عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسامة غريب يكتب :يالَهَوان الكتابة!

أسامة غريب
أسامة غريب

الشاعر الكبير سيد حجاب هو واحد من أبرز الشعراء في عصرنا وأكثرهم موهبة وتوقداً. ظهرت بواكير قصائده منذ الستينات، ودفع به احساسه العالي وقدرته على تطويع المعاني الى مقدمة الصفوف.

كما غنى كلماته الكثير من المطربين والمطربات.غير ان الجمهور الواسع لم يتعرف عليه من خلال دواوينه الشعرية مثل ديوان «صياد وجنيّة» ولا من خلال ندواته ولقاءاته الثقافية ولا حتى من خلال أغانيه المذاعة بالراديو، وانما اندلعت شهرته الواسعة وما صاحبها من حب الناس من خلال تترات المسلسلات التي كتب العشرات منها طيلة السنوات السابقة مثل «ليالي الحلمية» و«أرابيسك» و«العائلة» و«الأيام» و«المرسى والبحار» و«الوسية» و«بوابة الحلواني» و«أميرة في عابدين» و«الليل وآخره» وغيرها. وما ينطبق على سيد حجاب في هذا الشأن ينطبق أيضاً على شاعر كبير وأصيل هو عبدالرحمن الأبنودي الذي كتب أشعاراً ودواوين عديدة بداية من «الأرض والعيال» ثم «الرحمة» و«جوابات حراجي القط» و«أحمد إسماعيل» و«أنا والناس» و«سيرة بني هلال» و«المشروع والممنوع» وغيرها، كما كتب عشرات الأغاني لكبار المطربين، ومع ذلك فان الجمهور الواسع تعرف عليه بصورة أكبر من خلال المسلسلات التي تابعها الملايين على الشاشة والتي شكلت مقدماتها ونهاياتها الغنائية جزءاً أساسياً من دراما الأحداث، ومنها مسلسل أبو العلا البشري ومسألة مبدأ والنديم وذئاب الجبل وغيرها. واستطيع القول أنه من بين كبار الشعراء أصحاب الذيوع والتأثير يقف الشامخ أحمد فؤاد نجم منفرداً بحسبانه الشاعر الوحيد الذي طبقت شهرته الآفاق وعبرت الحدود دون ان يساعده التلفزيون أو الإذاعة عندما كان ممنوعاً من الاقتراب منهما أثناء المنع والحصار الحكومي له ولصاحبه الشيخ إمام.. ولكن هذه الحالة تعتبر استثناء ولا تنفي فضل التلفزيون على المبدعين في إيصال أصواتهم للناس أسرع من أي وسيلة توصيل أخرى.
ولا يقتصر التأثير الواسع للتلفزيون على الشعراء وكتاب الأغاني فقط، لكنه طال أديباً موهوباً بحجم أسامة أنور عكاشة بدأ حياته قاصاً وكاتباً للرواية لعدة سنوات كتب خلالها المجموعة القصصية «خارج الدنيا» عام 67 ورواية «أحلام في برج بابل» التي نشرت عام 1973 والمجموعة القصصية «مقاطع من أغنية قديمة»

ثم رواية «منخفض الهند الموسمي» ورواية «وهج الصيف» وأخيراً «سوناتا لتشرين» التي نشرت عام 2010، غير أنه قرر في منتصف الطريق ان يلج باباً جديداً يصل من خلاله الى جمهور أوسع، فاتجه لكتابة الدراما التلفزيونية، وقد برع فيها وقدم أجمل ما عرض على الشاشة من الفن الدرامي التلفزيوني من أول «أبواب المدينة» مروراً بالشهد والدموع والحب وأشياء أخرى وعصفور النار ومازال النيل يجري وعفاريت السيالة وكناريا وشركاه حتى عمله الأخير «المصراوية». خلال هذه الرحلة الفنية الطويلة التي قدم فيها عكاشة الرواية والقصة والمسرحية والتمثيلية والفيلم لم ينجح أي منتج في ان يربط بينه وبين الجمهور بهذه الدرجة الحميمة سوى الدراما التلفزيونية التي قدمت على شكل مسلسلات جلس الناس في انتظارها خصوصاً في شهر رمضان..وأشهد ان بعض مسلسلات أديبنا الكبير كانت تخلي الشوارع من المارة في المدن العربية أثناء عرضها.
وشخصياً يمكنني أن أشهد للتأثير الرهيب للتلفزيون في التعريف بالكتاب والشعراء في مجتمعاتنا التي تنخفض فيها نسبة القراءة الى درجة مخجلة بينما ترتفع نسبة المشاهدة الى عنان السماء. لقد كتبتُ القصيدة الشعرية والمقال الصحافي والرواية والقصة القصيرة، وكتبي بالمكتبات تحقق مبيعات عالية والحمد لله..ومع هذا ففي العادة حين يسلم الناس على في الشارع فانما يفعلون هذا معي باعتباري فلاناً الذي شاهدوه بالتلفزيون ضيفاً على برنامج كذا..فيالهوان الكتابة!.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية