عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عماد الدين اديب يكتب :العرب.. حالة إغماء لذيذة!

بوابة الوفد الإلكترونية

دول الأطراف التي تحيط بالمنطقة العربية؛ تركيا وإيران وإسرائيل، لم تعد أطرافا ثانوية تؤثر عن بعد في ما يواجهنا من مشكلات وتهديدات، بل أصبحت أطرافا فاعلة في أراضينا ومجتمعاتنا وحدودنا. والمؤلم أن العالم العربي ككتلة ليست لديه سياسة واضحة ومنتظمة تجاه هذه القوى الثلاث؛ تارة تغازلها وتارة تقاطعها، تارة نوقع اتفاقات معها، وتارة نخوض حروبا ونمول قوى مضادة لها.

ولنبدأ بالحالة التركية التي يُنظر لها على أنها شريك استراتيجي وقوة سنية كبرى في المنطقة ذات ثقل اقتصادي وتجاري وعسكري، نعقد معها الاتفاقات ونجري معها المناورات العسكرية، لكننا لم نستطع أن نجذبها من مواقفها تجاه كردستان، وتجاه الحزام الأمني في سوريا، وتجاه التنسيق العسكري بين المؤسسة العسكرية التركية ونظيرتها الإسرائيلية. أما إسرائيل، فهي العدو الاستراتيجي التاريخي للأمة العربية، بعضنا وقع بالفعل معه معاهدات سلام مثل مصر والأردن، والبعض الآخر لديه مسودة قابلة للتوقيع، مثل سوريا، والطرف الآخر لديه علاقات سرية ومكاتب تمثيل خاصة. وما زالت المبادرة العربية للسلام التي طرحت في قمة بيروت ملقاة على طاولة الطرف الإسرائيلي، ودونما أي إصابة عملية أو تحرك إيجابي، وما زال الجانب العربي يدرس ولمدة 12 عاما أي رد فعل عليه أن يتخذه تجاه الموقف السلبي الإسرائيلي.
ونأتي للطرف الثالث في تلك المعادلة، وهو إيران، وعلى الرغم من كونها دولة إسلامية وذات تاريخ وروابط مشتركة مع المنطقة العربية، فإن الرؤية الفارسية الفكرية، والتشدد المذهبي الشيعي، والتطرف السياسي للحرس الثوري هي بمثابة قنابل موقوتة.
ولم نعد نعرف أيها أكثر خطرا؛ هل الجنون الإسرائيلي، أم التصعيد الإيراني المستمر، أم الانتهازية السياسية للسياسة التركية؟ لم نعد نعرف أيهم

أكثر تهديدا للأمن العربي، هل هو الجنرال الإسرائيلي العاشق للدماء، أم أصحاب العمامات في طهران الراغبون في تصدير الأفكار والمذاهب، أم أصحاب ربطات العنق الفاخرة من تجار أنقرة وإسطنبول الذين يرغبون في بيع وشراء أي شيء؟
دول الأطراف هي بالتأكيد معضلة بالنسبة لنا، ولكن المعضلة الأكبر هي أننا حتى هذه اللحظة لا نعرف بالضبط كيف ندير العلاقة مع هذه القوى من خلال رؤية استراتيجية طويلة الأمد قائمة على شبكة مصالح واضحة لا تعرف الالتباس.
المخيف أن الملف السوري تتداخل فيه تركيا وإسرائيل وإيران بشكل قاطع وحاسم. نحن أمام قلق إسرائيلي من تدهور الوضع في سوريا، وقلق إيراني من سقوط نظام الأسد وما يتبعه من تداعيات، وأمام رعب تركي من بقاء نظام الأسد بشكل واضح أو من خلال إقامة دولة علوية على الساحل السوري.
صراع المصالح والإرادات بين تل أبيب وأنقرة وطهران قد ندفع ثمنه غاليا إن لم نتدخل بشكل إيجابي بعيدا عن الآيديولوجيات والعقد النفسية، وندير هذه الأزمة بشكل لا يجعلها تنفجر في وجوهنا وتصيبنا في مقتل!
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط