عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريف عبدالغني يكتب :(مرسي) يتلقى الأوامر من قطر!

بوابة الوفد الإلكترونية

حينما كان المخلوع حسنى مبارك يقوم بجولة خارجية، كانت ميليشياته الإعلامية وكتبته الخصوصيين وفريق منافقيه يبدؤون وصلتهم المعتادة: الجولة تاريخية.

سيادة الرئيس لا يكف عن السفر ولا يتوقف عن الترحال لمصلحة الوطن والشعب. مبارك يبذل جهوداً خرافية ويسـخر صحته من أجلكم يا شعب.. ينزل من طائرة ليركب أخرى وينتقل من مطار إلى مطار وهو يحمل في نغاشيش قلبه وننـي عينه أبناءه المصريين.
لما تكون الجولة في دول عربية كانت «إكليشيهات» الوحدة والتضامن و «التلاحم» تخرج من الألسن. بخصوص «التلاحم» أظهرت مقالات الكتاب ورؤساء التحرير الذين اعتادوا صحبة كبيرهم في زياراته أن المقصود بـ»المصطلح» ليس «اللحمة» العربية -بضم الحاء- ولكن «اللحمة» العربية بفتح الحاء!! أحدهم كتب عن «البعرور» الذي ذبحوه لهم في إحدى الدول الشقيقة، وراح يتغزل ويصف مذاق لحمه الشهي، والكميات التي التهمها منه بالهنا والشفا وعلى مقربة منه سيادة الرئيس مبتسماً. هذا المقال التاريخي لذلك الكاتب المنتشي بـ»البعرور» جعل من الأنسب أن يتم استبدال تعبير «الوفد المرافق للرئيس» بـ»الوفد المفجوع مع الرئيس»!
إذا حدث وتطرقت مباحثات مبارك مع مسؤولي الدول التي زارها إلى المشروعات المشتركة وزيادة الاستثمارات في مصر ودعم اقتصاد الدولة، اعتبروا أن أي دولار يدخل الخزانة العامة فتحاً من الله ونصراً مبيناً، لم يكن ليحدث لولا علاقات سيادة الرئيس وحب الأشقاء له.
وحينما كان مبارك يستقبل حاكماً شقيقاً أو مسؤولاً صديقاً، كانت نفس «الديباجات» تخرج من الأدراج عن حب العالم لمصر، وحرص الزعماء على القدوم للقاهرة للشرب ليس من النيل، ولكن من بحر حكمة سيادة الرئيس. أما وقد تم خلع مبارك من السلطة، وراح وراحت أيام «البعرور» و «الكبسة»، فقد حزن السادة «المفاجيع» أصحاب الكروش الممتلئة بأكل السحت وأموال المؤسسات الصحافية القومية التي حولوها من ملكية الشعب إلى عزب خاصة بهم. حزنهم جعلهم يصممون على الانتقام من الرئيس الذي أتى بعد حبيبهم وراعيهم، وحرمهم من متعة «اللحمة العربية».. بفتح الحاء!
وعلى هذا وقفوا للرئيس محمد مرسي يعدون عليه زياراته وأنفاسه. عندما توجه إلى السعودية بعد توليه السلطة، نسوا عبارات الوحدة والتضامن العربي والتعاون بين الأشقاء، وحاصروه بالانتقادات: لماذا يزور السعودية وليس السودان جارنا الجنوبي أو ليبيا جارنا الغربي.. كيف يذهب ويطلب دعم الاقتصاد المصري.. أين الكرامة الوطنية.. ثم هل يصح أن يترك قضايا الداخل ومشاكل مصر ليذهب في رحلات خارجية ليس هذا وقتها ولا زمانها ولا مناسبتها؟
ولما استقبل الرئيس سمو أمير دولة قطر بالقاهرة، فإنه لم يعجبهم أيضاً. وجدوها فرصة للنواح وخرجوا يولولون: عشان تصدقوا لما قلنا: إن القطريين عاوزين يسيطروا على مصر.. و «مرسي» هيسـلمهم البلد تسليم مفتاح.. ثم إن مبلغ الـ 2مليار دولار التي قدمته قطر وديعة في البنك المركزي المصري ليس المقصود منه دعم اقتصاد الدولة بل دعم «الإخوان».
تقول لهم: يا جماعة «البعرور».. قطر دولة عربية شقيقة تحتضن بكل حب منذ عقود عشرات الآلاف من المصريين، لم نسمع أحدهم يوماً يشكو من سوء معاملة أو تمييز مثلما حدث في بعض الدول الأخرى، وعلاقة القطريين بالمصريين يشوبها الاحترام والمودة، وهناك الكثير من المواقف التي تبين هذا الحب آخرها حرص سمو أمير قطر على الحضور بنفسه إلى القاهرة لتقديم واجب العزاء لأسرة مدرس مصري سبق له التدريس لسموه في الدوحة.
يردون وكأنهم أتوا بالحجة الحاسمة: وهل نسيت أن قطر بها قناة الجزيرة والشيخ يوسف القرضاوي!
هنا لا تستطيع مجاراتهم. الحماقة أعيت من يداويها. سعد زغلول قالها زمان: «مفيش فايدة». هؤلاء الذين أساؤوا لسمعة مصر في العالمين حينما خفضوا من

قيمة بلد عمره 7 آلاف ووضعوه في منافسة مع قناة فضائية ظهرت قبل بضع سنوات، ومع شيخ جليل يعتبره كثيرون علامة عصره. أي تقرير لـ»الجزيرة» يكون هدفه إسقاط مصر، وكل كلمة انتقاد وجهها «القرضاوي» لنظام كبيرهم المخلوع يعد خيانة وطنية.
لم أكن أبالغ حينما كتبت في عدد الجمعة 20 أبريل الماضي بـ»العرب»: إنه طوال عصر مبارك كانت أجهزة أمنه وفيالق إعلامه ورجال مطبخه السياسي وسفرجية قصره الحاكم، ينشرون بين الناس فـزاعتين أساسيتين: الأولى «الإخوان المسلمون»، والثانية «قطر».
لم يتركوا نقيصة إلا وألصقوها بـ»الإخوان»، ولم يأتوا بمؤامرة إلا ونسبوها لـ»قطر». سنوات وعقود ونحن نسمع من رجال السلطة وتوابعهم عن «خطط» و»مخططات» الجماعة لقلب النظام. زادوا في الحديث عن «الشبكات الدولية» و «العلاقات العنكبوتية الإخوانية» من شرق المعمورة لغربها. سردوا حكايات واخترعوا مواقف عن الخطر التاريخي للجماعة، لكن المفارقة أنها كلها تتنافى مع المنطق والواقع، وهو أن «الإخوان» كانوا ضيفاً دائماً ومستقراً في سجون ومعتقلات كل الأنظمة. ربما كانوا يبررون اعتقال «الجماعة» بالترويج والتهويل عن خطورة أفرادها. كبارهم دفعوا الثمن قبل صغارهم، وكثيرون قضوا من التعذيب. في عهد مبارك وحده تعرض نحو 100 ألف «إخواني» للسجن. للأسف استعان الإعلام الحكومي في نشر كذبه الفاجر بمجموعات من المثقفين اليساريين الذين سبقوا ونالوا نصيبهم من التعذيب والنفي والاعتقال، وذاقوا مرارة الظلم. إعلام غبي لم يتعلم الدرس، فزيادة حدة الحملات جاءت - كالعادة- بنتائج عكسية.
ذكرت أن «قطر»- كما يروجون- رأس كل مؤامرة كونية، وتستهدف السيطرة على العالم. إذن من الطبيعي بعد اللقاء الأخير بين القيادتين المصرية والقطرية، أن تبدأ فرق «الندب» و «الولولة» الإعلامية في النبش في خلفية الدكتور محمد مرسي ونشر خرافة أنه لم يحضر المقابلة بصفته رئيساً لمصر ولكن كعضو «إخواني». لم يكتفوا بهذا، وإنما ربطوا بين اللقاء وبين القرارات الحاسمة الأخيرة التي اتخذها الرئيس المصري باستعادته سلطاته كاملة من «المجلس العسكري» تنفيذاً لتعهداته أمام الشعب، وقالوا في خفة واستهانة: إن «مرسي» تلقى أوامر بهذا الشأن خلال المقابلة!
الرئيس مرسي أثبت براعة فائقة منذ توليه السلطة في التعامل مع بقايا نظام مبارك ومن كانوا يمسكون بزمام الأجهزة السيادية، لكن مهمته صعبة مع فريق «الندب «الإعلامي» من «المفاجيع»، خاصة أنه لا يملك الوسيلة الوحيدة لاحتوائهم.. وهي ذبح «بعرور» يومياً ليكفى كروشهم!!
نقلا عن صحيفة العرب القطرية