا على هذه الوتيرة المتكررة في مختلف العهود.. واستمرت الضغوط والحصار والعقوبات وحرماننا من كل شيء حتى تكاد الروح تبلغ الحلقوم.. فسوف يكون لنا شأن آخر.. وأساليب جديدة لا تعرفها الإدارة الأمريكية ولا يعرفها ولن تتعرف عليها الحواسيب في البنتاجون ولا يدرك كهنها فقهاء بني صهيون.. ولن تستعصيهم دراساتهم وتحليلاتهم.. إنهم سيواجهون شعباً هجينا من كل إثنيات العالم في حماية الأرض والعرض.. وفي حماية العزة والكرامة.. شعب مستعد لتقديم أرواحه فداء للوطن ولذا فإنني أذكر من قبيل التذكرة أمريكا بالمقولة الشهيرة التي قرأتها في إحدى قرى الجزيرة أن أهالي تلك القرية يحذرون أمريكا.. وللمرة الأخيرة!. فذكر الأمريكان والصهاينة لا تظنوا أن الليث يبتسم ولا تعتقدوا أن الحرب صواريخ وأقمار اصطناعية ومن خلف الجدر!
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية