رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة الغاز والمازوت تظهر من جديد فى سوريا

بوابة الوفد الإلكترونية

افترشت السورية العجوز أم عدنان الارض قبالة جموع من البشر تراصت امام احد مراكز توزيع اسطوانات الغاز في دمشق في انتظار طويل للحصول على واحدة بالسعر العادي بعيدا عن غلاء الاسعار في السوق السوداء.

وبجانب هذا المشهد الذي تكرر أمام كافة مراكز توزيع الغاز الخاص منها والعام في دمشق، الذي جال في أحياء وشوارع العاصمة السورية، كان مشهد المركبات مكدسة أمام محطات الوقود في طوابير للظفر بالمازوت باديًا للعيان.
فلم يمض وقت طويل على انفراج أزمتي الغاز والمازوت التي عانى منها السوريون خلال الفترة الماضية حتى عادت الى الواجهة من جديد، لكن أقوى في ظل اعتراف الحكومة السورية بوجود نقص في هاتين المادتين بحدود 50 بالمائة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على البلاد قبل أشهر.
فأمام كل مركز توزيع للغاز تجد أرتالا من نساء ورجال وفتية سوريين وقد تجمعوا وسط صراخ وتزاحم وفوضى، تصطف امامهم اسطوانات الغاز لتشكل رتلاً آخر موازياً لهم.
وفي ظل هذا الازدحام الكثيف والانتظار تحت أشعة الشمس المرتفعة للحصول على اسطوانة الغاز، تنتعش السوق السوداء وعمل ما يسمون في سوريا بـ"تجار الازمات".
فقد يأتي احدهم ليقول بصوت خفيض، هل تشتري اسطوانة غاز؟ وتسأله بكم ؟ فيقول بـ 1200 ليرة سورية (ما يعادل 25 دولارا) للاسطوانة الواحدة، واحيانا تباع بـ 1500 ليرة، رغم ان سعرها 400 ليرة، حسب ما قال المراسل.
وكانت وزارة الاقتصاد السورية قد قررت في 21 يناير الماضي رفع سعر اسطوانة الغاز المنزلية للمستهلك الى 400 ليرة بدلا من 250 ليرة بزيادة نسبتها 60 في المائة.
وتقول ام عدنان "اتيت من الديماس (غربي دمشق) منذ الساعة الثالثة صباحاً، وسلمت الاسطوانة الفارغة ودفعت ثمن اخرى جديدة واستلمت ايصالا" .
وتابعت السيدة المسنة "انا لا استطيع ان ازج بنفسي بين هذه الجموع، وانتظر مع جيراني لنحصل على حاجتنا ونغادر معا".
وتقول فاطمة وهي من سكان دمشق "منذ اكثر من اسبوع آتي الى هذا المركز من اجل الحصول على اسطوانة غاز ولم أنجح حتى الان"، مضيفة "ليس بمقدوري شراء اسطوانة الغاز من السوق السوداء بـ1200 ليرة".
وتؤكد انها "تطهو الطعام على سخانة تعمل على الكهرباء"، وطالبت الجهات المعنية في سوريا بضرورة تأمين هذه المادة الضرورية للمواطنين.
وكان وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا سفيان العلاو قد قال في 23 مايو الماضي إن إنتاج سوريا من هذه الغاز المنزلي يغطي نحو 50 بالمئة من الحاجة.
واكد العلاو وجود مناقشات لتأمين المادة من ايران والجزائر.
ويقول السوري خالد حمدان إن "هذه الازمة جعلتنا نستخدم ادوات عفا عليها الزمن، واصبحت من التراث".
واوضح انه اشترى "وابور يعمل بالجاز" من اجل طهي الطعام.
وتابع "في الازمة السابقة كانت سيارة سوزوكي تبيع مادة الجاز تجول في الاحياء لبيع عبوات لتر ونصف اللتر بـ150-175 ليرة، اما في هذه الاوقات فلم نرها حتى الآن، ربما يرتب المستغلون انفسهم لرفع سعر المادة التي هي قليلة أساساً".
ويقول أبو حسن وهو صاحب محل لبيع المعجنات، بحسرة وهو ينظر الى محله الخاوي الا من عامل وحيد بعدما اضطر لتسريح عاملين اخرين "ما ان نخرج من ازمة حتى ندخل في اخرى فقد اضطررت لشراء اسطوانة الغاز بـ1300 ليرة من السوق السوداء".
ويتابع ان "ما يبعث على الحيرة هو توافر المادة بسعر مرتفع" رغم ان المسؤولين يقولون ان التوزيع يتم وفق البطاقة العائلية،

ويتساءل "من اين تتسرب الاسطوانات الى مستودعات السماسرة؟".
ودعا "الجهات المعنية تزويد المحلات بحاجتها فشراء الاسطوانة من السوق السوداء يعني ان نرفع سعر انتاجنا، وهنا سنتعرض للعقوبات التموينية وربما لاغلاق المحل".
ومازال السوري احمد مرشد وهو اب لطفلين من منطقة (صحنايا) التابعة لريف دمشق (جنوبا) يتردد على مركز المزة منذ نحو اسبوع للحصول على اسطوانة غاز.
وقال "اتيت اليوم من الساعة الرابعة فجراً، وجاءت السيارة الى هذا المركز وذهبت معظم حمولتها للجهات الحكومية، ونحن مازلنا ننتظر الفرج".
وبات السوريون يعتمدون على الغاز، هذه المادة المدعومة من قبل الدولة، في التدفئة بعد قلة المازوت في الاسواق.
فأمام محطات الوقود في دمشق، اصطفت السيارات والشاحنات الكبيرة والجرارات الزراعية وعربات نقل الركاب التي تعمل بالمازوت لساعات للحصول على بضع لترات منه.
وقال زياد الظاهر سائق سرفيس لنقل الركاب بريف دمشق "نقف يوميا عدة ساعات على محطات الوقود للحصول على مادة المازوت ومعظم الاحيان لانحصل عليها ما يضطرنا الى التوقف عن العمل وعدم تقديم الخدمات للمواطنين ونقلهم الى مدينة دمشق".
وتابع ان "المادة متوفرة في السوق السوداء لدى اشخاص يبيعون اللتر الواحد بـ 35 الى 40 ليرة سورية".
ويبلغ السعر الرسمي للتر المازوت 20 ليرة بعد ان كان 15.
وقال احد سائقي باصات النقل "اننا نضيع ساعات طويلة من وقتنا في الحصول على مادة المازوت، وهذا الامر ينعكس سلبا على المواطن السوري الذي ينتظر وصول الحافلة لتقله الى منزله او مكان عمله".
وتستمر أزمة المازوت في سوريا رغم جهود السلطات في تجاوزها بالاستيراد من دول مثل فنزويلا وايران وروسيا.
فقد استوردت سوريا نحو مليوني طن من المازوت في عام 2011، وفي 21 مايو الماضي وصلت ناقلة فنزويلية محملة بـ35 ألف طن من المازوت.
وتعاني سوريا وبشكل عام منذ عدة أشهر نقصا في المنتجات النفطية خاصة المازوت والغاز، بسبب العقوبات الاقتصادية الاوروبية والامريكية والعربية، بجانب استهداف "مجموعات إرهابية" لخطوط نقل النفط والغاز والمازوت من المصافي إلى مناطق الاستهلاك.
وكان وزير النفط السوري سفيان العلاو قد اعلن في 23 مايو الماضي ان خسائر القطاع النفطي بلغت نحو اربعة مليارات دولار بسبب العقوبات الجائرة الاوروبية والامريكية والعقبات التي وضعت امام تصدير واستيراد النفط والمشتقات البترولية منذ بداية سبتمبر الماضي.