عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير عطاالله يكتب:سحابة قرن.. إخوانا وعسكرا

سمير عطا الله
سمير عطا الله

سحابة القرن الذي مضى تغيرت مصر ثلاث مرات: من الملكية إلى ثورة 1952، التي نقلت مصر من الغرب إلى الشرق، نظاما وعلاقات. ثم انتقلت عام 1970 من الشرق إلى الغرب، نظاما وعلاقات. ثم تصالحت مع الشرق وظلت في الغرب.

في المراحل الثلاث حاول «الإخوان» الحل العنفي بدءا باغتيال النقراشي ومحاولة اغتيال عبد الناصر؛ فكان أن رد النظام بإبعادهم عن العمل السياسي وليس عن الحياة السياسية التي دخلوها من أبواب كثيرة.
للمرة الأولى يدخل «الإخوان» دار السلطة باسمهم وشعاراتهم وفي عربة القانون. وبعكس «المعلوم» الذي دخلته مصر مع 23 يوليو، تبدو المرحلة الحالية باباً على المجهول وسائر الأبواب. لماذا؟ لأنه منذ ثورة 25 يناير إلى اليوم ظهر أن للإخوان مرجعا واحدا ووجوها كثيرة. ورأى المصريون أن «الإخوان» تنظيم سياسي مثل سائر الأحزاب يتوسل الوصول إلى السلطة بعدة مرشحين وعدة صفات ولا يتردد في إطلاق وعد علني أو العودة عنه.
قالوا إنهم لا يريدون الرئاسة ثم دفعوا إليها جميع المرشحين. وقالوا إنهم سوف يحترمون المعاهدات الموقعة لكنهم تحاشوا تسمية كامب ديفيد خوفا من جمهورهم. وظهروا وكأنهم شبه أصدقاء لأميركا على الرغم من العداء المعلن طوال عقود. وساروا في المسار الديمقراطي الذي كانوا يعتبرونه بدعة صهيونية، فلما

هدد فوز مرشحهم للرئاسة، هددوا بتدمير النتائج.
الذي يقبل الخيار الديمقراطي لا يقول إما أنا وإما إحراق النتائج وتدمير مصر على الرئيس الفائز. ولا يقبله في مجلس الشعب ويرفضه في رئاسة الجمهورية. ولا يقبل فتوى بقتل رئيس دولة أخرى، لأن الديمقراطية قائمة على حكم القانون والمحاكمة وإحالة الجرائم والارتكابات على القضاء وليس على سماحة الشيخ يوسف القرضاوي.
كتبت طوال عمري ضد حكم العسكريين، وليس طبعا ضد العسكر. فالرجل الذي يختار حياة العسكريين لا يحق له أن يرث حياة المدنيين أيضا. لكن الناس تخاف حكم العسكريين لأنه إلغائي غير منفتح وغير قابل بالنقاش أو الحوار، كما علمتنا التجارب. وإذا كان المدني بهذه الصفات فهما يتساويان تماما. لكن في الحالة الراهنة فإن أحمد شفيق هو الذي حاور علاء الأسواني وهو الذي استقال.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط