عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. نافع غضب الدليمي يكتب:جنود مصر ضحية جنرالات «مكملون للدستور»

نافع غضب الدليمي
نافع غضب الدليمي

غير مقبول أن يمر عدوان الجبناء على جنودنا المصريين في سيناء. وما خلفه من شهداء. وكشفه من تقصير في نظام القيادة والسيطرة دون أن يُعاقب أو على الأقل يستقيل أيٌ من الذين تهاونوا في واجبهم الأساس وهو حماية البلد مقابل إشغالهم العباد والبلاد طيلة الفترة الماضية في متاهات دستورية لإضاعة ثورة الشعب المصري العظيم وأهدافها.

فهل سيقبل شباب الثورة بذلك؟ لا يمكن بأي حال السماح لهؤلاء تغطية تقصيرهم في حماية الوطن. وتمرير هذه الجريمة من خلال إثارة مشاعر البسطاء من العامة كما يحاولون الآن. وخلق فتنة بين المصريين والفلسطينيين. كما فعلت أبواق الدعاية لنظام مبارك حينها بين المصريين والجزائريين.
الاعتداء آثم جبان بكل القيم والضوابط.. وقعه على النفس أكبر لاستهدافه جنودا بسطاء تزامناً والإفطار في شهر الصيام والرحمة. وأنا الذي أتذكر للجنود المصريين إنسانيتهم العالية حين كانوا يعملون في إطار قوات الأمم المتحدة في البوسنة. وبالتحديد في العاصمة سراييفو التي كانت تحت حصار خانق. حيث كانوا يستقطعون من وجبات طعامهم في المعسكرات ليعطوها خلسة أثناء دورياتهم في المدينة لبعض أطفال سراييفو. ذلك خشية ملاحقات الشرطة العسكرية لدول كبرى كانت تقود القوات الأممية. حينها كانت توجه للجنود المصريين تهم التعاطف مع السكان المحاصرين. أي أنهم كانوا متهمين بإنسانيتهم. كيف لا أوليس هم أفضل أجناد الأرض الذين نفتخر بهم.
أيٌ تكن هوية الأيدي التي ارتكبت هذه الجريمة الخسيسة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن العقل المدبر. فتأجيج المشاعر الوطنية والدينية وغيرها لدى بسطاء أي كانوا للاعتداء عن بسطاء آخرين بعنوان المقاومة ونظيراتها من قاموس أنظمة الممانعة بات للأسف أمراً معتاداً في ضوء الاختراقات الخارجية للمجتمعات العربية. فيما المسؤولون عن حماية هذه المجتمعات منشغلون بمصالحهم الشخصية أو بلملمة فلولهم للتحكم بعد الثورة. أو الأهم و «الأسمى» من كل ذلك ملتهون بـ «مكملات الدستور» لفرض مصالحهم في الدستور. باعتبارها مقبلات للوجبات السياسية الشهية لكبار عساكرنا المعتقين منذ زمن مَن وصفه شاعرنا الكبير أحمد فؤاد نجم بـ «سلامة المعسل».
المفارقة أن يكون هذا الاعتداء مناسبة للصهاينة للإشارة إلى ما اعتبروه نواقص أمنية في الجانب المصري. ما طرح بدوره تساؤلاً عن احتمال أن يكون هذا هو السبب من وراء الاعتداء. أو ليس هم الذي حذروا رعاياهم من التواجد في المناطق المحاذية لأسباب أمنية. إطلاق هذا التحذير يشير إلى أن لديهم معلومات مسبقة بشأن الاعتداء وأنهم على الأقل قد تركوا الجهة التي تقف وراءه تنفذه لأنه سيخدم ذات الهدف في تبيان نواقص الأمن على الجانب المصري. وإذا كان الأمر كذلك فمن هي هذه الجهة المخططة للتنفيذ. ومن هم أدوات التنفيذ.
هنا لا بد من التنويه إلى

أن التخطيط لاستهداف إنسان حتى لو كان عدوا في أكثر لحظات كينونته الإنسانية حساسية كلحظات نومه أو أكله. ناهيك عن إفطاره كصائم إنما ينم عن كره أعمى. ولا يمكن أن يصدر إلا عن عقلية مجبولة عقديا على الغيلة والغدر والكراهية وإثارة الفتن. هذه هي بالذات عقلية المدرسة «الفارسية الصفوية الموسوية» التي نخبر جرائمها الشنيعة الجبانة المنافية لكل القيم الإنسانية عبر التأريخ. وتكررت في العراق بعد الاحتلال ونراها اليوم في سوريا. بناء عليه لا يمكن تحليل جريمة الاعتداء على الجنود المصريين بجدية دون الأخذ في الاعتبار بصمات هذه المدرسة وتلاميذها أي كانوا المميزة بـ «الغيلة والغدر والكراهية ثم إثارة الفتن». إن كان الأمر كذلك فلماذا؟ الجواب أولا لمعاقبة حماس بسبب موقفها من نظام الأسد من خلال إثارة فتنة مع مصر. وثانيا إثارة فتنة أو رد صهيوني وإقحام مصر في صراع في وضعها الحالي. بما يحول الأنظار عن الجرائم الكبرى المحتملة لـ «أم المعارك» في حلب التي يعتبرها الأسد وحلفاؤه الإيرانيون حاسمة لوجودهم. أما عن الأيدي المنفذة فالتجارب تؤكد أن نقطة التماس المخادعة بين العقلية «الفارسية الصفوية الموسوية» ومجتمعاتنا العربية تكمن في اجتذاب وتجنيد بعض المغفلين من الحركات الصوفية الذين ينخدعون بما يُدعى من صلة القرابة التي تربطهم مع ملالي طهران تحت مسمى «العشيرة المحمدية» وهذه ضربت لها جذور في مصر بعد الثورة. وقبلها في فلسطين ودول عربية أخرى في المشرق والمغرب. وهؤلاء بدورهم يجندون مغفلين وبسطاء آخرين.. وهكذا.
يعي العرب والمصريون على رأسهم جيداً نواقص أمنهم. وإلا لما قامت الثورات لتأمين حرية وأمن الوطن والمواطن. لكن هل يمكن تحقيق ذلك بشخوص ذات القيادات المفصلية للأنظمة السابقة التي حولت الحرية والأمن إلى قمع وإذلال للوطن والمواطن..
نقلا عن صحيفة العرب القطرية