رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد عبيد يكتب:معركة سياسية

بوابة الوفد الإلكترونية

أخيراً انجلت الرؤية بالنسبة لمعركة انتخابات الرئاسة المصرية، التي أخذت حيزاً واسعاً من الاهتمام المحلي المصري والإقليمي والدولي، بإعلان لجنة الانتخابات نتائج الجولة الأولى من الاستحقاق الرئاسي، التي تمثلت بصعود مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، والمرشح أحمد شفيق إلى المرحلة الثانية.

القوى السياسية المصرية مازالت في مرحلة نفض غبار المعركة الأولى، وكثيرة منها لا تزال منخرطة في توابع المعركة، من خلال الحديث عن انتهاكات وخروقات حدثت خلال الاقتراع الرئاسي، أو من خلال تصاعد الدعوات إلى إقرار قانون العزل السياسي، الذي يعني إن أقرّ بالضرورة إقصاء المرشح أحمد شفيق من السباق، بحكم أنه كان آخر رئيس وزراء في عهد النظام السابق .

وأياً كان الأمر، سواء تطورت الأوضاع باتجاه الاستمرار في المعركة الانتخابية، أو حدثت “معجزة” ما، تساهم في إنقاذ الناخب المصري من مأزق الاختيار بين مرشحين، من الواضح أن قطاعات واسعة في الشارع المصري لا تؤيد أحداً منهما، أو مهما كان المشهد الذي ستنجلي عنه المعركة أواسط الشهر المقبل، فإن المفروغ منه أن إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في مرحلتها الحاسمة، أينما صبّ، وفي مصلحة أي من المرشحين، لن يكون نهاية مسيرة ثورة الخامس والعشرين من يناير ،2011 بل سيكون على الأغلب إعلاناً صريحاً لاستمرارها حتى تحقيق أهدافها كاملة .

السيناريوهات المتوقعة للمستقبل القريب للساحة السياسية المصرية ليست كثيرة، ولعل سيناريو الاشتباك السياسي المتواصل بين مختلف القوى، هو الأكثر ترجيحاً، الأمر الذي نشهد معه استمرار حالة انعدام الاستقرار في البلاد، بالتوازي مع حراك سياسي نشط، يشمل عملية إعادة ترتيب للأوراق تجريها القوى الحزبية والسياسية والثورية، ووضع آليات للتعاطي مع النظام

الجديد، الذي يبدو أكثر ضبابية من أي وقت مضى، في ظل إمكانيات أن تتحول المعركة إلى حرب مشرعة بين الرئاسة والسلطة التشريعية مثلاً، في حال عدم فوز مرشح الأغلبية البرلمانية الإسلامية .

الاحتمالات ليست مفتوحة كما كانت عشية وخلال ثورة الخامس والعشرين من يناير، لكنها تبدو أشد وضوحاً، خصوصاً وأن القوى الثورية على الأرض، تلقت بدلاً من الصفعة صفعتين، الأولى بالخسارة المدوية في الانتخابات البرلمانية، والثانية بالخروج المبكر من معركة الرئاسة، وحتى لا تتلقى صفعة ثالثة تقضي على الآمال في تغيير حقيقي، يحاكي تطلعاتها المعبرة عن أغلبية صامتة، وغير منخرطة في الحرك السياسي، فإن على هذه القوى العمل منذ اللحظة، على حشد هذه الأغلبية الصامتة، وإخراجها عن صمتها، وحملها على التأثير في المعادلة السياسية، كقوة كبرى في الميزان، لا تعادلها قوة، ولا كل القوى مجتمعة، خصوصاً وأن نتائج الانتخابات تتحدث عن ذاتها، في ظل إعلان رسمي لنسبة مشاركة شعبية في انتخابات الرئاسة قلت عن 47%، ما يعني أن أكثر من نصف الشعب لم يشارك .
نقلا عن صحيفة الخليج الاماراتية