رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد صالح المسفر يكتب :سوريا وإيران والخليج العربي

بوابة الوفد الإلكترونية

قلبي يتقطع كلما شاهدت الأخبار المذاعة على شاشات التلفزة العربية والأجنبية وهي تبث أخبار ما يدور على الأراضي السورية الحبيبة، وآثرت أن أتابع الأخبار عبر جهاز الراديو.

شعب يذبح يوميا، كان السلاح الموجه إلى صدور الشعب المطالب بالحرية والكرامة واختيار نظام حكمة هو كلاشنكوف ومسدس وعصا مكهربة، وكان عدد الشهداء لا يزيد يوميا عن عشرة شهداء من المتظاهرين غير المسلحين، واليوم وبعد مرور أكثر من ثمانية عشر شهرا أصبح السلاح الموجه ضد الشعب السوري طائرات حربية لم نشاهدها للدفاع عن الحدود السورية والاختراقات الإسرائيلية للأجواء السورية، اليوم هذه الطائرات " ميج " بكل أنواعها وطائرات الهليكوبتر المقاتلة تصب حمم نيرانها على الشعب السوري دون تمييز، وكذلك مدفعية ثقيلة بعيدة المدى تقصف مدنا وقرى وممتلكات ومزارع دون تمييز. الجيش العربي السوري كان يعد لمواجهة جيش الكيان الصهيوني وأصبح اليوم يواجه الشعب بكل طوائفه ومكوناته من أجل حماية بشار الأسد ومجموعة من أصحاب المصالح المرتبطين معه والإبقاء عليهم في حكم سوريا الحبيبة حتى ولو أفنوا ثلاثة أرباع الشعب العربي السوري.
(2)
عندي اقتناع غير قابل للشك بأن معظم الطيارين العسكريين الذين يقومون بغارات على المدن السورية وتدميرها بطرق عشوائية معظمهم ليسوا من الطيارين السوريين ولا أستبعد أن يكونوا طيارين روس أو من حلفاء الروس المجندين للحرب إلى جانب شبيحة بشار المدربين على طائرات الميخ بكل أنواعها لأن النظام لا يثق في جيشه الذي يتزايد عدد المنشقين عنه بشكل يومي، وأزعم بأن معظم المقاتلين في حرب المدن السورية معظمهم من الحرس الثوري الإيراني وكوادر حزبية أخرى مدربة على حرب المدن معظمهم من العراق الذي يهيمن عليه حكم طائفي استبدادي ظالم والحرس الثوري الإيراني وجيش القدس الإيراني وقوى أخرى لهم مصلحة في بقاء بشار في حكم سورية ولو على أسنة الرماح. خامنئي المرشد الأعلى لثورة إيران يطالب فيلق القدس الإيراني بالقيام بأعمال إرهابية لحماية الرئيس بشار كي لا يسقط نظامه لصالح الشعب السوري (الفجر 23 / 8) لا ريجاني يقول:" إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا مقدمة لسقوط الكويت ". مهما قيل عن نفي هذه الأقوال إلا أن هناك حقيقة في العقل الباطني الإيراني مؤداها أنه في حالة سقوط بشار الأسد فإن التمدد الإيراني عبر البصرة وعملائه في بغداد يؤدي إلى حتمية احتلال الكويت ومنها يكون الطريق مفتوحا نحو البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية باستخدام الخلايا النائمة في المنطقة والزحف المليوني. قد يقول أحد أصحاب الذرائع وما أكثرهم في مجالس حكام الخليج بأن إيران ليس لها القدرة على فعل ذلك لأن القوات الأمريكية منتشرة في دول المجلس، لكني أجزم بأن الأمريكان لن يضحوا بجندي واحد من جنودهم حماية للنظم الحاكمة في الخليج العربي لأن الغرب كلهم يؤمنون بأن إيران

ستكون الضامن الحقيقي لمصالحهم في المنطقة وكلا الطرفين الغرب وإيران لا يريدان خيرا ولا استقرارا للعرب. أٌذكّر كل صاحب بصر وبصيرة من حكامنا الميامين ألم تبذلوا الغالي والنفيس من أجل قهر العراق بالتعاون مع الغرب وماذا كانت النتيجة؟ خسرتم العراق كقوة عربية وربحته إيران وأنتم على الأرائك متكئين.
(3)
يجري في العالم العربي اليوم حملة تثقيف على كل الأصعدة بوعي أو دون وعي بأن إيران يجب أن تكون جزءا من الحل في المسألة السورية، وهذا في حد ذاته نكسة كبرى للعمل العربي الممزق إن قبل هذا المشروع. إنكم سوف تسجلون على أنفسكم سابقة خطيرة، كغيرها من السوابق، وهي في حال قبول إيران كجزء من الحل في سوريا فعليكم أن تقبلوا بها كجزء من الحل في كل من الكويت والبحرين ولا أستبعد المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وكذلك اليمن ولبنان ومعنى ذلك أن إيران ستصبح اليد العليا في المنطقة فماذا أنتم فاعلون؟ الطوفان قادم، وعليكم أن تسارعوا في تحصين الأوطان بقوى وطنية وإصلاحات جوهرية وتحالفات عربية صادقة.
(4)
أرجو أن يفهم قولي بوعي مطلق دون تحريف أو تعصب في الشأن الإسلامي هناك أصوات نشاز مرتفعة وأفعال غير مبررة، منها الدعوة إلى تدمير أضرحة الأولياء أو أضرحة آل البيت أو التماثيل لقيادات عربية إسلامية في بعض الدول العربية، إن المساس بهذه المواقع تدميرا أو غير ذلك لن يزيد في الإسلام لأن هذه الأضرحة والمراقد والتماثيل كانت قائمة منذ أزمان وأزمان والإسلام لم يتوقف بل تزايد المعتنقين له في كل أرجاء الدنيا. فهل يصمت هؤلاء المكفرون والمنفرون والمجتهدون بغير علم عميق في أمور الدين والدنيا لتتفرغ الأمة لمواجهة المحن التي تحاك ضدها.
آخر القول: اللهم اجعلنا من الذين يدعون إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية