رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير عطاالله يكتب :العقاد و«التسفيل»

بوابة الوفد الإلكترونية

صدر كتاب لباحث أردني منذ أعوام قليلة عن عباس محمود العقاد يبني على أن عملاق الأدب المصري كان يهاجم الشيوعية، بسبب عمله في الترجمة لدار «فرانكلين»، وهي مؤسسة أدبية محسوبة على الدولة الأميركية. يوم صدور الكتاب انتقدت التهمة في هذه الزاوية معتبرا أنها افتراء غير مسند.

اعتذر: كان ذلك جانبا لا أعرف عنه من حياة وأعمال العقاد، الذي أعود إلى مؤلفاته جميعها باستمرار وبقراءة غير سريعة. للمرة الأولى اطلعت منذ أيام على مجموعة المقالات التي كتبها العقاد تحت عنوان «مذهب ذوي العاهات»، وهو عنوان منفر بغير قصد، ويسيء، بغير قصد أيضا، لا إلى الشيوعيين، بل إلى الذين خلقوا بحالة جسمانية معينة.
ويقول العقاد، بقسوة لا تتلاءم مع أدبياته المألوفة ورؤيته إلى معاني الحياة، إن الشيوعيين يعانون من «عاهات جسدية ونفسية». ولعله كان يقصد من مرض نفسي، لأن نسبة كبيرة من أهل الأرض تولد مفتقرة إلى صحة العقل وصحة الجسد.
في أي حال، كان سليطا في نقد الشيوعيين متماثلا في ذلك مع أساليبهم العنفية التي نقلوها عن السوفيات، وغير متورع عن استخدام مفرداتهم. فالشيوعية «مذهب وضيع»، وتصلح لأن يعتنق مبادئها الحيوان: «لأن الحيوان يستطيع أن يؤمن بأن الحياة كلها علف وحظيرة، وأنه لا حاجة فيها إلى الأسرة ولا إلى الوطن ولا إلى الدين ولا إلى ناموس للأخلاق ولا إلى تفاوت في الأقدار».
يضيف: «لا مانع عند بقرة من البقرات تؤمن بهذا التقدم المزعوم لأنه لا يتطلب منها أن ترتقي خطوة واحدة وراء

(يقصد أمام) البقر السائم». هل هذا صاحب العبقريات؟ لقد أثار الأديب المؤمن، إلحاد الشيوعيين و«إيمانهم» بكارل ماركس. وهاله أنهم لا يقبلون مناقشة أفكار ماركس التي ظهرت في القرن التاسع عشر، «فأي تطور هذا التطور، إنهم نهاية الرجعية». العصر الشيوعي هو عصر القحط، فقد ظهر زمن القياصرة عدد كبير من أهم أدباء العالم «ولم يظهر أحد ذو أهمية في زمن الشيوعيين».
لو عاش أطول لاكتشف أن الأدباء الروس الذين لمعوا زمن السوفيات، كانوا من المعارضين، أشهرهم بوريس باسترناك وألكسندر سولجنتسين. أما المواهب الأخرى فسخرت في خدمة الدولة والحزب ومضت تضع آلاف الكتب في تفسير فكر لينين وماركس. وتبقى حدة العقاد وأسلوبه في منازلة الشيوعيين المصريين أمرا محيرا. هل كان أديب في مثل حجمه، في حاجة إلى ذلك العنف اللفظي، هو الذي كان معاجمي اللغة؟ أيضا من العقاد: «الرغبة في تسفيل كل شيء هي شهوة الشيوعيين الغالبة.. وما داموا ماديين فهم أعداء التقديس وعشاق التسفيل».
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط