رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ياسر محجوب الحسين يكتب:السودان.. محاولات فك الشفرة الأمريكية

ياسر محجوب الحسين
ياسر محجوب الحسين

فيما تراوح المفاوضات بين الخرطوم وجوبا مكانها، في ظل عدم توافر شرط الثقة بين الجانبين، تتضح يوما بعد يوم مدى توغل الأصابع الأمريكية في الشأن السوداني وهو جزء مهم، المشهد الإفريقي عامة الذي تريد له واشنطن أن يتماهى مع استراتيجيتها في المنطقة الإفريقية.. السؤال هل اقتربت الخرطوم من فك الشفرة الأمريكية في السودان؟.

كل خيوط (اللعبة) السياسية في البلاد تمسك بها واشنطن، هذا ما يبدو لكل متابع دقيق للوضع في السودان بجناحيه الشمالي والجنوبي.. (مبارك الفاضل المهدي) المعارض وابن عم آخر رئيس وزراء للسودان (الصادق المهدي) وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو عراب ومهندس الجبهة الثورية المعارضة لحكومة الخرطوم والتي تتبناها وتدعمها جوبا.. أمريكا تمد جزرة (زابلة) للسودان عبارة عن (250) مليون دولار كوعد بخصمها من ديونها على السودان البالغة (2.4) مليار دولار.. الوعد الأمريكي مشروط بمعالجة الأوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق على مزاج أمريكا وهوى جوبا.. (نافع علي نافع) مساعد رئيس الجمهورية ونائبه في المؤتمر الوطني في زيارة إلى أديس أبابا، ظاهرها تقديم العزاء في وفاة (ملس زيناوي) وباطنها لقاء (مالك عقار) والي ولاية النيل الأزرق الذي لجأ إلى جوبا متمرداً على الخرطوم، و(عقار) واحد من قادة ما يعرف بالحركة الشعبية قطاع الشمال والحركة الأم هي المتنفذة والحاكمة حالياً في دولة الجنوب.. ودولة الجنوب، دولة وظيفية وجزء لا يتجزأ من السياسة الأمريكية في إفريقيا.. كل هذه التعقيدات السياسية والعسكرية (شفرة أمريكية) تحاول الخرطوم فكها والتعامل معها.. (مبارك الفاضل) لم يعد شخصاً مزعجاً لغريمه (الصادق المهدي) بعد أن انشق عنه فحسب، فالرجل يخوض غمار لعبة كبيرة ارتضى لنفسه فيها أن يكون واحداً من الأدوات الأمريكية ليس في السودان بل في المنطقة بأسرها.. لا نستبعد إن قررت الحكومة التعامل مع الشفرة الأمريكية أن يرتقي (مبارك الفاضل) مرتقاً علياً في سدة الحكم في السودان تحمله الاستراتيجية الأمريكية على أجنحة من ذهب.. زيارة (نافع) إلى إثيوبيا ليس الغرض الأساس منها التعزية في (زيناوي) على ما يبدو لأن الرئيس (عمر البشير) قدم التعزية على أرفع مستوى وهو يمثل الدولة وحزب المؤتمر الوطني الذي هو رئيسه في الوقت نفسه.. لقاء (عقار) و(نافع) استبقه (نافع) بتصريحات نادرة بترحيب كبير بالتطبيع مع أمريكا، هذا اللقاء يرى فيه البعض محاولة لإحياء اتفاق (نافع – عقار) الذي وقع من قبل بين الرجلين.. الإشكالية الماثلة والعقدة المستحكمة أن ذلك الاتفاق أسقطه المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم بالنقاط، وأسقطه الرئيس (البشير) بالضربة القاضية بيد أن وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون) أشادت به في لقائها مع (نافع) في أديس أبابا، في حين أشار قرار مجلس الأمن رقم (2046) الذي قبله السودان مرغماً صراحة إلى اتفاق (نافع – عقار) وفي ذلك دعوة للحكومة السودانية لتبنيه.. المعارضة استهدفت الاتفاق كانت بسبب

أنه أعطى (قطاع الشمال) وضعاً مميزاً وتغاضى عن الترتيبات الأمنية في اتفاقية (نيفاشا) والتي استهدفت حل قوات (قطاع الشمال) وهما الفرقتان التاسعة والعاشرة التابعتان للجيش الشعبي في دولة الجنوب مباشرة، مما جعل البعض ينظر إلى الاتفاق باعتباره (نيفاشا) جديدة وهو أمر يخشى أن يقود إلى سلسلة جديدة من التنازلات والاتفاقيات المماثلة.      
السؤال أين الصين من التمدد الأمريكي المنظم في إفريقيا أكبر مسرح للاستثمارات الصينية؟. بينما لم يعد هناك مهدد أمني عسكري ذو بال للولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار المنظومة الشرقية بالكامل، فقد برز أمام المارد الأمريكي مارد اقتصادي يهدد أمنه الاستراتيجي.. الصراع بين الصين والولايات المتحدة على أشده على النفط، أهم سلعة استراتيجية على الإطلاق.. الصراع لا يتخذ أشكالا تقليدية بسبب الحذر الصيني، إلا أن ضغط واشنطن على بكين يتزايد في الفضاء الإفريقي.. في آخر زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكية إلى إفريقيا الشهر الماضي قالت إن الصين تعمل على (نهب) ثروات إفريقيا.. وهذا يدخل في إطار محاولات واشنطن تأليب الدول الأخرى ضد سعي الصين لشراء حصة أكبر من نفط إفريقيا، هذا في الوقت الذي تعمل فيه العديد من وسائل إعلام المنظومة الغربية على خلق صورة ذهنية سالبة تصور الصين باعتبارها مستعمرا جديدا للدول الإفريقية.. ما يؤكد هواجس واشنطن تجاه بكين تلك المعلومات التي تشير إلى توقع صندوق النقد الدولي بأن يتجاوز حجم اقتصاد الصين بحلول العام 2016 نظيره الأمريكي من حيث تعادل القوة الشرائية، وترى العديد من المؤسسات البحثية الدولية أن الاقتصاد الصيني أصبح منذ العام 2010 الأول في العالم وهذا ما أكده الباحث الاقتصادي أرفيند سوبرامانيان من معهد برينستون الأمريكي في حين اعتبرت دراسة أجراها مؤخرا الخبير الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا روبرت فينسترا أن الزعامة الاقتصادية العالمية ستنتقل إلى الصين في العام 2014م.
نقلا عن صحية الشرق القطرية