رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمد الماجد يكتب :مرسي و«عدم الانحياز» لإيران

بوابة الوفد الإلكترونية

زيارة الرئيس مرسي لإيران «ضربة معلم»، صحيح أن قرار الزيارة كان مثيرا للجدل بحكم أن إيران تمثل الداعم الرئيسي والأقوى لنظام بشار الذي يرتكب أبشع الجرائم في حق شعبه،

ومع ذلك فقد تحول القرار في نظر منتقديه من مثير للجدل إلى مثير للإعجاب بعد كلمته في المؤتمر وتنديده الصريح بنظام بشار وتأييده الثورة السورية لإسقاط النظام. ضربة المعلم الخارجية هذه ما كانت لتتم لولا «ضربة المعلم» المحلية التي سبقت سفره لطهران بتصحيح وضع منصب رئاسة الجمهورية وتجميعه لخيوطها التائهة وإقالته لأشرس وأخطر منافسيه، فكانت الضربة «المحلية» الأولى سلما صعد عليه بثقة لتوجيه الضربة «الخارجية» الثانية. أرادت إيران لمؤتمرها أن يكون لعدم «الانحياز» للدول الكبرى فأراده الرئيس مرسي عدم «انحياز» مصر لإيران، «فانحاز» كثير من منتقديه من الهجوم عليه إلى تأييده.
بكل المقاييس، كان تنديد مرسي الصريح بنظام سوريا وتأييده لثورة شعبها لإسقاط بشار توبيخا غير مباشر لإيران التي ناصرت ظلمه وساندته ماديا وعسكريا ودوليا وإعلاميا، وكان ربط مرسي لمعاناة الشعبين الفلسطيني والسوري من ظلم النظامين الإسرائيلي والسوري ضربة معلم أخرى موجهة لدعوى الثورة الإيرانية نصرة المحرومين والمظلومين. ولهذا لم يكن مستغربا الارتباك والإحراج الذي بدا على القيادة الإيرانية بسبب خطاب مرسي المفاجئ، مما أوقع مترجميها الرسميين المرتبكين في فضيحة تزييف كلمة الرئيس والكذب عليه وتقويله ما لم يقله جهارا نهارا، فحشروا البحرين في كلمته بدل سوريا، وحذفوا ترضيه على الخلفاء الأربعة، وجرى تراشق مذهبي غير مباشر أشبه بالحرب الباردة بين الرئيسين مرسي ونجاد، فالأول ترضى على (جميع) الصحابة، بينما ترضى الثاني على الصحابة (المنتجبين) فقط، وهذه في قاموس المذهب الشيعي تعني عددا محدودا جدا من الصحابة لا يتعدى عند بعضهم أصابع اليد الواحدة بالتأكيد ليس منهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وعنكم.
في تقديري، ثمة رسائل أراد مرسي أن يوجهها عبر ترضيه الصريح على الخلفاء وذكرهم بأسمائهم ثم وصفهم بـ(سادتنا)، وكان بمقدوره أن يتجنب هذه المنطقة الملغومة شيعيا، وهو بين ظهراني معقل التشيع وتحت ضيافة سدنته، بالاكتفاء بالصلاة والسلام على الصحب والآل، لكنه

ركز عليها وسمى الخلفاء كما لو كان يلقي درسا في فضائل الصحابة وليس كلمة سياسية في مؤتمر لعدم الانحياز، إحدى هذه الرسائل موجهة لقادة إيران بأن خطاب حركة الإخوان الذي كان يقوم على استراتيجية عدم منازلة أتباع المذهب الشيعي والعمل معهم على المشتركات وغض النظر عن المختلف عليه قد جرى استغلاله من قادة إيران بطريقة لئيمة لإحداث شرخ في نسيج مصر المذهبي المتناغم، وذلك بالتبشير بالتشيع وزيادة أعداد المتشيعين حتى يكونوا مطية لنفوذ سياسي إيراني. وهذا ما حدث بالفعل في عدد كبير من دول العالم السني، فأراد أن يقول بأن محورية مصر وثقلها ليس سياسيا فقط بل إسلامي أيضا، وأن مصر إلى جانب السعودية تتشرفان بالدفاع عن العالم السني الذي تحاول إيران اختراقه وتفكيك عقد انتظامه.
تبقى مسألة دعم وتعزيز الموقف المصري من إيران الأهم في هذا السياق، إذ يجب أن تفصل الخصومة الأيديولوجية مع القيادة المصرية الجديدة عن تعزيز الموقف المصري القوي تجاه طهران والذي شدد العزلة والضغط على نظام سوريا وحليفتها إيران كما تقول صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. فإذا كان هذا موقف أحد رموز حركة الإخوان الأم من إيران فهذا مؤذن بتخلخل علاقة بقية فروعها مع إيران، خاصة حركة حماس.
باختصار، الموقف المصري الأخير في طهران فرصة ذهبية لاستمرار إنهاك النفوذ الإيراني في عالمنا العربي ثم إيقافه عند حده.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط