رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد فودة يكتب:أحداث سيناء وأصوات العبيد

أحمد فودة
أحمد فودة

هل هي مصادفة أن تكون الأصوات التي نادت من قبل بضبط النفس وعدم الاندفاع أمام كل جريمة كانت ترتكبها إسرائيل ضد جنود وضباط القوات المسلحة المصرية على الحدود المشتركة بين البلدين أثناء حكم نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.. أن تكون هذه الأصوات هي نفسها التي ترتفع الآن من أجل المواجهة.

ولكن ليس ضد إسرائيل بل ضد الشعب الفلسطيني المجاهد المصابر في قطاع غزة، بعد الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها جماعات متطرفة مدفوعة من جانب إسرائيل لتحقيق أهداف متعددة؟
هذه الأصوات التي لم تكن تجرؤ على الخروج عن الخط العام الذي كان يرسمه النظام السابق في مواجهة إسرائيل والذي كان يقوم على التنازل عن حقوق المصريين أيا كان حجم الجرم في حقهم.. تأتي اليوم لتطرح نفسها في صيغة وطنية، وتزايد على المواقف الرسمية لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي.. ليس لأنهم بالفعل وطنيون، لكن لأنهم يريدون إحراج الرئيس وإظهاره بمظهر أقل وطنية منهم.
هذه الأصوات لم تحترم دماء الشهداء وأدخلتها في آتون الصراع السياسي الدائر في البلاد بين الرئيس الشرعي الذي جاء بأصوات المصريين، ومجموعة من الشخصيات والقوى السياسية الرافضة لهذه الشرعية، والتي تسعى إلى الانقضاض عليها من أجل استمرار حالة عدم الاستقرار التي يمر بها الوطن، على اعتبار أن وجودهم واستمرارهم السياسي سوف يزيد بزيادة هذه الحالة، وينقص بنقصانها.
لذلك لم تتورع هذه الأصوات عن استخدام الجنازة العسكرية والشعبية التي أقامتها القوات المسلحة من أجل توجيه السباب والشتائم للرئيس ولجماعة الإخوان المسلمين التي ينحدر منها. بل واستخدام العنف ضد بعض رموز وقوى الثورة المصرية التي حضرت الجنازة، في دليل واضح على المخطط الواضح التي تريد هذه القوى إدخال مصر فيه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى توجيه تهديدات صريحة ومباشرة للرئيس مرسي عبر وسائل الإعلام، حينما أعلن الإعلامي توفيق عكاشة، وهو أحد تلك الشخصيات في برنامج تلفزيوني يقدمه، عن إهداره لدم الرئيس وأنه لن يسكت حتى تندلع الحرائق السياسية والطائفية في كل ربوع مصر حتى يتنحى هذا الرئيس الذي لا يعترف بشرعيته.
وكانت هذه القوى قد أعلنت عن قيامها بتنظيم مظاهرات حاشدة يومي 24 و25 أغسطس الجاري من أجل إسقاط الرئيس وحل جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت أن هذه المظاهرات

لن تتوانى عن استخدام كل ما تملكه بما في ذلك العنف من أجل تحقيق هدفها. وقد ظهرت بوادر هذا العنف في قيامها بحرق بعض مقرات حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك في إطلاق النار على أحد حراس المقر الرئيسي للجماعة.
كل هذا يحدث، بل ويتم الإعلان عنه دون أن تستطيع السلطات تقديم هؤلاء المخربين للعدالة للقصاص منهم حماية للمجتمع من المخططات التي ينفذونها لجهات داخلية وخارجية، تسعى إلى استمرار حالة عدم الاستقرار واستخدامها من أجل إسقاط الرئيس الجديد الذي يمثل التيار الإسلامي.
والحقيقة أن هذه الشخصيات التي ما كانت تجرؤ في الماضي على مجرد الحديث فضلا عن رفع صوتها، أصبحت تستخدم العنف وبشكل علني من أجل تحقيق أهدافها في ظل وجود من يحميها من قصاص العدالة.
ذلك أن تلك القوى هي مجرد أدوات تستخدمها المؤسسة العسكرية وقوى خارجية وتضفي عليها الحماية من أجل منع الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان من الاستمرار في حكم البلاد، خوفا على مصالحهم التي باتت مهددة بوجود هذا الحكم.
ويكفي أن نعلم أن الإعلامي توفيق عكاشة يحصل على حماية مباشرة من المجلس العسكري، حتى أن النائب العام المصري لم يستطع التحقيق في أي من البلاغات التي تم تقديمها ضده بسبب هذه الحماية.
من هنا فإن مواجهة هذه القوى التي تريد ليس فقط القضاء على حكم الإخوان بل على الثورة المصرية التي جاءت بهذا الحكم، يكون من خلال مواجهة القوة التي تحميهم.. فقطع الرأس كفيل بموت الذيل