عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عماد الدين اديب يكتب :رد الفعل التركي!

بوابة الوفد الإلكترونية

إلى أين يمكن أن يؤدي موضوع إسقاط مقاتلة تركية بواسطة أسلحة المضادات العسكرية السورية؟

ما هو رد الفعل المنتظر من أنقرة؟ وما هي الحسابات السورية الرسمية حينما أقدمت على اتخاذ قرار التعامل العسكري مع المقاتلة التركية التي تم إسقاطها على الأراضي السورية؟
سألت صديقا لي، وهو خبير متخصص في الشؤون التركية، حول احتمالات رد فعل أنقرة بالنسبة لهذه الحادثة، فأفادني بالآتي:
1- رد الفعل يسبب أزمة للرئيس غل ورئيس وزرائه أردوغان، بسبب توتر علاقاتهما وحزبهما الحاكم مع المؤسسة العسكرية التركية التي لا تسعى إلى أي تصعيد عسكري غير محسوب في هذه المرحلة.
ولا يمكن لأي قيادة سياسية أن تقدم على عمل عسكري كبير إذا كانت على خلاف مع مؤسستها العسكرية.
2- إن قرار التصعيد العسكري المباشر من قبل تركيا تجاه سوريا سوف يتحول إلى طوق نجاة سياسي للنظام السوري المأزوم، لأن التاريخ المعاصر قد علمنا أن أي نظام سياسي مأزوم إذا ما تعرض لتهديد عسكري خارجي، فإن ذلك سيكون بمثابة دعم سياسي لبقائه على أساس أن الرأي العام الداخلي، مهما اختلف مع نظامه، قد يتوحد إزاء أي عمل عسكري خارجي.
لذلك كله يصبح التصعيد العسكري لصالح نظام بشار وليس ضد مصالحه.
3- إن احتمال التصعيد العسكري التركي سوف يهدم الصورة الذهنية التي سعى أردوغان وحزبه إلى تكريسها طوال الفترة الماضية وهي

«الدور التركي القائم على القوة الناعمة» القائمة على التعاون الإيجابي، وسوف يعيد العمل العسكري إلى الأذهان استدعاء فكرة الدور التوسعي للإمبراطورية العثمانية في المنطقة بشكل عام، وفي سوريا التي عانت من القمع التركي في عهود جمال باشا السفاح وسياساته.
4- لا بد أيضا لأنقرة وهي تحسب بدقة أي تصعيد عسكري أن تفكر بعمق في ردود الفعل الإقليمية من إيران وحزب الله من ناحية، وتأثير ذلك على علاقاتها التجارية القوية مع روسيا والصين.
ذلك كله يرشح أن تقوم أنقرة بإعلان مواقف سياسية شديدة اللهجة، وتتخذ إجراءات دبلوماسية انتقامية، لكنها سوف تبتلع إمكانية رد الفعل العسكري مثلما فعلت مع حادثة الاعتداء على سفينة الإغاثة التي أرسلتها إلى غزة وتم الاعتداء السافر عليها من القوات الإسرائيلية.
سوف تسمع صوتا عاليا من تركيا، ولكن أقصى فعل هو زيادة الدعم العسكري لقوى المعارضة السورية.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط