رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فرحان العقيل يكتب :هل وصلت عدوى الربيع العربي إلى واشنطن؟

بوابة الوفد الإلكترونية

كان الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية الأسبوع الماضي نقلاً عن المتحدثة باسم النيابة الأمريكية في ولاية جورجيا الأمريكية عن اعتقال أعضاء خلية من جنود وضباط الفرقة الآلية الثالثة للمشاة في قاعدة "فورت ستيورات" العسكرية كانوا يخططون لاغتيال الرئيس أوباما والعمل على قلب نظام الحكم الأمريكي.

كان ذلك الخبر غير عادي بالمقاييس السياسية والنظرة العالمية لسياسة البيت الأبيض الداخلية وتحديد مستوى رضا العامة هناك في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أسست في العام 1776م وصيغ دستورها. فيبدو أن الربيع العربي قد توسع نطاقه ليشمل العالم الجديد رغم ديمقراطياته وفيدرالياته وانتخاباته المستمرة لتداول السلطة ورغم الجيوش والآليات الضخمة التي وصلت بها أمريكا إلى كوكب المريخ حديثاً. إلا أن المجتمعات الإنسانية ورغم حصيلها الفكري تظل غير عصية على التحول والتبدل مهما بلغت من الرقي الديمقراطي وفرشت أمامها مساحات الحرية إذ تظهر دائماً علامات الفروق والنسبية في الرضا بادية بين جموعه حتى لو اجتهدت المؤسسات السياسية ووسائلها الإعلامية الضخمة في رسم صورة عامة لذلك الرضا. أيضا كان خبر جماعة "FEAR" يكسر قناعة اكتسبتها قديما ولو بشكل فردي حينما قرأت مقابلة صحفية في جريدة الحياة اللندنية عام 1989م مع أحد الساسة الأمريكان عندما سأله الصحافي عن سر الاستقرار السياسي في أمريكا وانسيابية التحول في قيادة البيت الأبيض بين الجمهوريين والديمقراطيين هناك. فكان جواب ذلك السياسي "الذي لا أذكر اسمه" مختصراً قال فيه: "إن ذلك يعود إلى عدم وجود سفارة أمريكية في واشنطن".. ويبدو أن الجواب لم يكن ذهبياً يحمل صفة الديمومة فالقناعات متبدلة هي الأخرى تبعاً للتحول في المجتمعات الإنسانية ونمطية معاشها كما يبدو أيضا أن معين الفكر الإنساني ونزعاته تظل واحدة تلتقي بفطرية الإنسان دائماً في كل العصور والمجتمعات فيجنح إلى التمرد وعدم القبول أو بسط عدم القناعة حتى بالقوة. ورغم أن حركة تلك الجماعة المعادية للحكومة الأمريكية ويطلق عليها أسم "FEAR" تحت السيطرة بعد انكشاف أمرها إلا أن ظهورها وتوقيته الزمني يعد حدثاً يلفت نظر كل المهتمين والمتابعين للشأن الأمريكي ومستوى حصانة المجتمع هناك من العدوى السياسية

التي أخذت في التشكل والتحول الآن بشكل غريب يشابه تحور الفيروسات المعادية لصحة الإنسان وهو ما نستخلص منه أن الديمقراطية على الطريقة الأمريكية لا تعد قمة نتاج الفكر الإنساني في عالم السياسة طالما ظلت المجتمعات هناك تفرز فكراً معادياً لمكونها بل ويستخدم قوة السلاح من أجل التغيير. وحيث كنت أحسب أن إجابة ذلك السياسي مجرد طرفة من طرائف السياسة التي لا تجلب لمتلقيها سوى الابتسامة اللحظية فقط فقد حملت تلك الطرفة أيضاً مغزى عميقاً يبرهن على هيمنة الولايات المتحدة وقدرتها على صناعة التغيير في كل العالم فقد سبق ذلك الحديث أفول الاشتراكية ومعقلها السوفيتي وتزامنت تلك المقولة مع سقوط جدار برلين وتحول العالم إلى أحادية القطب وتبرعم الاتحاد الأوروبي ليغدو في صيغته العالمية الحالية. أيضاً ربما كان ذلك السياسي يخوفنا جميعاً من السفارات الأمريكية وما يجري خلف أسوارها المحصنة فهناك تبذر جذور التغيير في المجتمعات وتصاغ المجتمعات الجديدة وفقاً للرؤية الأمريكية. بيد أن الحقيقة المسلم بها أن للشعوب حرية أقوى من كل مؤثرات التغيير وبذوره الخارجية وشعارات الحرية المزيفة ليظل الإنسان في كل مكان يحمل نفس الفكر الذي يرنوا دائما إلى الانعتاق من كل قيد مجحف لإنسانيته لذلك تتبرعم في معقل الحرية بذور التمرد. فهلا تنبه الإنسان في كل مكان إلى قياس الرضا عنه حتى لا يصدم بالقوة نحوه.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية