زاهى حواس يكتب:دولة الملك مينا في خطر
نعيش الآن في الألفية السادسة على تكوين الدولة المصرية التي وحدها الملك الصعيدي مينا على أساس شعب واحد ولغة وثقافة واحدة يستحقون العيش جميعا تحت مظلة نظام سياسي واحد يقودهم ملك يحكم بمبادئ (الماعت) أي الحق والعدل والنظام.
في دولة مينا كانت حرية الاعتقاد مكفولة للمصريين، لا فرق بين أتباع حورس أو أتباع سوبك أو حتحور وغيرهم؛ طالما كان المبدأ واحدا، وهو أن المصريين منذ فجر تاريخهم السحيق آمنوا بوحدانية الإله الخالق؛ لكنهم جعلوا له قوى بأشكال متعددة بعدد قدراته؛ فكانت التعددية التي لا يزال يخطئ في فهمها حتى المثقفون من غير المتخصصين في علوم اللاهوت المصري القديم. وظلم المصريون القدماء واتهموا بالوثنية؛ وأصبح مثال فرعون الذي اضطهد موسى وقومه وصمة لحضارة عظيمة، متناسين مثال الملك الخيّر الذي أنصف يوسف عليه السلام وعينه وزيرا على خزائن مصر.
منذ توحيد الدولة المصرية وإلى يومنا هذا لم يقص مصري بسبب معتقد ديني أو سياسي، ولنا في تاريخ الملك أخناتون المثل الحي حينما قام بثورة على المعتقدات الدينية ونادى بإبطال كل ما دون الإله الواحد، وكان الصدام شديدا بينه وبين الكهنة الذين اضطروه إلى ترك طيبة العاصمة وتأسيس مدينة جديدة ومكانها الحالي تل العمارنة بالمنيا في صعيد مصر الوسطى، وذهب مع الملك أتباع كثيرون من وزراء وكبار موظفين وطامعين أو مؤمنين حقا؛ وبمجرد وفاة أخناتون وغيابه عن الحياة هجرت العمارنة وعاد من كان معه دون خوف من اضطهاد أو إقصاء أو عزل، فكلهم مصريون وكلهم أحرار فيما يعتقدون وينتهجون. ليس لدينا مثل واحد من مصر الفرعونية على تخوين مصري، ولكن لدينا أمثلة كثيرة للاحتكام إلى القانون واحترام أحكام القضاء.
مقدمة لا بد منها في ظل مشهد سياسي يكاد يعصف بأركان الدولة المصرية؛ محاولا قتل اللحظة التاريخية التي عاشها المصريون يوم ذهابهم إلى صناديق الانتخابات ليختاروا رئيسا لهم، وعندما ظهرت النتائج فشلت القوى السياسية فشلا مدويا في أول اختبار للديمقراطية. نعم صدمت القوى الثورية بالنتيجة، وهذا حقهم، ولكن كان عليهم أن يدرسوا هذه
نرشح من نؤمن بأنه يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار سياسي أو حزبي.. نرشح من ينظر إلينا كمصريين؛ مسلمين وأقباطا.. صعايدة وبحاروة ونوبيين وبدوا! كلنا نأكل من أرض مصر؛ ونشرب من نهرها؛ ونحيا تحت شمسها. نرشح من يحب مصر.
نقلا عن صحيفة الشرف الاوسط