رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محيى الدين تيتاوى يكتب :أمطار وفيضانات الخير والبركة!!

بوابة الوفد الإلكترونية

الأمطار هذا الموسم ما شاء الله.. نهر النيل نحمد الله فائض من أول مرة المياه عند الخرطوم في مستوى فيضان 88، الأمر الذي أغرق الخرطوم كلها.. القاش فاض وامتلأ وخرج يمشي في الطرقات.. ألا يستحق كل هذا وقفة.. ونظرة.. وتأمل ألا يعني ذلك أن الله أراد بذلك أن يرد على كيد الكائدين ويقول لهم إنه يحفظ هذه البلاد من شرور البشر.. أليس في ذلك التأكيد على أن الله عز وجل ينصر من ينصره.. ويرسل له الماء الذي يحي كل شيء؟ ألا يوحي كل ذلك لنا بأن نتنادى ونصلي صلاة شكر خالصة لله تعالى أن روى أرضنا كلها من دارفور وحتى نهر القاش ومن فيكتوريا وحتى تانا.. ألا يفرض كل هذا الذي نشهده حتى في الشمالية الصحراوية التي لا تضع أي حسابات للأمطار أن يصلي أهلها بالمطرة الوحيدة التي هطلت هناك وغسلت بيوت الأرضة التي تأخذ بخناق سيقان النخيل وتنخر فيها، أليس في هطول الأمطار في بقاع أرضنا إشارة إلى أن نزرع الأرض كلها ونحقق الإعجاز الذي يقول إن السودان سلة غذاء العالم، ثم نمد لساننا للمنظمات الدولية التي تريد أن تتدخل في شأننا الداخلي في جنوب كردفان والنيل الأزرق بحجة إغاثة أهل هاتين المنطقتين.

نحن حتى في هاتين المنطقتين لسنا بحاجة إلى البسكويت المنتهية صلاحيته ولا اللبن الجاف الفاسد.. ولا غير ذلك من المعلبات النافدة.. الإنسان هناك بحاجة إلى التقاوي المحسنة.. والزراعات والحاصدات والتمويل طالما أن هناك أمطارا.. وهناك إرادة حرة.. وهناك أمن وحراسة له من هجمات المتمردين والخونة من بعض أبناء المناطق تلك.. المواطن هناك يحتاج للأمن والأمان والاستقرار.. ولو تحقق ذلك فهو قادر على أن يكيف حياته مع الطبيعة.. وقادر على توفير احتياجاته من عمل يده وقادر على الاستغناء عن الإغاثات

وأجندة الغرب ومنظماته التخريبية.
نحن ينبغي علينا أن نحقق أكبر فائدة ممكنة من (حصاد المياه) التي تجمعت بصورة أكثر مما أعددنا وفي مساحات كبيرة لم تكن في إطار توقعاتنا.. مما يدعونا إلى الانصراف نحو تكريس هذه الكميات الكبيرة من حصاد الأمطار والسيول والفيضانات لتعزيز قدراتنا الزراعية.. وبلاش حكاية كارثة(السيول والفيضانات) دي لأن المياه عمرها ما كانت كارثة والماء هو الذي وصفه المولى بأن جعل منه كل شيء حي..النباتات.. الحيوانات.. الإنسان.. هي رحمة كبرى بأن توفر لنا كل هذا القدر من المياه.. صحيح سوف تتخرب بعض المنازل.. وتجرف بعض المزارع.. ولكن جملة الفوائد كبرى بكثير من كل الخسائر.. ولهذا فالواجب أن نطلق على حالتنا هذه رحمة وفضل من الله وكرم وجود منه سبحانه وتعالى إذا تمكنا من استغلال كل هذه المياه بالصورة السليمة.. وابتعدنا قليلاً عن السياسة ليتحدث الإنجاز.. وليظهر الإنتاج.. وبالإنتاج لن نحتاج.. لا إلى قمح أمريكا.. ولا إغاثات المنظمات منتهية الصلاحيات ولا إلى أي وصاية من منظمات الأمم المتحدة الخربة.. صحيح سوف تصيبنا بعض الدسنتاريا والملاريا بسبب المياه الراكدة التي ستولد الذباب والبعوض ولكن هذا أفضل لنا كثيراً من الإغاثات الملغومة والدعومات المفخخة
نقلا عن صحيفة الحياة