عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسن شبكشى يكتب :مصر والسعودية

بوابة الوفد الإلكترونية

مصر والسعودية ما إن تقول الاسمين حتى تتجسد أمامك فكرة الوزن السياسي والاقتصادي الأهم في منطقة العالم العربي، ولذلك أي لقاء يكون بين قادة البلدين دائما ما يكون مترقبا ومنتظرا لما فيه من انعكاسات مهمة على أصعدة مختلفة في البلدين بشكل مباشر وعلى المنطقة العربية بشكل أعم. وليس سرا، ولا خافيا على أحد، حجم المتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية لأسباب مختلفة.

مصر اليوم تمر بمرحلة سياسية دقيقة جدا تحاول فيها ترتيب البيت السياسي والاقتصادي والقضائي، ومعالجة مجموعة من الملفات الحساسة جدا، التي منها ما هو متعلق بالأمن والاستقرار والعلاقات بين أجهزة الدولة الإدارية وبعضها بعضا، وهذا كله من دون التحدث في الملفات الخارجية المعقدة. لكن هناك كمًّا لا بأس به من الملفات السعودية - المصرية الدقيقة المطلوب التعرض لها بشكل حاسم. فالعلاقات السعودية - المصرية كانت «استراتيجية» بالمعنى اللفظي للكلمة، أي أن أمن البلدين مشترك والمصالح واحدة في هذا الشأن، وبالتالي لا بد من التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالتكامل في مجالات الغاز والكهرباء والنقل والمواصلات، فمشاريع الربط الكهربائي والطرق السريعة والجسور والنقل البري والجوي والبحري كلها تصب في هذا الإطار المهم.
وهناك طبعا الملف الأمني الخارجي لدول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا المتعلق بالتهديدات الإيرانية لدول المجلس والتي باتت معروفة، وهي مسألة كانت دوما في صلب السياسة الخارجية المصرية ومن أساسيات البعد الأمني والعسكري والاستخباراتي لها أيضا، وهي مسألة تهم السعودية ودول الخليج.
ولا يمكن إغفال الملف الاقتصادي والاستثماري للسعودية في مصر، فالسعودية هي أكبر مستثمر في مصر، سواء تحدثنا على مستوى الدولة أو القطاع الخاص، وهي تستثمر في كل القطاعات بلا استثناء، لكن المستثمر السعودي مر من خلال الثورة المصرية بفترة اضطراب وقلق لأنه شعر بأنه مستهدف ودولته مستهدفة ويتم تحميلها كمًّا مهولا من الأسباب

والاتهامات التي لا يقبلها منطق ولا يحتويها عقل، حتى كان الانفجار الكبير الذي حصل في قضية المواطن المصري «الجيزاوي» الذي احتجزته السلطات السعودية لأسباب أمنية وقانونية بحتة، وحصل كما هو معروف بعدها العديد من الأحداث المؤسفة، إلى أن تمت إدارة تلك التبعات بروية وحكمة والانتقال لمرحلة أخرى وذهنية جديدة.
السعودية فيها أكبر جالية مصرية خارج مصر، كما أن بمصر أكبر جالية سعودية خارج السعودية، وهي أدلة مهمة على أهمية العلاقات العميقة بين البلدين الكبيرين. هناك قناعة مهمة جدا لدى قاعدة عريضة من الشعبين بأن الفترة الحرجة في مرحلة الثورة المصرية وآثارها على العلاقة بين البلدين قد انقضت، وأنه من المفروض الآن أن يتم استثمار الوقت في بناء العلاقة. لكن الرئيس مرسي يجيء للسعودية وسط أزمة إدارية في بلاده غير بسيطة، وبالتالي المهم أن تكون التوقعات منطقية وعقلانية وطويلة الأجل لأن الظروف هي سيدة الموقف اليوم. ولكن يبقى حسن النوايا مهما، والإشارات والرسائل المرسلة للعالم ضرورية لطمأنة من يهمهم الأمر وإبلاغهم بأن الملف السعودي - المصري مهم فعليا وعمليا وليس مجرد شعارات ومناسبات لالتقاط الصور فقط.
العالم سيراقب تبعات اللقاء بشغف واهتمام لأن حجم البلدين يقتضي ذلك.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط